اللهم صل على محمد وآل محمد
إنّنا عندما نُحبّ شخصاً ما فإنّنا –في المرحلة الأولى– نُسرُّ لرؤياه لكنّ عدم رؤيته لا تضيرنا، أمّا إذا نَمَت محبّتنا له بعض الشيء فإنّنا سنحسّ بنقص إذا لم نره ليوم واحد، فإنْ اشتدّت هذه المحبّة أكثر فإنّنا سننزعج كثيراً من عدم رؤيا المحبوب وسنعجز عن أداء واجباتنا الأخرى حتّى نراه.
كما أنّ من آثار المحبّة الأخرى هي محاولة المرء إسداء خدمة لمن يحبّ، فإنْ زاد حبّه له قليلاً فإنّه سيرغب في تقديم كلّ ما يملك له! فهل نحن -الذين ندّعي حبّ الله تعالى وأوليائه- هكذا حقّاً؟!
هل إنّنا نشعر بالنقص يا ترى إذا لم نذكرهم يوماً؟! وهل سنحس بفراغ إذا لم نقرأ زيارة سيّد الشهداء (عليه السلام) ليوم واحد، إذا كنّا قد عقدنا العزم على قراءتها يوميّاً مثلاً؟!
فالمرء يحسّ بذلك مع أصدقائه العاديّين، وإذا شعر بأنّ شيئاً ما يسرّهم فإنّه سيفعله لا محالة، فإن لم يكن لديه مال، اقترض كي يصنع ما يُدخل السرور على محبوبه، بل إنّ مجرّد شعور المرء بأنّ محبوبه راضٍ عنه يُعدّ أعظم لذّة بالنسبة له، فهل إنّنا كذلك في علاقتنا مع الله عزّ وجلّ وأوليائه؟!
مع شديد الأسف فإنّنا نقصّر أحياناً في القيام بأمر ما حتّى مع علمنا بأنّه يسرّ صاحب الزمان (عجّل الله تعالى فرَجه الشريف)، وعلى الرغم من علمنا أحياناً بأنّه (عليه السلام) يستاء من بعض التصرّفات ويشتكي من قيامنا بها لكنّ الشيطان يخدعنا فنعمد إلى ممارستها.
إذن لـمّا كان الله قد حبانا بدرجة من محبّته ومحبّة أوليائه فإنّه يتعيّن علينا أوّلاً أن نقيس الدرجة التي نحتلّها نحن وما هو مقدار محبّتنا، ثمّ نحاول تطويرها، وأن ندرك كيف كان أحبّاء الله الحقيقيّون وأين وصلوا؟
------------------
آية الله الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي حفظه الله تعالى
مأوى طلاب الحق والحقيقة
تعليق