شهادة الامام الحسن المجتبى (عليه السلام )

[الشيخ ابو احمد]

عظم الله لكم الاجر

بذكرى شهادة الامام الحسن المجتبى (عليه السلام)



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين ابي القاسم محمد وعلى اله الائمة الطيبين الطاهرين

الامام الحسن المجتبى (عليه السلام) هو السبط الاول لرسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) والابن البكر للامام علي امير المؤمنين (عليه السلام) ومولاتنا سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام ) استشهد في السابع من صفر سنة (050هجرية ) .


ولكنه لم يدفن عند جده رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم )
علما انه كان يريد ذلك وحسب وصية للامام الحسين (عليه السلام)
حيث يقول سلام الله عليه فاني اوصيك يا حسين ....وان تدفنني مع رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) فاني احق به وببيته ممن ادخل بيته بغير اذنه ولا كتاب جاءهم من بعده قال الله تعالى فيما انزله على نبيه (صلى الله عليه واله وسلم ) في كتابه (ياايها الذين امنوا لا تدخلوا بيوت النبي الا ان يؤذن لكم ) سورة الاحزاب اية: 53.

فو الله ما اذن لهم في الدخول عليه في حياته بغير اذنه ولا جاءهم الاذن من بعد وفاته ونحن ماذون لنا في التصرف فيما ورثناه من بعده .

ولكن الامام الحسن المجتبى (عليه السلام ) لم يدفن عند جده رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) بل دفن في مقبرة البقيع

والسبب في ذلك امراة كما يقول الامام الحسن (عليه السلام) في وصيته :

فان ابت عليك امراة فا نشدك الله بالقرابة التي قرب الله عز وجل منك والرحم الماسة من رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم )
ان تهريق في محجمة من دم حتى نلقى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) فنختصم اليه ونخبره بما كان من الناس الينا بعده .

هذه مختطفات من وصية الامام الحسن لاخية الامام الحسين (علهم السلام) كما وجدتها بالبحار الجزء العاشر ص: 259الحديث:22.

وهي تبين وصية الامام الحسن المجتبى لاخيه الامام الحسين (عليهم السلام ) والتي تبين سكوت الامام الحسين (عليه السلام ) على القوم كان بسبب وصية قد نفذها وبالرغم بكل ما جرى على اخيه الامام الحسن عليه السلام وعلى نعشه المقدس .


ومن هذه الوصية يمكن ان نفهم الكثير من الاشكالات التي ممكن ان تثار بهذا الموضوع كما وان فيها الكثير من العقائد والمبادئ والعبر والدروس وعلى القارئ الكريم التامل والتدبر فيها واستنتاج ما يمكن استنتاجه منها لتنير دربه وتزيده معرفة بفكر اهل البيت (عليهم السلام) وبالتالي زيادة نسبة الولاء .

ونحن في ذكرى شهادته كريم اهل البيت الامام الحسن المجتبى (عليهم السلام) تعزية لكل الموالين

وانا لله وانا اليه راجعون

والحمد لله رب العالمين .

[الرضا]

الأخ الكريم
(الشيخ ابو احمد )
عظم الله أجورنا وأجوركم ورزقنا وإياكم شفاعة الحسن المجتبى عليه السلام .
وأقول : ابن عباس ينقل تفاصيل القصة بشكل مطول منها
أنه
قال : وكنت أول من انصرف ، فسمعت اللغط ، وخفت أن يعجل الحسين (عليه السلام) على من قد أقبل ، ورأيت شخصاً علمت الشرَّ فيه ، فأقبلت مبادراً ، فإذا أنا بعائشة في أربعين راكباً على بغل مرحَّل ، تقدمهم وتأمرهم بالقتال ، فلمَّا رأتني قالت : إليَّ إليَّ يابن عباس ! لقد اجترأتم عليَّ في الدنيا ، تؤذونني مرَّة بعد أخرى ، تريدون أن تدخلوا بيتي من لا أهوى ولا أحبُّ .
فقلت : واسوأتاه ! يوم على بغل ، ويوم على جمل ، تريدين أن تطفئي فيه نور الله ، وتقاتلي أولياء الله ، وتحولي بين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبين حبيبه أن يدفن معه ،
ارجعي فقد كفى الله ( تعالى ) المؤنة ، ودفن الحسن (عليه السلام) إلى جنب أمِّه ، فلم يزدد من الله ( تعالى ) إلاَّ قرباً ، وما ازددتم منه والله إلاَّ بعداً ، يا سوأتاه ! انصرفي فقد رأيت ما سرَّك .
قال : فقطَّبت في وجهي ، ونادت بأعلى صوتها : أما نسيتم الجمل يابن
عباس ؟ إنكم لذوو أحقاد .
فقلت : أما والله ما نسيه أهل السماء ، فكيف ينساه أهل الأرض ؟! فانصرفت وهي تقول :


فألقت عصاها فاستقرَّت بها النوى ... كما قرَّعيناً بالإياب المسافر .
ـــــــــــــــــــ
الأمالي ، للشيخ الطوسي ص 160