إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سورة المسد بين النص والمضمون امونة جبار الحلفي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سورة المسد بين النص والمضمون امونة جبار الحلفي



    اشتغلت سورة المسد بوصف ظالم وطاغية من الطغاة، وهو ابو لهب، لغرض تنفير الناس من الظلم، كونها تبين مصير الظلمة والطغاة، يرى أهل العلم أنها تتضمن تكرار (تبت ـــ تب)

    ويتأمل سماحة السيد منير الخباز في سر هذا التكرار، التب هو القطع والخسارة وتبت يداه إشارة إلى الخسارة في الدنيا وتب إشارة إلى الخسارة في الآخرة كأنه قال هذا شخص خسر الدنيا والآخرة.

    وعندما عطف عليها الغنى والكسب ما كسب ربحا ولا نعيما في الآخرة، بين معنى التب والمصير والمعروف أن النار على نوعين نار بدخان ونار ذات لهب والنار المؤلمة هي ذات اللهب، وامرأة أبي لهب كانت في الدنيا عملها الحطب على صدورها، وتربطه بحبل في عنقها، هناك حبل مشدود في عنقها وربط به حزمة تضع الحطب في تلك الحزمة وتحمله، نفس هذه الصورة تتجسد في الآخرة، وهو تصوير لوضعها في الآخرة، وهذا بيان لشدة بشاعة الظلم، وسوء العاقبة، وصف أكثر تأثيرا في نفسية المتلقي.

    هي سورة مكية عبارة عن خمس آيات كلماتها ثلاث وعشرون وحروفها سبع وسبعون حرفا، وهي تهديد أبي لهب على الجفاء، والإعراض وضياع لسعيه، وبيان ابتلائه يوم القيامة، وذم زوجته، يرى الفيروز آبادي، أن تبت وتب ليس تكرارا بل الأولى جرت مجرى الدعاء والثانية خبر، يسميها البعض سورة المسد، والبعض يسميها سورة أبي لهب، وسبب النزول كما ورد عند بعض المفسرين أنه قال للنبي عند التبليغ تبا لك أ لهذا جمعتنا؟ زجر الله أبا لهب، وكناه بأبي لهب لأن اسمه عبد العزى صنم ولم يضف الله في كتابه الشريف العبودية إلى صنم، فكانت كنيته أكبر من أسمه، اليدان كناية عن القدرة، خسرت يده أي قعد به الإفلاس، وخص الله اليد في هذه الآية(تبت يدا)اليد العضو الذي يتوصل به إلى تحصيل مقاصده، يدا أبي لهب كانت تؤذي النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وذكر اليدين أبلغ للدلالة على الهلاك، ذكر الله الجزء وأراد الكل، تبت يدا أبي لهب أي تب كله، وبالمناسبة كان أبو لهب ذا ثروة طائلة وكان مرابيا يكد على جمع المال ليذخره ليوم الحاجة، وماله لم بنفعه فقد ابتلى بقرحة العدسة هي قرحة خبيثة معدية تشبه الجذام ذات نتن، فكان يعالج بنفسه لا يقترب من أحد من أهله توقيا من القرحة، فترك ثلاثة أيام حتى أنتن في بيته فأهالوا عليه التراب ودفنوه لحاله، وسقط أبو لهب ميتا، بعد وقعة بدر بأيام ولم يشهدها، وتضمنت هذه السورة نبأ دخول أبي لهب ودخول زوجته النار، واعجبني موضوعا قرأته للكاتب فلاح السعدي منشورا في موقع كتابات ولم يحدد لنا المصدر عن الدكتور ميلر يقال أنه كان عنصرا نشيطا في الدعوة التبشيرية، اعتنق هذا الرجل الإسلام بسبب سورة المسد، كان الدكتور ميلر يتوقع أن يجد القرآن كتابا قديما مكتوب منذ 14 قرن، يتكلم عن الصحراء، وفي حكمة سورة المسد وجد ضالته فهو يرى أن النبي يقف ويقول لعمه أبا لهب سيدخل النار، هذا الكلام قبل هلاكه بعشر سنوات، أي أنه أكد بأن الرجل لا يدخل الإسلام أبد ولن يعلن إسلامه، هذا تحدي خطير كان بإمكان أبو لهب أن يعلن إسلامه حتى لو شكليا ليكذب نبوة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، لكنه لم يفعلها لأنه ليس تحديا لمحمد "ص" بل تحدي الله لأبي لهب، هذا التحدي هو من وحي الله سبحانه، وإلا كيف يكون واثقا أنه وخلال عشر سنوات والرجل يبقى بكفره، الحمد لله على الهداية.

    امونة جبار الحلفي​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X