بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته
في رحاب المقطع الختامي من دعاء الحجب الشريف، لنتحدث عن العامل الثامن عشر من العوامل التي تسلب الانسان طيب الحياة في الدنيا والآخرة، انه عامل (فساد الضمير)، نتبرك اولاً بقراءة هذا المقطع استذكاراً لجميع تلك العوامل طلباً لصرفها عنا وتطهيرنا منها كما علمنا نبينا الاكرم حيث دعا (صلى الله عليه وآله) ربه الجليل في خاتمة دعاء الحجب المبارك قائلاً: (اللهم ... أسألك بعزة ذلك الاسم ان تصلي على محمد وآل محمد، وأن تصرف عني وعن أهل حزانتي وجميع الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، جميع الآفات والعاهات، والاعراض والامراض، والخطايا والذنوب، والشك والشرك، والشقاق والنفاق، والضلالة والجهل والمقت، والغضب والعسر، والضيق وفساد الضمير، وحلول النقمة، وشماتة الاعداء وغلبة الرجال، إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء لطيف لما تشاء ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم).
نبدأ اولاً بالتعرف الى معنى (فساد الضمير) الذي نطلب من الله عزوجل أن يصرفه عنا.
فنرجع الى كتب اللغة، لنجدها تذكر ان معنى الضمير هو ما أضمره الانسان في قلبه كما في كتاب العين للخليل بن أحمد الفراهيدي (رضوان الله عليه)، وقد استخدم للتعبير عن باطن الانسان مقابل ظاهره، بأعتبار ان الاضمار هو ضد الإظهار.
أما فساد الشيء فهو خروجه عن حالة الصلاح، وتحوله من حالة النفع الى حالة الضر، أي يصبح الشيء مضراً غير نافعاً، فالطعام الفاسد مثلاً يضر الآكل بدل أن ينفعه.
وعلى ضوء هذه التوضيحات، نسأل: ما معنى فساد ضمير الانسان او باطنه في هذه الحالة؟
في الاجابة عن هذا السؤال نقول: ان فساد ضمير الانسان او باطنه او سريرته كما ورد في النصوص الشريفة، يعني تحوله الى وجود مضر للانسان نفسه ولغيره، ولذلك ورد في النصوص الشريفة التعبير عن فساد الضمير بألفاظ من قبيل (خبث السريرة)، أو (سوء السريرة).
: ما هي مصاديق خبث السريرة أو فساد الضمير؟
من المعروف وجدانياً ان فساد ظاهر الانسان وبدنه يكون بأبتلائه بالامراض المادية المعروفة والاعراض التي تقدم ذكرها في المقطع الختامي من دعاء الحجب الشريف نفسه، وهما العاملان الثالث والرابع.
وواضحٌ ان ابتلاء الانسان بالأعراض والامراض البدنية يعكر عليه صفو الحياة الطيبة ولذلك أمرنا النبي الاكرم وائمة اهل بيته (صلوات الله عليه وعليهم) بالاستعاذة بالله منها وطلب العافية.
وعندما نلاحظ ان الضمير هو باطن الانسان وقلبه المقابل لظاهره وبدنه نتوصل الى أن ابرز مصاديق فساد الضمير هو إبتلاء الانسان بالامراض القلبية الباطنية نظائر الحسد والحقد والبخل والحرص وسوء الظن بالناس ونظائرها.
وهذه الامراض القلبية هي التي تلوث قلب الانسان وضميره وتفسده وتجعله مثلاً يضمر السوء للآخرين، إما حسداً لهم أو حقداً عليهم أو سوء ظن بهم، أو بخلاً وحرصاً على المتع الدنيوية الزائلة او سعياً للاستئثار بها دونهم.
وكل هذه الامور تنغص على الانسان طيب الحياة في الدنيا والآخرة، فمثلاً صرحت الاحاديث الشريفة ان لا راحة لحسود، ومن الثابت وجدانياً ان الحقد يدمر قلب الانسان وروحه ويجعله عدوانياً لا راحة له اذ يستحوذ الحقد على كل فكره وكيانه ويشغله بالبحث عن سبل التنفيس عنه، وكل ذلك يلهيه عن صالحات الأعمال التي بها سعادته الأخروية فضلاً عن السعادة الدنيوية.
وبذلك يتحول باطن الانسان وقلبه الى وسيلة لتدمير حياته بدلاً من ان يكون وسيلة لقيادته في حركته التكاملية.
ولخطورة فساد الضمير وخبث السريرة على حياة الانسان فقد حذرتنا منه كثير من النصوص الشريفة وهدتنا الى التطهر منه وعرفتنا بسبل ذلك
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته
في رحاب المقطع الختامي من دعاء الحجب الشريف، لنتحدث عن العامل الثامن عشر من العوامل التي تسلب الانسان طيب الحياة في الدنيا والآخرة، انه عامل (فساد الضمير)، نتبرك اولاً بقراءة هذا المقطع استذكاراً لجميع تلك العوامل طلباً لصرفها عنا وتطهيرنا منها كما علمنا نبينا الاكرم حيث دعا (صلى الله عليه وآله) ربه الجليل في خاتمة دعاء الحجب المبارك قائلاً: (اللهم ... أسألك بعزة ذلك الاسم ان تصلي على محمد وآل محمد، وأن تصرف عني وعن أهل حزانتي وجميع الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، جميع الآفات والعاهات، والاعراض والامراض، والخطايا والذنوب، والشك والشرك، والشقاق والنفاق، والضلالة والجهل والمقت، والغضب والعسر، والضيق وفساد الضمير، وحلول النقمة، وشماتة الاعداء وغلبة الرجال، إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء لطيف لما تشاء ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم).
نبدأ اولاً بالتعرف الى معنى (فساد الضمير) الذي نطلب من الله عزوجل أن يصرفه عنا.
فنرجع الى كتب اللغة، لنجدها تذكر ان معنى الضمير هو ما أضمره الانسان في قلبه كما في كتاب العين للخليل بن أحمد الفراهيدي (رضوان الله عليه)، وقد استخدم للتعبير عن باطن الانسان مقابل ظاهره، بأعتبار ان الاضمار هو ضد الإظهار.
أما فساد الشيء فهو خروجه عن حالة الصلاح، وتحوله من حالة النفع الى حالة الضر، أي يصبح الشيء مضراً غير نافعاً، فالطعام الفاسد مثلاً يضر الآكل بدل أن ينفعه.
وعلى ضوء هذه التوضيحات، نسأل: ما معنى فساد ضمير الانسان او باطنه في هذه الحالة؟
في الاجابة عن هذا السؤال نقول: ان فساد ضمير الانسان او باطنه او سريرته كما ورد في النصوص الشريفة، يعني تحوله الى وجود مضر للانسان نفسه ولغيره، ولذلك ورد في النصوص الشريفة التعبير عن فساد الضمير بألفاظ من قبيل (خبث السريرة)، أو (سوء السريرة).
: ما هي مصاديق خبث السريرة أو فساد الضمير؟
من المعروف وجدانياً ان فساد ظاهر الانسان وبدنه يكون بأبتلائه بالامراض المادية المعروفة والاعراض التي تقدم ذكرها في المقطع الختامي من دعاء الحجب الشريف نفسه، وهما العاملان الثالث والرابع.
وواضحٌ ان ابتلاء الانسان بالأعراض والامراض البدنية يعكر عليه صفو الحياة الطيبة ولذلك أمرنا النبي الاكرم وائمة اهل بيته (صلوات الله عليه وعليهم) بالاستعاذة بالله منها وطلب العافية.
وعندما نلاحظ ان الضمير هو باطن الانسان وقلبه المقابل لظاهره وبدنه نتوصل الى أن ابرز مصاديق فساد الضمير هو إبتلاء الانسان بالامراض القلبية الباطنية نظائر الحسد والحقد والبخل والحرص وسوء الظن بالناس ونظائرها.
وهذه الامراض القلبية هي التي تلوث قلب الانسان وضميره وتفسده وتجعله مثلاً يضمر السوء للآخرين، إما حسداً لهم أو حقداً عليهم أو سوء ظن بهم، أو بخلاً وحرصاً على المتع الدنيوية الزائلة او سعياً للاستئثار بها دونهم.
وكل هذه الامور تنغص على الانسان طيب الحياة في الدنيا والآخرة، فمثلاً صرحت الاحاديث الشريفة ان لا راحة لحسود، ومن الثابت وجدانياً ان الحقد يدمر قلب الانسان وروحه ويجعله عدوانياً لا راحة له اذ يستحوذ الحقد على كل فكره وكيانه ويشغله بالبحث عن سبل التنفيس عنه، وكل ذلك يلهيه عن صالحات الأعمال التي بها سعادته الأخروية فضلاً عن السعادة الدنيوية.
وبذلك يتحول باطن الانسان وقلبه الى وسيلة لتدمير حياته بدلاً من ان يكون وسيلة لقيادته في حركته التكاملية.
ولخطورة فساد الضمير وخبث السريرة على حياة الانسان فقد حذرتنا منه كثير من النصوص الشريفة وهدتنا الى التطهر منه وعرفتنا بسبل ذلك
تعليق