بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
ضرب الله مثلا للحياة الدنيا
بموضعين مختلفين:
الزوال المفاجئ السريع
قال تعالى في سورة يونس: (إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون)
هذا هو الماء ينزل من السماء، وهذا هو النبات يمتصه ويختلط به فينبت ويزدهر. وها هي ذي الأرض كأنها عروس مجلوة تتزين لعرس وتتبرج وأهلها مزهوون بها، يظنون أنها بجهدهم ازدهرت، وبإرادتهم تزينت، وأنهم أصحاب الأمر فيها، لا يغيرها عليهم مغير، ولا ينازعهم فيها منازع ...فيغترون ويظنون أنهم قادرين عليها، وفي وسط هذا الخصب، وفي نشوة هذا الفرح، وفي غمرة هذا الاطمئنان الواثق.
(أتاها أمرنا ليلا أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس) . .
في ومضة، وفي خطفة...تسلب منهم بغتة وهم أحوج ما يكون إليها ويحال بينهم وبينها. وعندها يخيب ظنهم وتصبح أيديهم صفرا منهما....
وهذه هي الدنيا التي يستغرق فيها بعض الناس ، ويضيعون الآخرة كلها لينالوا منها بعض المتاع.. هذه هي لا أمن فيها ولا اطمئنان ، ولا ثبات فيها ولا استقرار ، ولا يملك الناس من أمرها شيئا.
الزوال التدريجي (قُصر الحياة)
قال تعالى في سورة الكهف: (واضرب لهم مثلا الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا)
شبه سبحانه الحياة الدنيا هنا في قصرها وإن طالت بحال نبات الأرض عندما ينزل الغيث فيختلط ببذور الأرض فتنبت البذور وتخضر ثم ماتلبث أن تصفر وتتحول لهشيم وحطام يتفتت وتذروه الرياح..
والعجيب أن هذا المشهد يعرض الحياة عرضا قصيرا خاطفا ليلقي في النفس ظل قصرها وفناءها وزوالها.
فالماء ينزل من السماء ويختلط به نبات الأرض.. ثم لا يذكر نمو النبات ونصجه بل ينتقل فورا لمرحلة نهاية الزرع ليوحي بقصر فترة حياة النبات. وما بين ثلاث جمل قصار ، ينتهي شريط الحياة .
ولقد استخدم النسق اللفظي في تقصير عرض المشاهد . بالتعقيب الذي تدل عليه الفاء :
( ماء أنزلناه من السماء ) ف ( فاختلط به نبات الأرض ) ف ( أصبح هشيما تذروه الرياح ) فما أقصرها حياة ! وما أهونها حياة !
والتشبيه هو تشبيه الدنيا بالحال التي تكون من اختلاط الماء بأصول النبات؛ والتفافه بعضه ببعضه؛ ثم تكسره السريع؛ مع تفتته؛ فليس التشابه بين الحياة الدنيا والماء؛ بل بين الدنيا؛ وهذه الحالة من الماء والنبات؛ ثم سرعة الفناء والتكسر؛ والتفتت العاجل القريب.
هذه حال الدنيا؛ متاع قليل؛ وفناء سريع
اللهم صل على محمد وآل محمد
ضرب الله مثلا للحياة الدنيا
بموضعين مختلفين:
الزوال المفاجئ السريع
قال تعالى في سورة يونس: (إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون)
هذا هو الماء ينزل من السماء، وهذا هو النبات يمتصه ويختلط به فينبت ويزدهر. وها هي ذي الأرض كأنها عروس مجلوة تتزين لعرس وتتبرج وأهلها مزهوون بها، يظنون أنها بجهدهم ازدهرت، وبإرادتهم تزينت، وأنهم أصحاب الأمر فيها، لا يغيرها عليهم مغير، ولا ينازعهم فيها منازع ...فيغترون ويظنون أنهم قادرين عليها، وفي وسط هذا الخصب، وفي نشوة هذا الفرح، وفي غمرة هذا الاطمئنان الواثق.
(أتاها أمرنا ليلا أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس) . .
في ومضة، وفي خطفة...تسلب منهم بغتة وهم أحوج ما يكون إليها ويحال بينهم وبينها. وعندها يخيب ظنهم وتصبح أيديهم صفرا منهما....
وهذه هي الدنيا التي يستغرق فيها بعض الناس ، ويضيعون الآخرة كلها لينالوا منها بعض المتاع.. هذه هي لا أمن فيها ولا اطمئنان ، ولا ثبات فيها ولا استقرار ، ولا يملك الناس من أمرها شيئا.
الزوال التدريجي (قُصر الحياة)
قال تعالى في سورة الكهف: (واضرب لهم مثلا الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا)
شبه سبحانه الحياة الدنيا هنا في قصرها وإن طالت بحال نبات الأرض عندما ينزل الغيث فيختلط ببذور الأرض فتنبت البذور وتخضر ثم ماتلبث أن تصفر وتتحول لهشيم وحطام يتفتت وتذروه الرياح..
والعجيب أن هذا المشهد يعرض الحياة عرضا قصيرا خاطفا ليلقي في النفس ظل قصرها وفناءها وزوالها.
فالماء ينزل من السماء ويختلط به نبات الأرض.. ثم لا يذكر نمو النبات ونصجه بل ينتقل فورا لمرحلة نهاية الزرع ليوحي بقصر فترة حياة النبات. وما بين ثلاث جمل قصار ، ينتهي شريط الحياة .
ولقد استخدم النسق اللفظي في تقصير عرض المشاهد . بالتعقيب الذي تدل عليه الفاء :
( ماء أنزلناه من السماء ) ف ( فاختلط به نبات الأرض ) ف ( أصبح هشيما تذروه الرياح ) فما أقصرها حياة ! وما أهونها حياة !
والتشبيه هو تشبيه الدنيا بالحال التي تكون من اختلاط الماء بأصول النبات؛ والتفافه بعضه ببعضه؛ ثم تكسره السريع؛ مع تفتته؛ فليس التشابه بين الحياة الدنيا والماء؛ بل بين الدنيا؛ وهذه الحالة من الماء والنبات؛ ثم سرعة الفناء والتكسر؛ والتفتت العاجل القريب.
هذه حال الدنيا؛ متاع قليل؛ وفناء سريع
تعليق