تحتاج قراءة التأريخ الى معنيين الاول المعرفة الموسوعية وتمحيص ذاكرة التأريخ والمعنى الثاني هو الضمير المنصف فبعض الكتاب يعد اسقاطاته الفكرية على التأريخ يقرأه مثلما يريد هو ان يقرأ فتراه يستدرج المتلقي ويغويه ويغريه ويخدعه والكاتب اسلام فتحي قلب المعنى الكلي للاحداث التأريخية فهو يقول ( عند استلام علي الخلافة بعد وفاة عثمان أمتنع أهل الشام من مبايعته فاصدر الامام علي قرارا بعزل معاوية عن ولاية بلاد الشام ) جعل العزل عقوبة من الامام علي لمعاوية بينما الامام علي قام بعزل ولاة عثمان ومعروف ان عثمان ولى اقرباءه الذين بذروا الاموال والحقيقة انه عزل معاوية وخالد ابن أبي العاص والي مكة ، وامر العزل ليس جديدا فقد قام عمر بعزل خالد بن الوليد والمثنى بن حارثة ، وولى عمر بن الخطاب عمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة فجاء عثمان وعزلهما فلكل خليفة اجتهاده وحاول مجموعة من الدهاة كالمغيرة بن شعبة اقناع علي عليه السلام عن الموافقة على ولاية معاوية ولو الى حين فرفض الامام علي عليه السلام فكان رفض علي ولاية معاوية هو الفعل وليس ردة الفعل ، والتحريف الثاني يقول فقام علي بالتحرك من الكوفة في العراق باتجاه لقتال اهلها لامتناعهم عن مبايعته ، والله حرام عليك يا اسلام هذا الكلام الباطل والمزيف وا الحقيقة عرفها التأريخ بتفاصيل دقيقة معاوية بعث
بعث بسر بن أرطاة ، وعلي بن أبي طالب عليه السلام يومئذ حي، وبعث معه جيشا آخر، وتوجه برجل من عامر ضم إليه جيشا آخر، ووجه الضحاك بن قيس الفهري في جيش آخر، وأمرهم أن يسيروا في البلاد فيقتلوا كل من وجدوه من شيعة علي بن أبي طالب (عليه السلام) وأصحابه، وأن يغيروا على سائر أعماله، ويقتلوا أصحابه، ولا يكفوا أيدهم عن النساء والصبيان. فمر بسر لذلك على وجهه حتى انتهى إلى المدينة فقتل بها ناسا من أصحاب علي (عليه السلام) وأهل هواه، وهدم بها دورا، ومضى إلى مكة فقتل نفرا من آل أبي لهب، ثم أتى السراة فقتل من بها من أصحابه، وأتى نجران فقتل عبد الله بن عبد المدان الحارثي وابنه، وكانا من أصهار بني العباس عامل علي (عليه السلام)، ثم أتى اليمن وعليها عبيد الله بن العباس عامل علي بن أبي طالب وكان غائبا، وقيل: بل هرب لما بلغه خبر بسر فلم يصادفه بسر ووجد ابنين له صبيين فأخذهما بسر لعنه الله وذبحهما بيده بمدية كانت معه، ثم انكفأ راجعا إلى معاوية.
وفعل مثل ذلك سائر من بعث به، فقصد العامري إلى الأنبار فقتل ابن حسان البكري وقتل رجالا ونساء من الشيعة قال أبو صادقة أغارت خيل لمعاوية على الأنبار فقتلوا عاملا لعلي (عليه السلام) يقال له: حسان بن حسان، وقتل رجالا كثيرا ونساء، فبلغ ذلك علي بن أبي طالب صلوات الله عليه فخرج حتى أتى المنبر فرقيه فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي (صلى الله عليه وآله) ثم قال:هذا أخو عامر قد جاء الأنبار فقتل عاملها حسان بن حسان وقتل رجالا كثيرا ونساء، والله بلغني إنه كان يأتي المرأة المسلمة والأخرى المعاهدة فينزع حجلها ورعاثها ثم ينصرفون موفورين لم يكلم أحد منهم كلما، فلو أن امرءا مسلما مات دون هذا أسفا لم يكن عليه ملوما بل كان به جديرا. وارسل معاوية النعمان بن بشير في ألف رجل إلى عين التمر.ووجه سفيان بن عوف في ستة آلاف وأمره أن يأتي (هيت) فيقطعها ثم يأتي الأنبار والمدائن فيوقع بأهلها فأتى (هيت) ثم أتى الأنبار وطمع في أصحاب علي (عليه السلام) لقتلهم فقاتلهم فصبر أصحاب علي ثم قتل صاحبهم أشرس بن حسان البكري وثلاثون رجلا، واحتملوا ما في الأنبار من أموال أهلها ورجعوا إلى معاوية.ووجه عبد الله بن مسعدة بن حكمة الفزاري (وكان أشد الناس على علي) في ألف وسبعمائة إلى ثيماء، وأمره أن يصدق من مر به من أهل البوادي ويقتل من امتنع، ففعل ذلك وبلغ مكة والمدينة وفعل ذلك.
ووجه الضحاك بن قيس وأمره أن يمر بأسفل واقصة ويغير على كل من مر به ممن هو في طاعة علي (عليه السلام) من الأعراب، وأرسل ثلاثة آلاف رجل معه فسار الناس وأخذ الأموال، ومضى إلى الثعلبية وقتل وأغار على مسلحة علي، وانتهى إلى القطقطانة، فلما بلغ عليا أرسل إليه حجر بن عدي في أربعة آلاف فلحق الضحاك بتدمر فقتل منهم تسعة عشر رجلا، وقتل من أصحابه رجلان، وحجز بينهما الليل فهرب الضحاك وأصحابه ورجع حجر ومن معه.
ووجه عبد الرحمن بن قباث بن أشيم إلى بلاد الجزيرة وفيها شيب بن عامر جد الكرماني الذي كان بخراسان، فكتب إلى كميل بن زياد وهو بهيت يعلمه خبرهم، فقاتله كميل وهزمه وغلب على عسكره، وأكثر القتل في أهل الشام وأمر أن لا يتبع مدبر ولا يجهز على جريح.
ووجه الحرث بن نمر التنوخي إلى الجزيرة ليأتيه بمن كان في طاعة علي، فأخذ من أهل دارا سبعة نفر من بني تغلب فوقع هناك من المقتلة ما وقع.
ووجه زهير بن مكحول العامري إلى السماوة، وأمره أن يأخذ صدقات الناس فبلغ ذلك عليا فبعث ثلاثة منهم جعفر بن عبد الله الأشجعي ليصدقوا من في طاعته من كلب وبكر، فوافوا زهيرا فاقتتلوا فانهزم أصحاب علي وقتل جعفر بن عبد الله.
وبعث سنة 40 بسر بن أرطاة في جيش فسار حتى قدم المدينة وبها أبو أيوب الأنصاري عامل علي عليها، فهرب أبو أيوب فأتى عليا بالكوفة، ودخل بسر المدينة ولم يقاتله أحد فصعد منبرها فنادى: يا أهل المدينة! والله لولا ما عهد إلي معاوية ما تركت بها محتلما إلا قتلته. فأرسل إلى بني سلمة فقال: والله ما لكم عندي أمان حتى تأتوني بجابر بن عبد الله وهدم بسر دورا بالمدينة، ثم سار إلى مكة فخاف أبو موسى أن يقتله فهرب ، واللطيف ان الكاتب يقر بان معاوية لجأ الى خدعة رفع المصاحف ، فلهذا ادعوه على محبة الله للامعان بقراءة التأريخ