على لائحة كبيرة في سوق عتيق مريب، سطر العنوان بكلمات مضطهدة هُنا يُباع الطهر ببضع من المال والكثير من أنين الحسرة
في سوق الحياة المزدحم تُضع الطفولة على منصة المزاد، ويعلن عن فتحه بمجزرة دامية يكون المشتري فريسة مجحفة مخذولة، والبائع سجان ظالم، والبضاعة مظلومة ومخذولة!!
يضع ذلك المتغطرس قدميه على عتبة السوق فيأخذ بعينيه ويجول نظرًا إلى السلع المعروضة.
يصوب بسهم يده المزمجر على زهرةً صغيرة في حديقة تضج بالحياة، يزرعها في صحراء قاحلة ويجعلها نوع من أنواع الصبار، تسقي جذورها بدموع وتفتح ما تم لأحلامها الصغيرة، وأهداب عينيها تصبح أشواك تغطي وجنتيها الصغيرتين، تهرول بحثًا عن حضنً دافئ يُعيدها للحياة ولكن من يحتضن زهرة صلبة حادة الرأس..!
نحن في كبد واقع مر تعتلي عليه الأثقال، وتمسك بزمام أموره العادات القاتلة والتقاليد الشرسة..!
في معظم الأماكن تبلغ الفتاة سن الثاني عشر ويبتدأ العد التنازلي عن سرورها، وتُعامل كأنها دُمية في أحد المحالّ القديمة، تمسح على بهجتها بيدين شاحبتين، ولكنهم يغزون أفكارها الصغيرة بسلاح أفكارهم الشاحبة، ويضعون كفنها الصغير على يديها ويقولون لها أستعدي ستصبحين عروس تُزف إلى قبرٍ في قعر الأرض، وتعيش في حياة برزخية قاسية،
ثمة تنازلات يفعلها البشر لا يسامحون عليها ولو بعد مائة عام، كان يتنازلوا عن قلوبهم وضمائرهم من أجل الدراهم التي لا تصنع لهم ثروة؛ ولكنها تضعهم في جوف حسرة قاتلة تلاحقهم مدى اَلدَّهْر..
هُنَاكَ خطوط بيضاء غيروها بطلاء اللون الأحمر محاولين تغيير نقاء ذلك البياض الناصع،
يضعون الجهل على طنجرة صغيرة، ويشربون من إناء مترسبة عليه الأوساخ، وتتقيأهم الأيام من شدة ثقلهم على أحشائها...
هكذا يتعامل البعض مع الفتيات على أنهم سلعة رخيصة بينما هن ثروة العالم التي تجهلها عقولهم الصغيرة...
هُن الثراء والفقر لمن استغل قلوبهن...
نهاية..
يُضيع النقاء بين ظلام الجهل القاسي، يلوث الرداء الأبيض بظلمة الظنون، وتباغت القلوب الصغيرة بجبال راسية من الهموم، وتظل الدموع على الأجفان تبحث عن مناديل الجبر المنتظر..