(وَلَا تَلْمِزُوا):
قال تعالى: ((وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)) (الحجرات/11) أي لا يعيب بعضكم بعضاً، فإن المؤمنين كنفس واحدة، ولا تنابزوا بالألقاب: أي لا يدعو بعضكم بعضا بلقب يكرهه.
ويرى السيد مكارم الشيرازي في كتابه تفسير الأمثل: ذكر المفسرون في نزولها شؤونا مختلفة، منها أن قوله تعالى: ((ولا يسخر قوم من قوم)) جاءت عندما عاب أحدهم شخصاً باسم امه بما يكره من لقبها، فاستحى، ونزلت الاية تنهى المسلمين عن مثل هذا العمل: ((ولا نساء من نساء)) لأنهن ضحكن من أم سلمة زوجة النبي (ص)؛ كونها كانت قصيرة فكانت النساء يسخرن.
ثم تقول الآية: ((وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ..)): كلمة لمز ومعناها تتبع العيوب، وفسر بعضهم الفرق بين الهمز واللمز، بأن اللمز عد عيوب الناس بحضورهم، والهمز ذكر عيوبهم في غيابهم، ومن ثم لا تنابزوا أي لا تتراشقوا بالألفاظ القبيحة.
(الأحقاف):
جاء في كتاب التبيان في تفسير القرآن للشيخ الطوسي أن ابن عباس، قال: انها بين عمان ومهوة، وقيل: إن الأحقاف الرمل ما بين عمان الى حضرموت، وقيل أيضاً: إن الأحقاف رمال مشرقة على البحر بالشجر من اليمن، وقالوا: إنها جبل بالشام، وقيل: إن الحقف هو الرمل حين يكون بهيئة الجبل.
قال أهل الأحقاف لنبي الله هود(عليه السلام): ((أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ)) (الأحقاف/22)، فلما شاهدوا عارضا يستقبل اوديتهم، قالوا هذا عارض، أي سحاب ممطرنا: ((فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ)) (الأحقاف/24)، فأضحوا لا يرى إلا مساكنهم وما عداها قد هلك، فقال الله تعالى مثل ما اهلكنا اهل الاحقاف وجازيناهم بالعذاب، لذلك نجزي القوم المجرمين: ((فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ)) (الأحقاف/25).
(رَهْوًا):
قال تعالى: ((وَاتْرُكْ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ)) (الدخان/24)، يقال جاء الخيال رهوا أي متابعة، والرهو من الخيل والطير السراع، وقيل: إن الرهو الكثير الذي لا يحصى؛ لأنه كان امره الله سبحانه تعالى، أولاً: أن يضرب البحر بعصاه ليفلق فيه طرقا لقومه، ثم امره بأن يتركه على الحالة الأولى، ليغرق فيه فرعون وجنده.
ويرى الفيض الكاشاني في كتابه التفسير الأصلي: إن ((وَاتْرُكْ الْبَحْرَ رَهْوًا)) أي مفتوحاً ذا فجوة واسعة، او ساكنا على هيئته، وجعل معناها اترك البحر ساكنا، اذا قطعته وعبرته، فلا تضربه بعصا لك ليرجع ماؤه كما كان لأجل أن يأتي فرعون وجنده في البحر فيغرقوا.
(الْمُهْلِ):
قال الله تعالى: ((كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ)) (الدخان/45)، من المفسرين من يقول الزقوم، ويرى السيد مكارم الشيرازي في تفسيره الأمثل: طعام شجرة الزقوم، وطعامها ليس كطعام الدنيا بل يشبه المعدن المذاب بالحرارة، والذي يغلي في الاحشاء، لا تشبه أشجار الدنيا؛ لأنها تنمو في النار، لقد استهزأ المشركون بهذه التعابير والأوصاف القرآنية؛ بسبب من جهلهم وعدم معرفتهم وعنادهم، فأبو جهل كان يقول: إن محمداً يهددكم بنار تحرق الأحجار، فهل في النار أشجار تمور..؟