تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد
في نظرة احساس وشعور بالمسؤولية من قبل هذا الانسان الذي يستشعر حالة الرحيل عن هذه الدنيا في اواخر ساعاته فيها، فينظر الى افعاله واقواله ويبحث عن جهة التقصير في مثل هذه الامور، فأحيانا عند الإنسان العاقل الذي يعيش في مثل هذه الحالة فيعيش في حالة استنهاض العقل الذي قد كان خاملا في تلك الفترة بجهات تقصير عدة.
هذا الإنسان يستشعر في هذه اللحظة امر التعاطي مع القرآن الكريم فيسأل نفسه هل كنت أقرأ القران أم لا ؟ واذا كنت من القراء للقرآن هل كنت اتمعن واتدبر وانظر في الكلمات القرآنية من خلال السور والآيات لقوله تعالى: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾[1]؟ من خلال الجمل التي ارادها الله عز وجل أن تكون منبهة للإنسان ونافعة له في جميع مجالات حياته ؟من جهة الاحكام؟ من جهة الاخلاق؟ من جهة القصص؟ والجهات الكثيرة الموجودة في القرآن؟ باعتبار ان القرآن هو الكتاب الذي يشمل كل مناحي الحياة وكل ما ينفع الإنسان في هذه الحياة الدنيا وكيف يرسم طريقه الى الاخرة؟
هنا على الإنسان أن ينتبه لتقصيره في هذه القراءة أو لم يتمعن أو يتدبر في الآيات أو أنه لم يقرأ بالمرة؟
فهل هذا هو اخر المطاف هل الموضوع عند هذا وانتهى؟
هنا الرحمة الإلهية واللطف الإلهي يتجلى بالإنسان عندما نرى أن الباري عز وجل يختص هذا الإنسان في قبره فليس فقط في القراءة وإنما حتى في تعلم وتدبر القرآن فنجد من خلال هذه الرواية الشريفة التي هي ذات معاني كثيرة، وتتجلى فيها الرحمة العظيمة لله عز وجل عندما يعلم الإنسان القرآن في قبره، فحلقات الذكر ترى حتى عند المقابر مثلا أن في المسجد أو حتى في الحوزات هناك دروس ومن جملتها هذه الدروس القرآنية فنجد مثلا حلقة في المسجد مجموعة من الناس يحضرون ويستمعون الى الاستاذ يتعلمون منه المعاني القرآنية مثل هذا يكون موجود في قبر الإنسان، فهذه الرواية العظيمة والتي مفادها كالاتي:-
عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ اَلْمِنْقَرِيِّ عَنْ حَفْصٍ قَالَ: ((سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ يَقُولُ لِرَجُلٍ: أَتُحِبُّ اَلْبَقَاءَ فِي اَلدُّنْيَا فَقَالَ: نَعَمْ فَقَالَ: وَلِمَ قَالَ: لِقِرَاءَةِ «قُلْ هُوَ اَللّٰهُ أَحَدٌ» فَسَكَتَ عَنْهُ فَقَالَ لَهُ بَعْدَ سَاعَةٍ: يَا حَفْصُ مَنْ مَاتَ مِنْ أَوْلِيَائِنَا وَشِيعَتِنَا وَلَمْ يُحْسِنِ اَلْقُرْآنَ عُلِّمَ فِي قَبْرِهِ لِيَرْفَعَ اَللَّهُ بِهِ مِنْ دَرَجَتِهِ فَإِنَّ دَرَجَاتِ اَلْجَنَّةِ عَلَى قَدْرِ آيَاتِ اَلْقُرْآنِ يُقَالُ لَهُ اِقْرَأْ وَاِرْقَ فَيَقْرَأُ ثُمَّ يَرْقَى قَالَ: حَفْصٌ فَمَا رَأَيْتُ أَحَداً أَشَدَّ خَوْفاً عَلَى نَفْسِهِ مِنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ وَلاَ أَرْجَى اَلنَّاسِ مِنْهُ وَكَانَتْ قِرَاءَتُهُ حُزْناً فَإِذَا قَرَأَ فَكَأَنَّهُ يُخَاطِبُ إِنْسَاناً ))[2].
فهي مضامين عالية ولطف إلهي عظيم بالإنسان.
عندما يجد الإنسان هذه الحلقات لكي يتعلم القرآن فالله سبحانه وتعالى يريد لعباده أن يكونوا من اهل القرآن لقوله تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا﴾[3]
ولو أنهم في قبورهم لكي يذهبون الى الاخرة بقلوب سليمة.
هذا الإنسان لما لم يتعلم في الوجود الدنيوي معاني وكلمات وما يريد القرآن ان يفهمه للإنسان ولو بالحد الأدنى عليه ان يستغل هذا الوجود بحضور ولو الحلقات أو الدروس اليسيرة السهلة كي يكون في القبر من اصحاب الحضور في الدروس ذات المضامين العالية والخفية على الانسان، والقرآن يحثنا دائما بالآيات اللطيفة على أن نكون من الذين يستفيدون من القران لقوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَىٰ عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ﴾[4] .
والكثير من الآيات التي تحث على الاهتمام بهذا القران فعباد الله انتبهوا لمثل هذا الامر وعيشوا فيه كيف تكونوا من الذين يستغلون هذا الوجود بما يرضي الله عز وجل.
_____________________________________________
[1] سورة النساء، الآية: 82.
[2] الکافي، ج 2، ص 606.
[3] سورة الإسراء، الآية: 9.
[4] سورة الحديد، الآية: 9.
تعليق