إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الدنيا لا ضمان فيها

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الدنيا لا ضمان فيها





    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد

    على الإنسان أنْ يُلاحظ إنَّ هذه الدنيا وهذه الأرض لا نضمن فيها بقاء الأمور على ما هي عليه، فالإنسان مادام الآن في حال فراغ، في حال ارتياح نسبي، عليه أنْ يحاول أنْ يصل إلى مرحلة من الكمال الباطني، بحيث لو وقع في أشد أنواع البلاء يبقى على حالة واحدة، لماذا؟؛ لأنه متصل بالقيادة العليا، فربما في معركة القتال هنالك جندي ليس له جهاز اتصال بالقيادة، كلما ابتعد عن الجيش كلما أنفرد في صحراء، أو في معسكر، أو في خندق يعيش حالة الاضطراب؛ لأنه ابتعد عن مصدر قوته ولكن الجندي الذي عنده جهاز يتكلم مع قيادته في كلّ صغيرة وكبيرة وهو يقطع أنه إذا أراد المدد جاءه المدد يعيش حالة من الارتياح، وإنْ كان في الخط الأول أو كان في الخط المتأخر، المؤمن في هذه الحياة كمثابة جندي مقاتل على صلةٍ بمن بيده القرار في الوجود في هذا البيت، الكعبة لها ربّ يحميها وكذلك للأرض، للأمة، لهذا الوجود، ربٌّ يرعى جزئيات هذا الوجود، ما خلق هذا الكون سدى، اليهود قالوا يد الله مغلولة، خلق الكون ثم اعتزل مثلا، ولكن الله (عزّ وجلّ) يقول في كتابه الكريم: (وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا)، يعني أيها البشر سقوط الورق بعلم منا، بتقدير منا، في أية زاوية تسقط هذه الورقة، بأي سرعة تهوي إلى الأرض؟ ما هو المكان الذي تسقط عليه الورقة؟ ما قيمة هذه الورقة التالفة لنقرأ هذه الآية يومياً، ليلياً بين صلاتي المغرب والعشاء في صلاة الغفيلة؟ أليس في ذلك درس على المؤمن؟ أنْ يعيش حالة الاستقرار الباطني بأنّ الله (عزّ وجلّ) خلق هذا الوجود له نظرته إلى الورقة اليابسة فكيف بمن يدبّ على وجه الأرض وعلى الخصوص من ينتمي إليه ومن وعد الله (عزّ وجلّ) بأن يكون له ولياً ومحامياً؛ ذلك بأنّ الله لم يكن مغيّراً نعمةً أنعمها على قومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم.

    أقرب إليك من حبل الوريد


    لا بأس في بعض الأوقات يلّقن أحدنا نفسه، عندما يرى حنان الأمومة، عندما ترى الزوجة ترضع ولدها بحنان ودفء، وحالة من حالات الإيثار تقطع نومها طعامها من أجل الولد، في هذه الحالة على أحدنا أنْ يحاول تذكر هذه المقولة بأنّ لك ربّ، هذا الربّ أقرب إليك من حبل الوريد، من حيث المدد والارتباط التكويني وأرأف عليك من أبيك وأمك من حيث الارتباط العاطفي، والإنسان الذي يعيش هذه الحالة مستحيل أن يعيش حالة الخوف والرعب من الله (عزّ وجلّ)، فعلى الإنسان أنْ يكون عبدا صالحاً يعمل ما يطلبه الله منه.

    لا تعقدون الدين


    صلاةٍ في اليوم ركيعات يصليها الإنسان، لو جمعتَ هذه الركيعات ما تجاوزت نصف ساعة، وكم من الساعات التي نقضيها في كلّ رطبٍ ويابس في العمر؟! حجة واحدة في السنة صوم شهر واحد وإذا لك فائض من المال أدفع خمس ذلك المال، هذا هو الدين في كلياته وهنالك بعض المحرمات (السخيفة) التي يمدها الطبع من الخمر والخنزير والزنا وما شابه ذلك من المحرمات على المؤمن أن يبتعد عنها ويجتنبها، هذا هو الدين هذه هي الشريعة في عشر نقاط التزم بذلك وإذا أنتَ من الفائزين في الدنيا والآخرة فما يفعل الله في عذابكم؟! إن شكرتم ربّ العالمين حقيقةً عزيز على الله (عزّ وجلّ) أنْ يرى عبداً من عباده ولو كان منحرفاً في نار جهنم.

    أرجعوا عبدي لحسن ظنه بي


    هناك رواية من أرجى الروايات بالنسبة إلى المحشر وإلى يوم القيامة وعن نفسي لا أريد أنْ ألقن نفسي الأمل برحمة الله (عزّ وجلّ) وبمغفرة الله (عزّ وجلّ) أذكر نفسي بهذا الحديث الذي لعله روي في عدة مضامين فعن أبي جعفر الباقر(عليه السلام) قال: (يوقف عبد بين يدي الله تعالى يوم القيامة فيؤمر به إلى النار فيقول لا وعزتك ما كان هذا ظني بك فيقول ما كان ظنك بي فيقول كان ظني بك أن تغفر لي فيقول قد غفرت لك، قال أبو جعفر عليه السلام اما والله ما ظن به في الدنيا طرفة عين ولو كان ظن به في الدنيا طرفة عين ما أوقفه ذلك الموقف لما رأى من العفو).

    من المعروف أنَّ ملائكة الرحمة، برحمة الله يجعلون العبد في الأغلال ويلقون به في نار جهنم، نعم هذه من رحمة الله (عزّ وجلّ) لأن هذا مقتضى العدل، ففي هذا الوجود ملائكة الرحمة هذه الوجودات اللطيفة الشفيقة تؤمر بأن تأخذ بيد العبد مكبلاً إلى نار جهنم، العبد يساق وتصوروا إنساناً يذهب إلى جهنم كيف يذهب؟ بلا شك يقدّم رجلاً ويؤخر أخرى، كيف يدفع من يسوقه إلى النار؟! ربما أحدنا رأى الذي حُكِم عليه بالإعدام كيف يدفع دفعاً إلى منصة الإعدام؟ يذهب ذلك الإنسان الذي لم تسعفه أعماله الصالحة إلى جهنم، ثم عندما يرى تلك الأهوال يلتفت إلى الوراء، طبعا ييأس من الملائكة فيتكلم مع الله (عزّ وجلّ) مباشرةً، يبعث برقية مستعجلة إلى ربِّ العالمين، مضمون هذه البرقية كلمات قصيرة، يقول: يا ربّ ما هكذا كان يا ربي ظني بك، أنا عبدك خلقتني…، وأكيداً هذا الكلام صادر من إنسان له حسنات له هفوات المهم يتذكر عبادته يتذكر صلاته يتذكر ولائه لأهل البيت (عليهم السلام) -و إلا هذا الكلام لا يصدر من محُض الكفر محضاً- يقول: يا ربِّ ما هكذا كان ظني بك، عند ذلك الله (سبحانه وتعالى) بعد أن حكم عليه، وبعد أن أخذ القرار، وبعد أن أبلغ القرار، والعبد على شفير جهنم يأتي النداء الإلهي أرجعوا عبدي! لماذا؟ لحسن ظنه بي! نعم عندما يقول يا ربِّ ما هكذا كان ظني بك الله (عزّ وجلّ) يكون عند حسن ظن عبده به، وفي روايةٍ أخرى بهذا المضمون أجيزوا كذبه، إنسان يكذب لو كان عنده حسن ظنّ بالله (عزّ وجلّ) لما ختم حياته بما ختم ربُّ العالمين، يعلم أنه تمثيل ومع ذلك يقبل هذا التمثيل من العبد وأنتم تعلمون أنّ من زُحزِح عن النار وأُدخِل الجنة فقد فاز.

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين
    ​​

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X