تويت
جميل أن يتجاوز الانسان مشاكله القديمة، ويتجدد ليعيد الثقة لشخص قد فقدها في نفسه، حينها يرى الانسان كيف بمقدوره ان يعتز بنفسه، ويفرح قلبه وقلب غيره عندما يكرم النفس من اردان الغضب والزعل الذي افسد العلاقة في يوم ما، وابكى القلب.
هذا الاجتياز النفسي على المشاكل هو الذي فهم الحياة، ويتعامل معها على اساس انها سر نجاحها وهنائها وصفائها، تجاوز الأخطاء، واعادة الثقة بالأصدقاء، يسميها علماء النفس (الاطمئنان الواعي) و(مفتاح الأمن للحياة) وخاصة عندما يكون الرد على المستوى الاسري، فتكون صمام الأمان للحفاظ على الطمأنينة.
تكمن سعادة الانسان الحقيقية بالأمن النفسي، فإن فقد الأمن فقد نعمة هي من اجل نعم الحياة، اعادة الثقة الاسرية بعد فقدانها، يعني صلاح النفوس، ورفع شعور الخوف والقلق بالطمأنينة والأمن، وهذه القضية هي التي عبر عنها القرآن الكريم بالسكن، وجود الثقة بالآخر يعني سكينة النفس وهدوء الحواس وهناءة العيش.
اضطراب الثقة يعني اضطراب الحياة، ونوع من اشد انواع الألم، على قدر عظم الثقة يكون عظم الألم، والثقة ضرورة حياتية لها تأثير انساني وجداني، وابلغ نواقض الثقة هو الكذب.
حاول بعض الغربيين من المشاهير ان يزرع الشك في الثقة، ويعتبرها مبالغة، ويطلب من الناس عدم الثقة بالآخرين، اذا تعلق الأمر بمبلغ طائل من المال، أو ربما تتعرض للخداع اذا وثقت اكثر من اللازم، لكنك في كل الاحوال ستشعر بعذاب الضمير اذا عدمت الناس ثقتك؛ لأنها الشيء الوحيد الذي يساعدك لتقبل الحياة.
يرى أحد العلماء: انك قد تتعرض لمواقف مؤلمة نتيجة ثقتك الزائدة بالآخرين، لكن خلو الثقة يشعرك بألم أكبر، يقول حكيم: ان من وثق بنفسه وثق بغيره، فإياك ان تفقد الثقة يوماً بالآخرين.
الغش:
لم أكن مستعدا للامتحان لظروف خاصة، ولست مستعداً نفسيا لأغش، رفق الطالب ورقة الغش مع دفتر الامتحان، وفيها كامل الأجوبة، سأله المدرس:ـ لم اخترت الدرب الصعب وامامك كان النجاح؟ فأجاب التلميذ:ـ أريد ان انجح بذراعي استاذ، ونجاح الغش رسوب، انا سأنجح في درسك، لكني سأرسب في دروس تربيتي وأخلاقي التي علموها الأهل أن الغش سلوك غير سوي.
فعقب الأستاذ مشيدا بنزاهة تلميذه، وقال:ـ ان المجتمع الذي يريد النهوض عليه ان يغرس في ابنائه روح رفض الغش، والغش في الاصطلاح الاجماعي ظاهرة اجتماعية منحرفة، خرجت عن العديد من المعايير والقيم الشرعية التي اقرها الاسلام، لما تركه من آثار سلبية، فتنعكس على مظاهر الحياة، والغش من حيث المفهوم يتضمن الخيانة؛ لكونه نقض العهد، وتفريط للامانة، ويقترب من النفاق العملي.
نهي الدين الاسلامي عن الغش بجميع صوره وانواعه، ويرى بعض الحكماء أن الغش سواد القلب وعبوس الوجه، ولذا يطلق الغش على الغل والحقد ايضا، وقال الرسول (ص): "من غشنا ليس منا"، فهناك غش البيع والشراء، وهناك غش في معلومات الزواج، والغش في الاختيارات، ويرى البعض: إن سبب انتشار ظاهرة الغش يعود لغياب العقوبات الرادعة بهذه الظاهرة، الغش يقلل من احترام الانسان لذاته وتقدير الآخرين له، وانعدام الثقة، وتبعده عن الصدق والأمانة.