إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الْحَسَدُ أَقْبَحُ سَجِيَّةٍ

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الْحَسَدُ أَقْبَحُ سَجِيَّةٍ

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد




    خلق سيء قبيح اقترن برفض مخلوق بأمر الله تعالى بخصوص السجود لأبي البشر آدم عليه السلام فنرى أن هذا المخلوق وهو ابليس رفض أن يسجد لآدم والسجود لله عز وجل إنما هو تعظيما لآدم، رفض هذا السجود لأنه قد رأى في نفسه ما يجب ألّا يراه بحسب الإرادة الإلهية فرأى في نفسه أنه هو افضل من آدم عليه السلام لأنه افضل واشرف من آدم وخلقة آدم الذي هو من طين وهو من نار لقوله تعالى: ﴿ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ ۖ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ[1]
    ​وهذا ناتج عن الحسد الذي دخل في قلبه، أما تاريخ إبليس فقد روي أنه كان من كبراء الجن وعبّادهم وأنه كان قد عبد الله ستة آلاف سنة لا يُدرى أمن سني الدنيا أم سني الآخرة، وعَنِ اَلْحَسَنِ بْنِ عَطِيَّةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: ((إِنَّ إِبْلِيسَ عَبَدَ اَللَّهَ فِي اَلسَّمَاءِ اَلرَّابِعَةِ فِي رَكْعَتَيْنِ سِتَّةَ آلاَفِ سَنَةٍ وَكَانَ إِنْظَارُ اَللَّهِ إِيَّاهُ إِلَى يَوْمِ اَلْوَقْتِ اَلْمَعْلُومِ بِمَا سَبَقَ مِنْ تِلْكَ اَلْعِبَادَةِ))[2] .
    والمسالة هي في الحقيقة وقوف بوجه الباري الخالق للخلق وهذا ما لا يجب أن يكون من مخلوق، لكن الحسد فعلته مع هذا المخلوق الوضيع والله عز وجل عارف بما في قلوب مخلوقاته فيعرف ماذا سيكون أو سيأتي من تصرف من قبل هذا المخلوق عند ذاك الله سبحانه وتعالى أبلسه من رحمته وابعده من رحمته وانزله الى الجنة التي أسكن فيها آدم وزوجه ابتلاءً وامتحاناً لهما فوسوس إبليس لآدم الى أن اخرجه من الجنة.
    هذا الموضوع يحدث لنا في ايامنا هذه مع بعضنا البعض الاخر في كثير من الاحيان يعني يدخل الحسد الى قلوب الناس لانهم لا يحبون ان تكون النعمة لدى غيرهم لأن الحسد هو عبارة عن تمني زوال النعمة من المحسود ومجيئها الى الحاسد نفسه، هذا الامر ليس من الاخلاق التي ارادها الله عز وجل لبني البشر والانبياء يعلموننا ذلك والقرآن يشير الينا بمثل ذلك من خلال الآيات العديدة التي بينت هذا الامر فقال تعالى:
    ﴿وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ[3]، وقال في آية أخرى: ﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا[4]​.
    فهنا نجد في كلمات الانبياء نجد في كلمات الائمة الاطهار صلوات الله عليهم اجمعين فقد ورد عن أمير المؤمنين علي عليه السلام: ((إِيَّاكَ وَ الْحَسَدَ فَإِنَّهُ شَرُّ شِيمَةٍ، وَأَقْبَحُ سَجِيَّةٍ))
    [5]​، ما يوضح أن هذا الامر مقيت وقبيح وسيء ويجب أن لا يكون عند الإنسان الذي خلقه الله عز وجل طاهرا مطهرا من مثل هذه الادناس ومثل هذه القبائح فعلى الانسان أن ينتبه الى مثل هذه القبائح ولا يكون من اهلها دائما يتذكر فعل الشيطان الذي نتيجه حسده لآدم أبلسه الله من رحمته.
    فأيها الأنسان تريد أن تنزل من هذه الدنيا الى اسفل سافلين الى جهنم اتخذ هذا الطريق مغرما لك بأنك تحسد الآخرين لكن عندما تنتبه ولا تكون من اتباع الشيطان مغرمك الذي يجب ان تتخذه هو أنك تتمنى أن تكون هذه النعمة باقية لدى هذا الانسان وتزيد اكثر واكثر وتطلب من الله سبحانه وتعالى ان يكون لديك مثل هذه النعمة هذا ما يسمى بالغبطة؛ فالغابط هو الذي يتمنى أن تدوم هذه النعمة لدى المغبوط بل تنمو والذي يطلب من الله سبحانه وتعالى يا الهي إن كنت تريد أن تكون هذه النعمة لدي فأعطيني إياها وإلّا فلا، هذا دعاء الإنسان مع خالقه مع بارئه هذه اخلاق الإنسان المسلم الذي ينتمي الى رسول الله صلى الله عليه واله والائمة الاطهار صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين​.

    _____________________________________


    [1] سورة ص، الآية: 76.
    [2]​ بحار الأنوار ، ج 60، ص 254.
    [3]سورة الفلق، الآية: 5.
    [4]
    سورة النساء، الآية: 54.
    [5]​ عيون الحكم و المواعظ: 96.​

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    حيا الله الاشتر

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X