تويت
وَطنٌ بلا وَطْنٍ
( فاطمة الركابي)
كانت جميلة بجمال زهور قريتها، وبَياض قلبها يُشابه بياض فستانها الذي كانت ترتديه، فهذه الليلة ليلة زفافها وأجمل أيام حياتها؛ كيف لا؟! وهي ستصبح سَكناً لشريكٍ عن رضى وحُب قد أغناها تعالى به، وأماً لأولادهما في قادم السنين إن شاء الله.
إذ لم يَمض على زواجهما الا اشهر قليلة، وإذا بالأقدار تتبدل، وبلاء فَقد الزوج والوطن يَحصل!
كان كابوس طويل لم تفق منه الا على صرخات وليدها الصغير وهي تحمله بَين ذراعيها، لكن وليد بلا أب، وفي سَكن لمن هُجِروا من ديارهمِ قَسرا.
نَظرت اليهِ بنظرةِ حانية، وهي تتأمل ملامحه، تمتمت اليهِ بنبرة صوة خافة:
يا طفلي العزيز! قلبُ امكَ مليء بالحكايات عن الحُب والسلام، لقد حفرتها فيه حرفاً...حرفاً، ولطالما رددتها قبل مجيئكَ...
أتعلم يا وليدي -قالتها وقد ذاقت ملوحة دمعتها وهي تَصطنع ابتسامتها اصطناعا- كنتُ اخشى نسيانها، او انسى عهدي بأن اصنع منك إنسان لا يُنسى!
أما الان فماذا وقد جئتَ، وأنا بلا أبيكَ وبلا مأوى، فيا تُرى هل أقوى على أن أكون لكَ وطن ومأوى؟ أم أعيش على أمل أن تكبر لتكون لي أنتَ وطناً وحِماً...؟!
&&&
( فاطمة الركابي)
كانت جميلة بجمال زهور قريتها، وبَياض قلبها يُشابه بياض فستانها الذي كانت ترتديه، فهذه الليلة ليلة زفافها وأجمل أيام حياتها؛ كيف لا؟! وهي ستصبح سَكناً لشريكٍ عن رضى وحُب قد أغناها تعالى به، وأماً لأولادهما في قادم السنين إن شاء الله.
إذ لم يَمض على زواجهما الا اشهر قليلة، وإذا بالأقدار تتبدل، وبلاء فَقد الزوج والوطن يَحصل!
كان كابوس طويل لم تفق منه الا على صرخات وليدها الصغير وهي تحمله بَين ذراعيها، لكن وليد بلا أب، وفي سَكن لمن هُجِروا من ديارهمِ قَسرا.
نَظرت اليهِ بنظرةِ حانية، وهي تتأمل ملامحه، تمتمت اليهِ بنبرة صوة خافة:
يا طفلي العزيز! قلبُ امكَ مليء بالحكايات عن الحُب والسلام، لقد حفرتها فيه حرفاً...حرفاً، ولطالما رددتها قبل مجيئكَ...
أتعلم يا وليدي -قالتها وقد ذاقت ملوحة دمعتها وهي تَصطنع ابتسامتها اصطناعا- كنتُ اخشى نسيانها، او انسى عهدي بأن اصنع منك إنسان لا يُنسى!
أما الان فماذا وقد جئتَ، وأنا بلا أبيكَ وبلا مأوى، فيا تُرى هل أقوى على أن أكون لكَ وطن ومأوى؟ أم أعيش على أمل أن تكبر لتكون لي أنتَ وطناً وحِماً...؟!
&&&
تعليق