إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في ضيافة منهل.. حول ولادة السيدة زينب (عليها السلام) علي حسين الخباز

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في ضيافة منهل.. حول ولادة السيدة زينب (عليها السلام) علي حسين الخباز


    ما إن وطأت قدمه المضيف، نظرت اليه عرفته، فنهضت تستقبله بكرم الضيافة، بحفاوة استمدتها من كرم المعنى، قبلته ما بين عينيه مرحبة به:ـ اهلاً بك في مضايفنا، والله لا تسعني الفرحة حين اراك تجوب ازمنة تبحث عن كل مفردة تزيد متانة اليقين، فما الذي جاء بك الينا؟ اجابها يراعي:ـ جئت لألتقيك سيدتي فضة، لأسألك عن ولادة مولاتي زينب (عليها السلام)؟
    ابتسمت بوجه قلمي، وبعد برهة صمت قالت:ـ
    وضعت الصديقة فاطمة الزهراء (عليها السلام) وليدتها المباركة التي لم تولد مثلها امرأة في الإسلام، إيماناً وشرفاً وطهارةً وعفةً وجهاداً، استقبلها أهل البيت(عليهم السلام) وسائر الصحابة بمزيد من الابتهاج والفرح والسرور، وأجرى الإمام أمير المؤمنين على وليدته المراسيم الشرعية، فأذّن في أذنها اليمنى، وأقام في اليسرى.
    لقد كان أول صوت قرع سمعها هو: (الله أكبر، لا إله إلا الله)، وهذه الكلمات أنشودة الأنبياء، وجوهر القيم العظيمة في الأكوان. وانطبعت هذه الأنشودة في أعماق قلب حفيدة الرسول (ص)، فصارت عنصراً من عناصرها، ومقوماً من مقوماتها.
    قال لها يراعي:ـ سيدتي فضة.. كيف استقبل النبي (ص) حفيدته؟ فأجابت بعين دامعة:ـ حينما علم النبي (ص) بهذه المولودة المباركة سارع إلى بيت بضعته، وهو خائر القوى، حزين النفس، فأخذها ودموعه تتبلور على سحنات وجهه الكريم، وضمها إلى صدره، وجعل يوسعها تقبيلاً، وبهرت سيدة النساء فاطمة (عليها السلام) من بكاء أبيها، فانبرت قائلة: «ما يبكيك يا أبت، لا أبكى الله لك عيناً؟...». فأجابها بصوت خافت حزين النبرات: «يا فاطمة، اعلمي أنّ هذه البنت بعدي وبعدك سوف تصبّ عليها المصائب والرزايا...»
    قال يراعي:ـ برهة سيدتي يعني هذا أن النبي (ص) يعلم بما سيجري على حفيدته من الرزايا القاصمة التي تذوب من هولها الجبال.. حينها وثبت سيدتي فضة باكية ونحن في يوم بهجة وهي تقول:ـ وشاركت مولاتي الزهراء ومولاي ابو الحسنين (سلام الله عليهما) النبي (ص) في احزان هذه البهجة المونقة.
    واتذكر تماما أن سلمان الفارسي (رضى الله عنه) جاء يهنئ الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) بوليدته المباركة فألفاه حزيناً، واجماً، وهو يتحدث عما تعانيه ابنته من المآسي والخطوب، وشارك سلمان أهل البيت في هذا المحفل الذي جمع الحزن بالفرح.
    تساءل حينها اليراع بهمة:ـ ومن يا ترى سماها زينب، يا سيدتي فضة؟
    قالت:ـ حملت سيدتي الزهراء وليدتها المباركة إلى الإمام فأخذها وجعل يقبلها، والتفتت إليه فقالت له: «سمّ هذه المولودة...». فأجابها الإمام بأدب وتواضع: «ما كنت لأسبق رسول الله (ص)...». وعرض الإمام على النبي (ص) أن يسميها، فقال: «ما كنت لأسبق ربّي...». وهبط رسول السماء على النبي (ص)، فقال له: «سمّ هذه المولودة زينب، فقد اختار الله لها هذا الاسم...».
    وكنيت الصديقة الطاهرة زينب بـ(أم كلثوم)، وكانت تكنى بـ(أم الحسن) ايضا وألقابها تنمّ عن صفاتها الكريمة، ونزعاتها الشريفة وهي: عقيلة بني هاشم، والعقيلة هي: المرأة الكريمة على قومها، والعزيزة في بيتها، وهي العالمة من العالمات في الأسرة النبوية، فكانت (مرجعاً للسيدات من نساء المسلمين يرجعن إليها في شؤونهن الدينية)
    وتلقب بالعابدة والكاملة والفاضلة، (سلام الله عليها) في كل وقت وحين.. ورحمته وبركاته.

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين
    ​​

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X