إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

​(تأملات في كتاب المصابيح / سماحة السيد احمد الصافي) 26 علي حسين الخبا​

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ​(تأملات في كتاب المصابيح / سماحة السيد احمد الصافي) 26 علي حسين الخبا​

    ز






    دراسة الإرث الفكري لأدعية الصحيفة السجادية تقوم على بحث أبنية الوعي في فكر الإمام السجاد عليه السلام، وقيم الإصلاح المجتمعي التي لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال توثيق الارتباط بمنهجية الثورة الحسينية النهضوية، وكتاب المصابيح لسماحة السيد أحمد الصافي يبين الأثر الروحي للنهضة الفكرية لمنهج الإمام السجاد عليه السلام، والسعي لبناء الوعي الإنساني وتعميق مفهوم النهضة الحسينية لبيان روحية الانتماء إلى الرسالة المحمدية، بمعنى التوجيه الخالص لسبحانه تعالى، النظر إلى واقعة الطف ليس باعتبارات ما تحقق في المنظور الزمني ألآني بل النظر إلى تحقيق الهدف المتنامي والأثر الروحي النهضوي في المجتمعات الإنسانية، لهذا نجد الإصرار الإنساني على بقاء هذه الشعائر المباركة المرتبطة بالحسين عليه السلام، هي قصة فيها جواذب فكرية وروحية تمثل حضور قيم الاستنهاض الحسيني، لهذا يسعى الناس في عموم العالم للبذل والعطاء من أجل الحسين عليه السلام وإدامة الشعائر

    نجد أن أهم محفزات دراسة ذلك الإرث المعصوم هو الانتماء أليه، والرمز الحسيني الذي يشد أواصر الهمم عند الناس في كل جيل يعتبرون الحسين عليه السلام رمزا لا يصلون إليه، ولو تأملنا في ماهية هذا الاعتبار لوجدنا،

    أولا... واقعية هذا الاعتبار كونه شخصية تميزت بروحية الانتماء، ومعنى من معاني الايثار

    ثانيا... قوة الارتباط بمشروعه النهضوي الإنساني ونجاح هذا المشروع الإصلاحي

    ثالثا... تهيئة كل مستلزمات الديمومة بما امتلكت من منهجية اليقين الإيماني

    رابعا... الإصرار على المسير نحو هدفه الإصلاحي وعدم وضع أي خيارات للتراجع عن النهضة الإصلاحية مهما حقق الأمر

    خامسا... الإعداد لاستمرارية المشروع بإشراك السيدة زينب والإمام السجاد عليهما السلام لنشر الثورة بمنهجية التحدي الزينبي وتأسيس منهجية بناء الإنسان حسب مفهوم القضية الحسينية لإنشاء مجتمع قادر على استيعاب فكر الثورة

    سادسا... تسخير مجموعة من المنهجيات تتحد لبناء الثورة الإصلاحية لإدامة التأثير الفكري والوجداني بتضحوية الحسين وأهل بيته عليهم السلام ندية المواجهة الزينبية التي كشفت الزيف الأموي، ورسخت الوعي الفكري المثمر لمشروع الإمام السجاد عليه السلام لبناء مجتمع قادر على استيعاب مضامين الإصلاح، هذه الأدوار القيادية للثورة الحسينية تجاوزت التصورات التقليدية وإلا لكانت واقعة الطف كأي معركة حدثت وانتهت لتصبح مجرد ذكرى في تأريخ

    حسنة كتاب المصابيح أنه لم يتعامل مع الواقعة المباركة تعاملا متحفيا، بل سعى ليبحث في المجال المعرفي، قراءة الواقعة في حاضرها والتأمل في فكر الواقعة الطف لترسيخ منهج النهضة عبر التحليل الدلالي والنظر إلى مضمون النصرة الحسينية ومعناها وتأثيرها على المسار الوجداني، كان عليه السلام يحب مشاركة المجتمع في مساعي الثورة ولا توقفه نتائج الاستجابة أو عدمها

    كل واحد يجسد موقفه الوجداني ومكنون فكره وثقافته وتربيته، نجد أن زهير بن القين رضوان الله عليه استجاب لنصرة الحسين ليكون أحد شهداء كربلاء بينما (عبيد الله بن الحر الجعفي) رفض الاستجابة لنصرته، لنقرأ من خلال تباين المواقف دعوة الحسين سلام الله عليه للنصرة، من أجل أن تتخلد اسماؤهم مع اسمه الشريف

    في النصرة معرفة الحق ورفض الباطل والإيمان بمنزلة العصمة، والبحث في دلالات النصرة تأخذنا لأكثر من محور

    *

    أولا... المحور التعريفي / يقينا أن تعريف الحسين عليه السلام للأنصار فاق كل تعريف مذهبي أو عشائري أو اجتماعي وأصبحت ميزة هؤلاء الشهداء الأنصار تحت سمات التعريف الحسيني (ولا أصحابا هم خير من أصحابي)

    *

    ثانيا... الخلود البقاء عبر التأريخ بمميزات الرفعة أثر التضحية التي أبقتهم في جوهر التواصل الحسيني

    *

    ثالثا... بلوغ الفتح

    مفهوم رسالة الحسين تحمل في مضامينها البيان الواضح (من لحق بي منكم استشهد معي ومن تخلف لم يبلغ الفتح) الفتح يعني البقاء الخالد دنيا وآخرة، وهذا لا يتحقق إلا عبر الاستشهاد دونه هناك موت ونسيان ذكر

    *

    رابعا... ثمرة النصرة تعني ثمرة النضوج الإيماني الذي يجعل من الشهيد الذي نال الفتح مضمونا قياديا بين الناس وقدوة حسنة نحمل نحن ثقل وجودها المطمئن داخل ارواحنا، لكونهم سيكونون شهودا على انتمائنا الحي إلى الحسين، وإلى ثورة الحسين، ارتبطت مسألة الانتماء إلى الحسين بمشاريع أحياء الشعائر الحسينية، لنضمن للناس انتماءها للركب الحسيني، والسير على هداه وإعلان الولاء لنهضته التي تجاوزت اعتبارات زمانها، وأصبحت عنوانا مهما من عناوين اليقظة المصيرية ومواجهة الطغيان في كل ه عصر ومكان - وأصبحت جذرا معرفيا بما امتلكت من مميزات منها انتخاب أصحاب النصرة كونهم أدركوا معنى النجاة الحقيقي في خضم الشهادة

    وكان حصيلة هذا الإدراك، هو زيادة المساحة التأثيرية في وجدان الانتماء الحقيقي للحسين عليه




    السلام، ومواصلة تأسيس الظاهرة العاشورائية لنشر الثقافة والوعي وترسيخ مبادئ وقيم النهضة وحضورها في فكر التعازي والمواساة كالبكاء وإقامة المجالس الحسينية لتفعيل نداء (أحييوا امرنا)، استمرار الشعائر التعبير عن الانتماء وعن النصرة، وتربية النشأ لصناعة ذاكرة حسينية، نستثمر قراءة سماحة السيد الصافي لتعيين المواقف الفكرية التي شخصها من خلال استعراض العمق الولائي لإقامة الشعائر الحسينية

    *

    (الموقف الأول)

    يتبلور المسار الفكري من انبثاق الوعي الإنساني كل إنسان يحفظ في قلبه ما ينجيه يوم القيامة

    **

    (الموقف الثاني)

    إن انتقائية الحسين المنظمة لأنصاره مستمرة في انتقاء انصار الشعائر

    *

    (الموقف الثالث)

    عدم وضع حدود للبذل وللعطاء يجسد لنا الموقف الإنساني لسؤال العباس عليه السلام بكل ما قدمه هو الشعور بالفارق بين ما قدمه الحسين للإنسانية وبين موقف الناصر وحجم النصرة حتى لو كانت رأس وعين وكفين ناموا على الفرات

    *

    (الموقف الرابع)

    الإيمان بمنزلة النهضة العاشورائية ومقام إحياء الدين وتهيئة القاعدة الجماهيرية المبارك لاستيعاب منهجية الظهور المهدوي المبارك

    *

    (الموقف الخامس)

    يرى أن الله سبحانه يحتج بالحسين عليه السلام علينا لا عذر لأحد منا يوم القيامة مادام الحسين عليه السلام موجودا فهو الذي أعطى وهو الذي صبر وهو الذي جاهد، والله سبحانه ويبارك لنا روحية الاقتداء بعاشوراء وبفضائل النصرة الحسينية



    علي حسين الخباز
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X