استجاب مشكورا جناب العلامة عبد الله بن العباس لحضوره ندوة جريدة صدى الروضتين بمناسبة الذكرى السنوية لرحيل سلمان المحمدي رضوان الله عليه قائلا ، كان إسمه روزبة وسماه رسول الله صل الله عليه وآله سلمان عقبت :ـ كيف امتلك هذه المنزلة ؟ فاجاب
لأنّه كان يمتلك سرّ عليّ، والجنّة تريد عليّاً
روي عن رسول الله صل الله عليه وآله أنّه قال:
يا عليّ، إنّ الجنّة تشتاق إليك وإلى عمّار وسلمان وأبي ذرّ والمقداد.،انا رأيت سلمان رضي الله عنه في منامي، عليه تاج من يا قوت، سألته
ما رأيت في الجنّة أفضل بعد الإيمان بالله ورسوله؟
قال: حبّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام و الاقتداء به ،سالناه وهل اعتنق سلمان المجوسية ...؟
فاجاب :ـ لاهو لم يعتنق المجوسية حتى في صباه، بل كان موحداً الله سبحانه، يقول مولاي ابو الحسن عليه السلام .دخل أعرابي فنحاه عن مكانه وجلس فيه. فغضب رسول الله صل الله عليه وآله فقال: يا أعرابي أتنحي رجلاً يحبه الله تبارك وتعالى في السماء ويحبه رسوله في الأرض ، وفي حديث الإمام الصادق عليه السلام: «إن سلمان كان عبداً صالحاً حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين».
قال الصدوق: إن سلمان ما سجد قط لمطلع الشمس، إنما كان يسجد الله عزوجل، وكانت القبلة التي أمر بالصلاة إليها شرقيةٌ، وكان أبواه يظنّان أنه إنما يسجد للشمس كهيئتهم».قصد ـ الكنيسة، فرأى فيها اناساً يصلون، وربما يرتلون فصلاً من الإنجيل بصوت وخيم يأخذ بمجامع القلوب فيه رجع وصدىً لترانيم الراهب الحزين الذي يبكي المسيح!
فاندفع يسأل من حوله من النصارى قائلاً لهم: «وأين أصل هدا الدين ...؟».قالوا :ـ الشام
وظل سلمان رهين قيده وبيته مدةً من الزمن كادت الدنيا أن تسود في عينيه لولا حلم الشام الذي ظل يدغدغ فؤاده ويزرع في نفسه الأمل الأخضر الذي يبشره بأزوف الموعد وساعة الخلاص فرفع رأسه الى الاسقف وقال: أنا رجل من أهل جي جئت أطلب العمل وأتعلم العلم، فضمني إليك أخدمك وأصحبك، وتعلمني شيئاً مما علمك الله!؟
قال الأسقف: نعم، إصعد إلي.
صعد سلمان إليه ليبقى إلى جانبه يخدمه ويتعلم منه، وبدأ الأسقف يعلمه شريعة الله التي أنزلها على المسيح ويقرأ عليه صحائف من الإنجيل كان قد احتفظ بها، ويطلعه على بعض الأسرار الإلهية التي تناهت إليه من حواريي عيسى عليه السلام، وقد وجد في سلمان الرجل القوي الأمين الذين يمكن أن يدفع أمانته ووجد سلمان فيه الأب المشفق والعالم الروحاني الذي يوقفه على غامض العلم ويطلعه على شرائع الأنبياء.
وكان تعلق الأسقف به شديداً لما لمسه فيه من الخصال الحميدة النادرة
«فقال الأسقف وهو يعاني سكرات الموت: يابني؛ لقد ترك الناس دينهم، ولا أعلم أحداً يقول بمقالتي إلا راهباً في إنطاكية، فإذا لقيته فاقرأه مني السلام، وادفع إليه هذا اللوح،
وفعلا أبلغه سلام الأسقف الراحل وسلمه الامانة.وبعد مدة حوله الى راهب
في الاسكندرية، ، ودفع إليه اللوح.
وصل سلمان إلى الاسكندرية،وبقي معه مدةً من الزمن، قال له ان النبي الذي بشر به عيسى سيخرج وآيته خاتم النبوة بين كتفيه ، وأنه ياكل الهدية ولا يأكل الصدقة، فان أتيته فاقرأه السلام، وادفع إليه هذا اللوح.
غادر سلمان الدير حاملاً بيده اللوح يريد ارض تهامة وحب النبي الموعود قد نبت عشقاً في قلبه،
مع مجموعة استعبدوه وباعوه الى يهودي ولما سمع اليهودي باسم الرسول الاعظم قال له: (اني ابغضك وابغض محمداً).، فقال: والله يا روزبة، لئن أصبحت ولم تنقل هذا الرمل كله من هذا الموضع لأقتلنك.! اجهده التعب رفع يده الى السماء
:ـ يا ربي انك حببت محمداً إليّ، فبحق وسيلته عجل فرجي، وأرحني مما أنا فيه.فبعث الله ريحاً قلعت ذلك الرمل من مكانه إلى المكان الذي قال عنه اليهودي، فلما أصبح نظر إلى الرمل نقل، ودهش لما رأى وخيّل إليه أنه ضرب من السحر، فقال مخاطباً سلمان:
يا روزبة، أنت ساحر وأنا لا أعلم، فلأ خرجنك من هذه القرية لئلا تهلكها!.
ونفذ اليهودي قوله، فأخرجه وباعه لإمرأةٍ سلمية، فأحبته حباً شديداً، وكان لها حائط بستان فقالت: هذا الحائط لك، كل منه ماشئت، وتصدق بما شئت.
مكث سلمان مع هذه المرأة فترةً طويلة يدير لها شئون بستانها يسقي الزرع، ويؤبر النخل وما إلى ذلك بكل أمانةٍ وإخلاص، ويدعو الله بين الحين والحين بقرب الفرج واللقاء بالنبي الموعود صلى الله عليه وآله.فبينما هو ذات يوم في الحائط وإذا بسبعة رهط قد أقبلوا تظلهم غمامة.
لقد كان هؤلاء النفر هم: محمد رسول الله صل الله عليه وآله وعلي بن أبي طالب والحمزة بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب وزيد بن حارثه والمقداد، وأبو ذر الغفاري، وكانت الصفات الظاهرية للرسول تميزه عما سواه وراح يبحث
عن العلامات الثلاث: لا يأكل الصدقة، ويأكل الهدية، وفي كتفيه خاتم النبوة..وبعدما تأكد سقط على قدميه يقبلهما..بعد فترة صمت قال ابن عباس هذه هي حكاية سلمان اول الاركان الأربعة والمخصوص بشرافة (سلمان منا أهل البيت) والمنخرط في سلك بيت النبوة والعصمة، وقال رسول الله صل الله عليه وآله في فضله: «سلمان بحر لا ينزف، وكنز لا ينفذ، سلمان منا أهل البيت سلسل يمنح الحكمة ويؤتي البرهان» وجعل أمير المؤمنين عليه السلام مثله مثل لقمان بل جعله الصادق عليه السلام أفضل من لقمان وقال الباقر عليه السلام «كان سلمان من المتوسمين»
عقب احد الحضور :ـ ومن اين له سعة العلم اجاب عبد الله بن عباس ،.علّمه رسول الله وأميرالمؤمنين (صلوات الله عنهما) من مخزون العلم ومكنونه ما لا يقدر أحد على حمله إلا هو وبلغ مرتبة حتى قال الصادق عليه السلام فيه: «أدرك سلمان العلم الأول والعلم الآخر وهو بحر لا ينزح وهو منّا أهل البيت
: لثلاث خلال: أحدها إيثاره هوى أمير المؤمنين عليه السلام على هوى نفسه والثانية حبه للفقراء وإختياره إياه على أهل الثروة والعدد والثالثة حبّه للعلم والعلماء، إنَّ سلمان كان عبداً صالحاً حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين.ولم يبق لدي سوى توجيه الشكر الجزيل على استضافتي