قال الجد: (بخّر) لضيفك كي يرتاح... وفعلا أعطاني مبخرة فيها مسحوق، وقام بإشعاله، وقال لي: ليستنشق ضيفك الدخان... يبدو أنّ الجد تألّمَ كثيرا لسعال واختناق هذا الضيف، وما أن استنشق الضيفُ الدخان حتى ارتاح، فسألني وتوسّل أن يعرف اسم هذا الدواء... قال الجد: اعطني سيكارة!
نظرتُ إليه باستغراب: ماذا يفعلُ بها الجد؟ فرّغ تبغَها، وأخرج شيئاً من المسحوق نفسه، وخلطه بـ(التتن)، ثم أعاد (اللفافة)، وقال لصديقي الضيف: دخّنها!
يقول صديقي: إنها مريحة جدا...
قلت: ما هذا المسحوق يا جد، ما اسمه؟
قال الجد معقبا: يا بني، هذا الدواء تم اكتشافه قبل 2500سنة، دواء فعّال للسعال، ويُستشنق تسهيلا لعملية التنفس، ويُعتبر من أجود المقشّعات، ويُستخدم لالتهاب القصبات والحنجرة، كمادة ملطّفة ومليّنة، ومقشّعة، ومسكّنة لالتهابات الرئة والمجاري التنفسية، والجهاز الهظمي، والسعال التشنجي، والربو القصبي...
هذا الدواء يا بني اسمه (حشيشة السعال)، لو تمزج المسحوق مع مسحوق العرق سوس والزعتر والكرز البري، سينفع لمعالجة الربو القصبي، والمعروف يا بني أن علاجه للربو لم يدُم طويلا، وأن له تأثيراً على دوالي الساقين، وقروح القدمين، والتهاب المفاصل.
قلت: ياجد يعني كل هذه التحذيرات لهذا الدواء؟
قال: لا يا بني، هناك مسألة مهمة؛ إذ أنّ الدواءَ لا يمكن الاستمرار به دائما، وانما يقتصر استخدامه على أربعة اسابيع متواصلة فقط، مع الحذر الشديد من استخدامه للحوامل والمرضعات والأطفال، وبعدها يا بني ستجده دواء نافعاً، تصفه للناس، وتدعو لي بالخير والسلامة.
قلت: ذكّرْتني يا جد... كم عمرك؟ وإذا به يقفزُ غاضباً خلفي، ويغلقُ البابَ بقوة.
=