اللهم صل على محمد وآل محمد
السؤال :
ما الفرق بين التحريف وبين القراءات المتعدّدة للقرآن ؟
الجواب :
التحريف له أقسام متعدّدة :
الأوّل : التحريف بالزيادة ، بان يزاد في القرآن ما لم يكن فيه.
الثاني : التحريف بالنقيصة ، بان ينقص ويحذف بعض السور أو الآيات أو الكلمات القرآنيّة.
الثالث : التحريف بالتغيير في صياغة الكلمة أو الإعرب ، ويقال له التحريف الجزئي.
وباعتقادنا انّ شيئاً من ذلك لم يحصل بالنسبة للقرآن الكريم.
وامّا القراءات المختلفة ، فان كانت متواترة فليست من قبيل التحريف ، بل تدلّ على انّ القرآن الكريم نزل بصور مختلفة ، فمثلاً قوله تعالى : ( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) قرأ : ( مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) ، وهذا ليس تحريفاً وتغييراً للقرآن الكريم بل يدلّ على انّ القرآن الكريم نزل بنحوين : تارة ( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) وتارة ( مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ).
لكن المشكلة انّ القراءات العشرة أو السبعة ليست متواترة ، وانّما ثبتت بخبر الواحد الذي لا يفيد أكثر من الظنّ ، وبناء على ذلك تكون القراءة المشهورة أو المتّفق عليها هي القرآن وما عداها يكون تحريفاً بالمعنى الثالث ، أي مجرّد تغيير في الكلمة أو الإعراب ، وبما انّها ليست متواترة بل لا تكون رواية ليشملها أدلّة حجيّة الخبر ، إذ من المحتمل ان تكون اجتهادات من القرّاء وليست حكاية عن قراءة النبي صلّى الله عليه وآله ، فهذه القراءات ليست حجّة ولا بدّ من الاعتماد على القراءة المشهورة والمتّفق عليها أو القراءات التي كانت متعارفة في زمن الأئمّة عليهم السلام ، فيجوز قراءتها في الصلاة ، لأنّهم لم يردعوا عنها.
تعليق