اللهم صل على محمد وآل محمد
لقد تمّ التأكيد على هذا الأمر في الكثير من الروايات وهي أنّه لا ينبغي للإنسان أن يُبدي رأيه في الأمور التي لا يعلمها.
ومن الوصايا التي ذكرها الإمام الصادق (عليه السلام): إذا سُئلتَ عمّا لا تعلم فقل: لا أعلم.
(عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ: أَنَّ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ لِرَجُلٍ وَهُوَ يُوصِيهِ: خُذْ مِنِّي خَمْساً: لاَ يَرْجُوَنَّ أَحَدُكُمْ إِلاَّ رَبَّهُ، وَلاَ يَخَافُ إِلاَّ ذَنْبَهُ، وَلاَ يَسْتَحِي أَنْ يَتَعَلَّمَ مَا لاَ يَعْلَمُ، وَلاَ يَسْتَحِي إِذَا سُئِلَ عَمَّا لاَ يَعْلَمُ أَنْ يَقُولَ لاَ أَعْلَمُ)
وقد كان المرحوم العلامة الطباطبائي هكذا، فقد كان يسعى عمليّاً أن يُعلّم تلامذته هذه القضيّة.
ففي العديد من المرّات حين كُنّا نطرحُ عليه سؤالاً، كان يُجيب بصراحة: "لا أعلم".
في بعض الحالات، كان يتأمّل قليلاً ويقول: انظروا يُمكن الإجابة بهذه الطريقة.
لقد كان يتعمّد أن يقول كلمة "لا أعلم"
وهذا في نفسه هو نوعٌ من مجاهدة النفس التي تُنقذ الإنسان من السقوط في ورطة العُجب والرياء.
----------------
المصدر: كتاب "وصايا الإمام الصادق (ع) للسالك الصادق" للشيخ محمد تقي مصباح اليزدي (رض)