لا يوجد أفضع من تجرء أحد الزوجين أو كليهما على معصية الله تعالى والسقوط في وحل الانحراف الأخلاقي وخيانة الحياة المشتركة، الذي يتسبب في هدم أسس العائلة والمجتمع بعد أن يُسلب من البيت وساكنيه الأمن والاستقرار والبركة، فتتحول ساحته إلى مكان يعج بالشكوك والاتهام وتغدو أوقات الاجتماع بالعائلة أشبه بالمعركة، اذ يُجهد الطرف الخائن (الزوج) نفسه للانتصار على شريكته، وتحميلها أوزار خطيئته، وخلق المبررات لخيانته، وتبذل الخائنة( الزوجة) جهدها لاخفاء جريمتها، وتبرير تقصيرها، خوف انكشاف أمرها، ونهاية حياتها، لا سيما في ظل مجتمع يحكم بقتلها، ولا يغفر لها خطيئتها.
كنا قد طرحنا في الأعداد السابقة بعض أسباب وقوع الزوجين في هاوية الانحراف وإفساد الحياة الزوجية بارتكاب المخالفات الشرعية، واليوم سنكمل لنذكر لكم بقية أسباب السقوط في هذه الهاوية:
٣) الجو العام: من بيئة وأصدقاء سوء وتكنولوجيا، فللأسف الشديد أضحت التكنولوجيا الحديثة مصدرا للانحراف، وأدت إلى الوقوع في فخاخ إبليس المنصوبة على الطريق باحتراف، فجهاز الموبايل الذي لا يتعدى حجمه الكف، بات مفتاحا للدخول إلى عالم مختلف، مليء بالمنكر والغواية والزيف، فمواقع للتواصل والكلام، وأخرى خاصة لما يسمونه بالحب والغرام، صور جذابة، أسماء وهمية، عبارات رنانة، عناوين لافتة، وحبائل مكر شيطانية، يتم استدراج الأغلبية فيها بأساليب مختلفة تبعا للشخص وثقافته ومقدار وعيه وفطنته، قد أعَدَّ العدة مالكوها وحددوا لكل وافد إليها مفتاحا للدخول إلى أرض عالمه ليستبيحوها، والعجيب الغريب أن الآخر يرحب بهم، ويفتح ذراعيه لاستقبالهم، بعد أن تنطلي عليه حيلهم، ويقع ضحية تضليلهم وخداعهم...
والمصائب التي تترتب على ذلك كثيرة لكن أخطرها وآلمها ما يحدث اليوم من تواصل النساء المتزوجات مع الرجال أو العكس تحت عناوين الصداقة والزمالة وغيرها من العناوين غير الشرعية، وما يترتب على ذلك من الوقوع في فخ الخدع الإبليسية، والدخول في حوارات عاطفية، تهدم البيت العائلي وتهدد التماسك الأسري وتوصل سفينة الحياة الزوجية إلى الهاوية.
كذلك من الأسباب أصدقاء السوء وما يسردوه من قصص ومغامرات، وما يشيعوه في جلساتهم من منكرات، إذ سرعان ما تجد طريقها إلى ضعفاء الإيمان بالله تعالى ممن أَلِفوا تجاوز حدوده والوقوع في المحرمات، والنتيجة معلومة جلية، خاصة فيما لو رافق هذه الوسوسة الإنسية الحيل الإبليسية، واجتمع معها ما يعرض على الشاشات والقنوات الفضائية، من مسلسلات ماجنة تُرَوّج للمنكر بطرق فنية، وتلبس الباطل ثيابا زاهية، وتجعل حياة الخائن حياة وردية، حينها ينحدر المرء ويتسافل وتتشوش عنده الرؤية حتى تأتيه الضربة القاضية، فيخسر نفسه وزوجه ودنياه ودينه، ولا يحصد سوى الألم والندم، والحسرة والحيرة، فتعلو منه الآه تلو الٱه على سوء ما جنى وقدمت يداه.
كانت هذه إطلالة سريعة على أهم أسباب الانحراف الذي نشهده بألم في ساحة مجتمعنا، ونأمل أن نوفق لنتوقف على سبل المعالجة في القادم من مقالاتنا، بإذن الله تعالى وتسديد إمامنا، فكونوا معنا.
بقلم زينب العارضي من النجف الأشرف.
أعجبني
تعليق