تمكن معاوية (لع) بواسطة جعدة زوجة الإمام الحسن عليه السلام من سقي الإمام الحسن عليه السلام السم القاتل، وكانت النتيجة استشهاده عليه
السلام روحي فداه والتحاقه بجده صلى الله عليه واله وأمه وأبيه عليهما السلام مسموماً شهيداً، لقد شرب الإمام الحسن عليه السلام السم مع علمه
بذلك؛ لأن المعصومين جميعاً لديهم (علم المنايا والبلايا) من النبي صلى الله عليه واله إلى ولي العصر عليه السلام، فالإمام الحسن عليه السلام
عند شربه للسم كان كالنبي عند تناوله اللحم المسموم مع علمه أنه كان مسموماً، وكذلك كافة الأئمة الذين كانوا يعلمون بوجود السم المقدم لهم من
قبل أعدائهم ومع ذلك كانوا يتناولونه، والسبب هو أن الله عزّ وجل لا يعطي علم الغيب والقدرة الخارقة للعادة - الولاية التكوينية - لأي إنسان إلا
وأمره بعدم العمل طبق ذلك إلا في الموارد الخاصة طبقاً لموازين الكون، فالنبي صلى الله عليه واله كان قادراً على قتل الكافرين بالقدرة الإلهية
لكنه لم يقدم على ذلك كما هو الحال مع الإمام الحسن عليه السلام، فلو عمل المعصومون بعلم الغيب الذي لديهم لما كانوا اليوم أسوة وقدوة للبشرية.
بشرى عبد الجبار
تم نشره في المجلة العدد41
تعليق