تويت
عباس
يمتاز هذا الضيف المبدع بالكثير من الخصوصيات الثقافية؛ فهو أديب قاص وراوي، وناقد معروف على المستوى العربي، ، إلتقيناه في أحد المهرجانات العاشورائية، وهو (مهرجان القصيدة الحسينية السادس) والذي تقيمه جامعة كربلاء، وقد ألقى كلمة الاتحاد التي تركت في ذهني الكثير من القضايا الصالحة للتحاور، كسبا للمنفعة الثقافية العامة، فلذلك ستجد أن الأسئلة لاتخرج خارج عوالم الورقة التي قدمها المبدع (عباس خلف) في هذا المهرجان الشعري:
المحاور: هل استطعنا أن نضعَ للطف ميزة محددة؟
أكيد هناك للطف نواحٍ أدبية عديدة علينا استثمارها؛ مثلاً قضية المبادئ التي جاء بها الإمام الحسين ع، كانت قضية واضحة من الممكن أن تدخل في باب السياسية، وممكن أن تتدخل في باب الاجتماع، وممكن أن تدخل في باب العلوم المختلفة، وممكن أن تدخل في حقل المعرفة... ولهذا يمكن أن نقول ميزة الواقعة هي ميزة متنوعة، وممكن أن ينظر لها كل من زاويته؛ المثقف، الاديب، الفنان... كذلك بإمكانه أن يمارس التشابيه والمسرح الخاص بمسرح الحسين ع... مثلا هذه النواحي لا يمكن أن نحصل عليها لو لم تكن هناك جذوة... الجذوة التي نستقيها من فكر الإمام، ومن منهج الإمام، ومن الواقعة نفسها.
المحاور: لكنك عرجت على مسأله جدأ مهمة، وهي مسأله جوهر التعامل الحياتي المنبثق من فكر الأمام؟
نعم هناك ميزة اجتماعية عجيبة في التكاتف في التلاحم في التعاون في التواصل كمبدأ إنساني يرتقى الى الروحانية، فيفترض بنا كقريبين من هذه المبادئ أن نكون مقتدين بهذه اللحمة، بهذه الصورة الرائعة التي قدمها لنا ذرية آل المصطفى عليهم افضل الصلاة والسلام... إذن هذا الباب الإنساني الذي توج بهذه العلاقة، وهذه المودة، وهذه المروءة... وحمل لواءها كل أهل البيت ومن الصحابة، يفترض بنا ان نقتدي بها في تعاملنا اليومي، وتعاملنا الإنساني، وتعاملنا الاخلاقي... وأعتقد أن هذه هي الصورة المشرفة هي قريبة منا، ونحن أجدر بالتقرب بها والتمسك بها.
المحاور: تحدثت عن مستويات الدلالة في واقعة الطف؟
أعتقد أن مستويات الدلالة التي أشرت لها تتمثل بالفكر... حقول المعرفة بصورة عامة؛ الفكر والثقافة والأدب والشعر والقصة والرواية والأجناس الأدبية... كل ما يحمل الأدب من معنى... إذن هي هذه رموز الدلالة التي يجب علينا أن ننظر لها بمنظار الرؤيا الحسينية او ما توحي به الرؤيا الحسينية... الكثير من المدن العالمية التي كتابها رفعوا مفرداتها الى العالمية عبر وسائل ابداعية مختلفة، ونحن من يفترض به ترجمة هذا القول الى فعل عالمي...
الكثير من بلدان العالم الذين يعشقون بلدانهم في السياحة وفي الآثار وفي ما شابه ذلك، بينما نحن نمتلك جواذب اكبر... لدينا كنز هائل مما وفرته لنا هذه القضية فيفترض بنا، أن نشكل علامة بارزة لهذه المدينة، وأن لانكتفي بما يكتب عن مواضيع ترمز لها بالأدب الحسيني، وإنما نستطيع من خلال هذه الدلالة المعبرة التي توحي لنا به واقعة الطف أن نترجم إيحاءات العالم بصورة عامة، وهذا يحتاج الى تكاتف الجامعة كما أشرت، ويحتاج الى تكاتف مؤسسات أخريات؛ خصوصاً في هذه المدينة والتي يفترض أن تفتح الابواب فيها لهذا المثقف الذي يبحث عن رؤاه في الواقعة، فدعمه سيبلور هذه الصورة الجليلة، وعلينا ان نحمل هذه المدينة محمل الجد، لنشكل منها ظاهرة فكرية ادبية... كما أوحي إلينا من خلال هذه الواقعة، لكي ينهض هذا المثقف نهضة نستطيع ان نسميها نهضة رائعة... ممكن ان تصل الى المستوى المطلوب العالمي أو الى المستوى الذي يناسب قيمة هذه الواقعة، بترجمة النصوص، وإقامة ندوات، وإحتفالات، ومشاريع... ليس على مستوى الاتحاد فقط أو على مستوى الجامعة فحسب وإنما على مستوى المدينة بأكملها. كيف يستطيع المثقف ان يعبر من خلال هذه الرؤى التي جسدت لنا واقعة الطف قيمة المعنى الذي يستطيع الاديب والمفكر والباحث أن يترجمها على شكل نصوص؟ هذا مستوى من مستويات الدلالة التي أشرت لها في الكلمة.
المحاور: لديك خشية ان يهمش الانسان داخل قراءة الواقعة... من اين أتت مخاوف التهميش؟
تهميش الانسان وارد طبعا اذا أسيء فهم الواقعة او التعامل معها بشكل غير حقيقي؛ فلذلك اعتقد ان أي عمل يعطي انطباعا سيئا عن الشعائر هو دخيل على طقوسنا وعلى عاداتنا، ويمكن ان يهمش الإنسان أو يجعله منعزلا ومنطويا، وينظر الى الواقعة وكأنها واقعة إنكسار، وليس واقعة تصدي وخلق ابداعي، ودفاع عن كرامات الشعوب، وهي إنطلاقة تطور نحو الافاق. واما النظر باتجاهات اخرى غير حيوية فهي حتما تهمّش الإنسان.
المحاور: في الختام هناك مفارقة صغيرة... رئيس إتحاد كربلاء الذي كان يشكو من مجازر اللجان الفحصية و... يطالب اليوم بإجراء أو بإنشاء لجان لفحص النصوص؟
فحص النصوص التاريخية وليس فحص النصوص الادبية، والتي نعيشها اليوم بشكل معاصر والفرق بين التراث والمعاصرة شتان ما بين الطين والكوكب، هناك فرق هائل بين ماقامت به الأيادي والاقلام المأجورة في التاريخ، وما بين الادباء المعاصرين الذين هم يطالبون ايضا برؤية... يطالبون بنماذج جديدة لأن المعروض التقليدي لايصلح ان يكون ثوبا ذا طرازات ابداعية... المبدعون يطالبون بهذا التبديل لأن القصيدة التراثية ما عادت تشكل تأثيرات مهمة بقدر ما تشكل الرؤيا الحاضرة المبدعة نصها الحقيقي في هذه الواقعة.
يمتاز هذا الضيف المبدع بالكثير من الخصوصيات الثقافية؛ فهو أديب قاص وراوي، وناقد معروف على المستوى العربي، ، إلتقيناه في أحد المهرجانات العاشورائية، وهو (مهرجان القصيدة الحسينية السادس) والذي تقيمه جامعة كربلاء، وقد ألقى كلمة الاتحاد التي تركت في ذهني الكثير من القضايا الصالحة للتحاور، كسبا للمنفعة الثقافية العامة، فلذلك ستجد أن الأسئلة لاتخرج خارج عوالم الورقة التي قدمها المبدع (عباس خلف) في هذا المهرجان الشعري:
المحاور: هل استطعنا أن نضعَ للطف ميزة محددة؟
أكيد هناك للطف نواحٍ أدبية عديدة علينا استثمارها؛ مثلاً قضية المبادئ التي جاء بها الإمام الحسين ع، كانت قضية واضحة من الممكن أن تدخل في باب السياسية، وممكن أن تتدخل في باب الاجتماع، وممكن أن تدخل في باب العلوم المختلفة، وممكن أن تدخل في حقل المعرفة... ولهذا يمكن أن نقول ميزة الواقعة هي ميزة متنوعة، وممكن أن ينظر لها كل من زاويته؛ المثقف، الاديب، الفنان... كذلك بإمكانه أن يمارس التشابيه والمسرح الخاص بمسرح الحسين ع... مثلا هذه النواحي لا يمكن أن نحصل عليها لو لم تكن هناك جذوة... الجذوة التي نستقيها من فكر الإمام، ومن منهج الإمام، ومن الواقعة نفسها.
المحاور: لكنك عرجت على مسأله جدأ مهمة، وهي مسأله جوهر التعامل الحياتي المنبثق من فكر الأمام؟
نعم هناك ميزة اجتماعية عجيبة في التكاتف في التلاحم في التعاون في التواصل كمبدأ إنساني يرتقى الى الروحانية، فيفترض بنا كقريبين من هذه المبادئ أن نكون مقتدين بهذه اللحمة، بهذه الصورة الرائعة التي قدمها لنا ذرية آل المصطفى عليهم افضل الصلاة والسلام... إذن هذا الباب الإنساني الذي توج بهذه العلاقة، وهذه المودة، وهذه المروءة... وحمل لواءها كل أهل البيت ومن الصحابة، يفترض بنا ان نقتدي بها في تعاملنا اليومي، وتعاملنا الإنساني، وتعاملنا الاخلاقي... وأعتقد أن هذه هي الصورة المشرفة هي قريبة منا، ونحن أجدر بالتقرب بها والتمسك بها.
المحاور: تحدثت عن مستويات الدلالة في واقعة الطف؟
أعتقد أن مستويات الدلالة التي أشرت لها تتمثل بالفكر... حقول المعرفة بصورة عامة؛ الفكر والثقافة والأدب والشعر والقصة والرواية والأجناس الأدبية... كل ما يحمل الأدب من معنى... إذن هي هذه رموز الدلالة التي يجب علينا أن ننظر لها بمنظار الرؤيا الحسينية او ما توحي به الرؤيا الحسينية... الكثير من المدن العالمية التي كتابها رفعوا مفرداتها الى العالمية عبر وسائل ابداعية مختلفة، ونحن من يفترض به ترجمة هذا القول الى فعل عالمي...
الكثير من بلدان العالم الذين يعشقون بلدانهم في السياحة وفي الآثار وفي ما شابه ذلك، بينما نحن نمتلك جواذب اكبر... لدينا كنز هائل مما وفرته لنا هذه القضية فيفترض بنا، أن نشكل علامة بارزة لهذه المدينة، وأن لانكتفي بما يكتب عن مواضيع ترمز لها بالأدب الحسيني، وإنما نستطيع من خلال هذه الدلالة المعبرة التي توحي لنا به واقعة الطف أن نترجم إيحاءات العالم بصورة عامة، وهذا يحتاج الى تكاتف الجامعة كما أشرت، ويحتاج الى تكاتف مؤسسات أخريات؛ خصوصاً في هذه المدينة والتي يفترض أن تفتح الابواب فيها لهذا المثقف الذي يبحث عن رؤاه في الواقعة، فدعمه سيبلور هذه الصورة الجليلة، وعلينا ان نحمل هذه المدينة محمل الجد، لنشكل منها ظاهرة فكرية ادبية... كما أوحي إلينا من خلال هذه الواقعة، لكي ينهض هذا المثقف نهضة نستطيع ان نسميها نهضة رائعة... ممكن ان تصل الى المستوى المطلوب العالمي أو الى المستوى الذي يناسب قيمة هذه الواقعة، بترجمة النصوص، وإقامة ندوات، وإحتفالات، ومشاريع... ليس على مستوى الاتحاد فقط أو على مستوى الجامعة فحسب وإنما على مستوى المدينة بأكملها. كيف يستطيع المثقف ان يعبر من خلال هذه الرؤى التي جسدت لنا واقعة الطف قيمة المعنى الذي يستطيع الاديب والمفكر والباحث أن يترجمها على شكل نصوص؟ هذا مستوى من مستويات الدلالة التي أشرت لها في الكلمة.
المحاور: لديك خشية ان يهمش الانسان داخل قراءة الواقعة... من اين أتت مخاوف التهميش؟
تهميش الانسان وارد طبعا اذا أسيء فهم الواقعة او التعامل معها بشكل غير حقيقي؛ فلذلك اعتقد ان أي عمل يعطي انطباعا سيئا عن الشعائر هو دخيل على طقوسنا وعلى عاداتنا، ويمكن ان يهمش الإنسان أو يجعله منعزلا ومنطويا، وينظر الى الواقعة وكأنها واقعة إنكسار، وليس واقعة تصدي وخلق ابداعي، ودفاع عن كرامات الشعوب، وهي إنطلاقة تطور نحو الافاق. واما النظر باتجاهات اخرى غير حيوية فهي حتما تهمّش الإنسان.
المحاور: في الختام هناك مفارقة صغيرة... رئيس إتحاد كربلاء الذي كان يشكو من مجازر اللجان الفحصية و... يطالب اليوم بإجراء أو بإنشاء لجان لفحص النصوص؟
فحص النصوص التاريخية وليس فحص النصوص الادبية، والتي نعيشها اليوم بشكل معاصر والفرق بين التراث والمعاصرة شتان ما بين الطين والكوكب، هناك فرق هائل بين ماقامت به الأيادي والاقلام المأجورة في التاريخ، وما بين الادباء المعاصرين الذين هم يطالبون ايضا برؤية... يطالبون بنماذج جديدة لأن المعروض التقليدي لايصلح ان يكون ثوبا ذا طرازات ابداعية... المبدعون يطالبون بهذا التبديل لأن القصيدة التراثية ما عادت تشكل تأثيرات مهمة بقدر ما تشكل الرؤيا الحاضرة المبدعة نصها الحقيقي في هذه الواقعة.