إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أجرت الحوار: الأستاذة الأديبة آمال كاظم الفتلاوي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أجرت الحوار: الأستاذة الأديبة آمال كاظم الفتلاوي




    (مع جمرات الخيام وانسكاب ماء القربة.. وجع الفاجعة يلقي على المنبر آلامه)
    حوار مع المنشد والرادود الحسيني الملا فؤاد البابلي

    إيصال رسالة تحمل مبدأ إلى المجتمع، مهمة صعبة تحتاج إلى الوقوف عليها طويلاً؛ كي نفهم طرائق ايصالها، أما محاولة النجاح تبدو أصعب من حملها، بالأخص اذا كانت قضية عالمية تستولي على العقول والقلوب واستثمار العواطف والمشاعر في التعريف والترويج لها ومن ثم تدويلها.
    وإذا قلنا: إننا استطعنا تخطي مرحلة الترويج والتعريف والتدويل، فقد بقيت محاولة فهم كنه القضية والتعمق في معرفتها عن كثب معرفة حقيقية، والدخول إلى جنباتها ودواخلها، لطرحها بعدة جوانب ومسارات.
    لقاؤنا لهذا العدد مع منشد ورادود حسيني، جعل من القضية الحسينية قطب رحى حياته، وثيمة تميّز بها، بالأخص انه ينطلق من منطق العشق الحسيني والحرص على احراز الجانب المعرفي بجنبات القضية الحسينية، ليكون أهلاً لحمل رايتها، والفوز بضمان المحور العاطفي الذي هو طريق يسلكه إلى المحور التوعوي الاصلاحي، وهو الأساس للنهضة الحسينية المباركة.
    فالرادود أو الخطيب له رسالة مهمة وخطيرة ودقيقة في نفس الوقت، فهو الصوت الصادح الذي يحكي قصة تلك الثلة الطيبة التي وطأت اقدامها أرض كرب وبلاء في معركة عالمية كونية، تحكي قصة صراع الحق ضد الباطل الذي يتجدد في كلّ زمان ومكان.
    وعليه، فإن خطورة هذه القضية تكمن في فهمها من قبل من يحملها، وهذا ما لمسناه من ضيفنا الذي حظى بشيء مشترك فيما بينه وبين المولى العباس (عليه السلام)، إذ فقد ذراعيه وهو بعمر 3 سنوات، وهذا كان له الاثر الكبير في وجود علاقة فريدة ومتميزة مع المولى أبي الفضل العباس (عليه السلام)، وحوّل هذه المحنة إلى منحة، عاشها بكلّ وجدانه وبكلّ جوانبها، عِبر استذكاره لتلك الكفوف السخية التي سقطت على رمضاء كربلاء، فكان هذا حافزاً له للاستمرار في هذه الخدمة الموفقة، انه المنشد والرادود الملا فؤاد البابلي الذي اتسع صدره لأسئلتنا، واجاب عنها بكلّ رحابة، وكالتالي:
    - من هو فؤاد البابلي، وما هي بداياته في هذا المجال؟
    خادم لأهل البيت (عليهم السلام)، أقتفي اثر العشق الحسيني في عيون مواليه، تحترق جمرات قلبي مع جمرات الخيام، تنسكب دمعاتي مع انسكاب ماء القربة، قُطعت يداي في حادث، فتفاءلت خيراً بأن ذلك اشارة من المولى لقبولي خادما في سفر خدمة أهل البيت (عليهم السلام)، مواسيا سيدي ومولاي قطيع الكفين، مواليد 1990 اسكن في مدينة بابل/ المدحتية/ الحمزة الغربي.
    بداياتي كانت بسيطة، وتحديدا قبل سقوط اللانظام، اذ كنت احرص على الخروج مع العم (ابو محمد) الرادود؛ كوني أحببت هذا المجال كثيرا، وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهتني، إلا انني بالإصرار والعزيمة وقوة الارادة، استطعت بفضل الله (عز وجل) التغلب عليها وأن أتخطاها.
    - ما هي الصعوبات التي واجهتك؟
    واجهت صعوبة في اقناع المحيطين بي بموهبتي في الانشاد، وهذا ادى إلى وضع عراقيل امامي؛ كي لا أقرأ..! وكنت اشعر بحالة من الانكسار النفسي، إلى ان استطعت اثبات وجودي، واقتنعوا بي آخر الامر، حينما رأوا الاصرار والارادة على سلوكي هذا الطريق.
    في المقابل، لدي اصدقاء رائعون يسندونني ويساعدوني، يخرجون معي للمجالس، واخص بالذكر الأخ طالب جاسم، والأخ سجاد رزاق، وغيرهم، وكذلك لديّ جمهوري الذي يساندني على الدوام، وكلّ هذا بتوفيق من الله (عز وجل)، فقد توفقت إلى القراءة في موكب الشوملي الكبير والذي يصل فيه الحضور إلى ما يقارب الـ2000 شخص.
    - كيف تختار القصائد التي تقرؤها، وما هي الشروط لهذا الاختيار؟
    أختار القصائد بكلّ دقة وتأنٍ، شرط أن تكون القصيدة مليئة بالصور الشعرية التي توظف الحزن فيها بشكل جمالي، يُظهر المضمون المراد تقديمه من جوانب القضية الحسينية، فاختياري يكون على هذا الاساس الذي يتمحور حول ثلاث نقاط مرتبطة ببعضها البعض: (الصور الجمالية، توظيف الحزن بشكل ابداعي، مضمون القضية)، وبغض النظر عن كون الشاعر من كبار الشعراء أو من المغمورين، فالنص يفرض نفسه على اختياراتي بالدرجة الاولى.
    - هل لديك طقوس معينة قبل ارتقائك المنبر للقراءة؟
    نعم، بعد التوكل على الله (عز وجل)، وطلب المدد منه بشفاعة الامام الحسين (عليه السلام) وأخيه ابي الفضل العباس (عليه السلام)، أبدأ بقراءة سورة الفاتحة للسيدة ام البنين (عليها السلام) قبل البدء، ومن ثم أبدأ بالقراءة.
    - هل هناك مجالس خاصة تشعر فيها بالروحانية أكثر من غيرها؟
    كلّ المجالس التي أقرأ فيها اجعلها خالصة لوجه الله تعالى، وهدية مني إلى الامام صاحب المناسبة، ولكل مجلس حالة معينة ليس بالضرورة ان تكون في مجلس آخر، حينما اقرأ اشعر بحالة من الاندماج إلى درجة الشعور بالتحليق، وكأنني ارى الطف ماثلاً أمام عيني.
    - هل هناك مواقف مؤثرة تعرضت لها؟
    نعم، هناك الكثير من هذه المواقف، فالكثير من الناس يطلب حوائجه اثناء المجلس ويطلبون الدعاء، ولا انسى احد الأطفال المرضى الذي أحضره والده إلى المجلس بنية الشفاء، فعند انتهائي من القراءة، تفاجأت به، وهو يحتضنني، ويطلب مني الدعاء بالشفاء، هذا الموقف أثر بي جداً، وجعلني أحمد الله تعالى على نعمة الصحة وتمام العافية.
    الخاتمة:
    تبقى الخدمة الحسينية باباً من ابواب الولوج إلى تلك البيوت التي أذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه، تذكّر مصائبهم، وإحياء أمرهم، واجب على كلّ من عرف قيمة التضحيات التي قدمها الامام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه، وهم يُقتلون على أرض لا ناصر لهم فيها ولا معين إلا القليل، والقائمين على هذه الخدمة ارتقوا الدرجات العليا حسب نواياهم وقيمة عملهم الذي خلّد هذه الواقعة بكلّ تفاصيلها.
    مانشيت
    • قُطعت يداي في حادث، فتفاءلت خيراً بأن ذلك اشارة من المولى لقبولي خادما في سفر خدمة أهل البيت (عليهم السلام)، مواسيا سيدي ومولاي قطيع الكفين.
    • أختار القصائد بكلّ دقة وتأنٍ، شرط أن تكون القصيدة مليئة بالصور الشعرية التي توظف الحزن فيها بشكل جمالي، يُظهر المضمون المراد تقديمه من جوانب القضية الحسينية.
    • حينما أقرأ.. أشعر بحالة من الاندماج إلى درجة الشعور بالتحليق، وكأنني أرى الطف ماثلاً أمام عيني.

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X