السلام عليكم
اللهم صل على محمد وآل محمد
اَلْفَاحِشُ اَلْمُتَفَحِّشُ
عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ):
((أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَبْعَدِكُمْ مِنِّي شَبَهاً قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اَللَّهِ قَالَ: اَلْفَاحِشُ اَلْمُتَفَحِّشُ اَلْبَذِيءُ اَلْبَخِيلُ اَلْمُخْتَالُ اَلْحَقُودُ اَلْحَسُودُ اَلْقَاسِي اَلْقَلْبِ اَلْبَعِيدُ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ يُرْجَى غَيْرُ اَلْمَأْمُونِ مِنْ كُلِّ شَرٍّ يُتَّقَى))[1]
لرسول الله صلى الله عليه واله مواقف واقوال وافعال توجيهيه الغرض منها لفت انظار الناس لما اراد الله عز وجل لهم بان يتحلوا بها كي تعم الاخلاق الحسنة والصفات الحميدة لأنفسهم مع مجتمعهم فالذي ينتمي الى رسول الله صلى الله عليه واله يحب ان يتمثل بأخلاقه كيف لا والباري عز وجل يقول عنه في القران الكريم: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾[2]، فيوجد منه صلى الله عليه واله حث وتحفيز وتشجيع على نهج هذا المنهج؛ فيبدأ من خلال هذا الحديث الشريف بهذه العبارات مع الباحث عما يتشبه به برسول الله صلى الله عليه واله من خلال اخبار الصحابة المتجمعين حوله والمستمعين الى احاديثه بأن من اراد التشبه بي سيكون بعيدا عني عندما يتصل بصفات سيئة قبيحة لا تناسب الانسان المستقيم الذي خلقه الباري عز وجل بصورة بهية وخلقة عظيمة وكما قال في كتابه العزيز: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾[3] فبدأ صلى الله عليه واله بالفاحش: وهو كل سوء جاوز حده وفحش الشيء فحشا مثل قبحه قبحا وقد ذكر القران الكريم ذلك لقوله تعالى: ﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾[4]
وكل مستقبح من الفعل والقول فيكون الفاحش في حديثنا هو ذو الفحش في كلامه وفي عاداته.
اما المتفحّش فهو: من يتكلف الفحش ويتعمده.
وفي معجم المعاني: هو اسم مفعول من تفحّش فاذا تفحّش بالشيء شنّع.
وتفحّش عليه اسمعه القبيح من القول.
وتفحّش في الامر جاوز حده ومقداره.
ومن هنا نرى أن الفحش من امر الشيطان الذي يريد أن يغوي الانسان ليوقعه في مهاوي الردى ويكون مآله الى جهنم باتباعه له وهناك اساليب عدة يستعملها الشيطان لغواية الانسان منها: -
1- الافتراق عن جماعات جماعه اهل الحق.
2- الظلم والكبر.
3- مجالسه اهل الهوى.
4- الوقوع في الفتنة.
5- الاعجاب بالنفس.
6- حب المدح.
7- الانشغال بعيوب غيره عن عيوب عن عيوب نفسه.
8- الغضب.
9- حب المال والترف.
10- البحث عن العلاقات غير الشرعية.
11- الحسد والعداوة.
وأدل دليل على هذه الغواية ما وسوس به الشيطان لآدم عليه السلام فأخرجه وزوجه من الجنة نتيجة لما يحمله من حسد له واعجاب بنفسه ولكن هناك امور تساعد الانسان للتغلب على الشيطان لما أودع الله تعالى في الانسان من قوه ليستطيع بعد هذا الامتحان الصعب والشاق الوصول الى الجنة فمن هذه الامور:-
اولا: العبادة.
ثانيا: ذكر الله تعالى.
ثالثا: البصيرة.
رابعا: الدعاء.
خامسا: الاعتصام بالقرآن والنبي والآل صلوات الله عليهم اجمعين.
سادسا: التوكل على الله.
واخيرا نذكر لكم هذه الرواية فقد ورد عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ أنَّهُ قَالَ: ((إنّ اللَّهَ حَرَّمَ الجَنَّةَ على كُلِّ فَحّاشٍ بَذِيءٍ، قَليلِ الحَياءِ، لا يُبالِي ما قالَ ولا ما قيلَ لَهُ ؛ فإنّكَ إن فَتَّشتَهُ لم تَجِدْهُ إلّا لِغَيَّةٍ[5] أو شِركِ شيطانٍ ، فقيلَ : يا رسولَ اللَّهِ، وفي الناسِ شِركُ شَيطانٍ ؟ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله: أما تَقرَأُ قولَ اللَّهِ عَزَّ وجلَّ : ﴿وشارِكْهُم في الأموالِ والأولادِ﴾[6] ))[7] .
[1] الكافي، ج 2، ص: 291، ح 9.
[2] سورة القلم، الآية: 4.
[3] سورة التين، الآية: 4.
[4] سورة البقرة، الآية: 268.
[5] لغية شيطان: أي شرك شيطان أو مخلوق من زنا (مجمع البحرين، ج 2، ص: 1343).
[6] سورة الإسراء، الآية: 64.
[7] الكافي، ج 2، ص: 323، ح 3.
اللهم صل على محمد وآل محمد
اَلْفَاحِشُ اَلْمُتَفَحِّشُ
عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ):
((أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَبْعَدِكُمْ مِنِّي شَبَهاً قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اَللَّهِ قَالَ: اَلْفَاحِشُ اَلْمُتَفَحِّشُ اَلْبَذِيءُ اَلْبَخِيلُ اَلْمُخْتَالُ اَلْحَقُودُ اَلْحَسُودُ اَلْقَاسِي اَلْقَلْبِ اَلْبَعِيدُ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ يُرْجَى غَيْرُ اَلْمَأْمُونِ مِنْ كُلِّ شَرٍّ يُتَّقَى))[1]
لرسول الله صلى الله عليه واله مواقف واقوال وافعال توجيهيه الغرض منها لفت انظار الناس لما اراد الله عز وجل لهم بان يتحلوا بها كي تعم الاخلاق الحسنة والصفات الحميدة لأنفسهم مع مجتمعهم فالذي ينتمي الى رسول الله صلى الله عليه واله يحب ان يتمثل بأخلاقه كيف لا والباري عز وجل يقول عنه في القران الكريم: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾[2]، فيوجد منه صلى الله عليه واله حث وتحفيز وتشجيع على نهج هذا المنهج؛ فيبدأ من خلال هذا الحديث الشريف بهذه العبارات مع الباحث عما يتشبه به برسول الله صلى الله عليه واله من خلال اخبار الصحابة المتجمعين حوله والمستمعين الى احاديثه بأن من اراد التشبه بي سيكون بعيدا عني عندما يتصل بصفات سيئة قبيحة لا تناسب الانسان المستقيم الذي خلقه الباري عز وجل بصورة بهية وخلقة عظيمة وكما قال في كتابه العزيز: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾[3] فبدأ صلى الله عليه واله بالفاحش: وهو كل سوء جاوز حده وفحش الشيء فحشا مثل قبحه قبحا وقد ذكر القران الكريم ذلك لقوله تعالى: ﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾[4]
وكل مستقبح من الفعل والقول فيكون الفاحش في حديثنا هو ذو الفحش في كلامه وفي عاداته.
اما المتفحّش فهو: من يتكلف الفحش ويتعمده.
وفي معجم المعاني: هو اسم مفعول من تفحّش فاذا تفحّش بالشيء شنّع.
وتفحّش عليه اسمعه القبيح من القول.
وتفحّش في الامر جاوز حده ومقداره.
ومن هنا نرى أن الفحش من امر الشيطان الذي يريد أن يغوي الانسان ليوقعه في مهاوي الردى ويكون مآله الى جهنم باتباعه له وهناك اساليب عدة يستعملها الشيطان لغواية الانسان منها: -
1- الافتراق عن جماعات جماعه اهل الحق.
2- الظلم والكبر.
3- مجالسه اهل الهوى.
4- الوقوع في الفتنة.
5- الاعجاب بالنفس.
6- حب المدح.
7- الانشغال بعيوب غيره عن عيوب عن عيوب نفسه.
8- الغضب.
9- حب المال والترف.
10- البحث عن العلاقات غير الشرعية.
11- الحسد والعداوة.
وأدل دليل على هذه الغواية ما وسوس به الشيطان لآدم عليه السلام فأخرجه وزوجه من الجنة نتيجة لما يحمله من حسد له واعجاب بنفسه ولكن هناك امور تساعد الانسان للتغلب على الشيطان لما أودع الله تعالى في الانسان من قوه ليستطيع بعد هذا الامتحان الصعب والشاق الوصول الى الجنة فمن هذه الامور:-
اولا: العبادة.
ثانيا: ذكر الله تعالى.
ثالثا: البصيرة.
رابعا: الدعاء.
خامسا: الاعتصام بالقرآن والنبي والآل صلوات الله عليهم اجمعين.
سادسا: التوكل على الله.
واخيرا نذكر لكم هذه الرواية فقد ورد عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ أنَّهُ قَالَ: ((إنّ اللَّهَ حَرَّمَ الجَنَّةَ على كُلِّ فَحّاشٍ بَذِيءٍ، قَليلِ الحَياءِ، لا يُبالِي ما قالَ ولا ما قيلَ لَهُ ؛ فإنّكَ إن فَتَّشتَهُ لم تَجِدْهُ إلّا لِغَيَّةٍ[5] أو شِركِ شيطانٍ ، فقيلَ : يا رسولَ اللَّهِ، وفي الناسِ شِركُ شَيطانٍ ؟ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله: أما تَقرَأُ قولَ اللَّهِ عَزَّ وجلَّ : ﴿وشارِكْهُم في الأموالِ والأولادِ﴾[6] ))[7] .
[1] الكافي، ج 2، ص: 291، ح 9.
[2] سورة القلم، الآية: 4.
[3] سورة التين، الآية: 4.
[4] سورة البقرة، الآية: 268.
[5] لغية شيطان: أي شرك شيطان أو مخلوق من زنا (مجمع البحرين، ج 2، ص: 1343).
[6] سورة الإسراء، الآية: 64.
[7] الكافي، ج 2، ص: 323، ح 3.