تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
أللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
في خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) ، أحمد بن محمد الكوفي، عن جعفر بن عبد الله المحمدي، عن أبي روح فرج بن قرة، عن جعفر بن عبد الله، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) بالمدينة فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي وآله ثم قال: أما بعد فإن الله تبارك وتعالى لم يقصم جباري دهر إلا من بعد تمهيل ورخاء ولم يجبر كسر عظم من الأمم إلا بعد أزل وبلاء، أيها الناس في دون ما استقبلتم من عطب واستدبرتم من خطب، معتبر وما كل ذي قلب بلبيب ولا كل ذي سمع بسميع ولا كل ذي ناظر عين ببصير.
عباد الله! أحسنوا فيما يعنيكم النظر فيه، ثم انظروا إلى عرصات من قد أقاده الله بعلمه كانوا على سنة من آل فرعون أهل جنات وعيون وزروع ومقام كريم، ثم انظروا بما ختم الله لهم بعد النضرة والسرور والأمر والنهي. ولمن صبر منكم العاقبة في الجنان والله مخلدون ولله عاقبة الامور.
فيا عجبا! وما لي لا أعجب من خطأ هذه الفرق على اختلاف حججها في دينها، لا يقتصون أثر نبي ولا يقتدون بعمل وصي ولا يؤمنون بغيب ولا يعفون عن عيب، المعروف فيهم ما عرفوا والمنكر عندهم ما أنكروا وكل امرئ منهم إمام نفسه، آخذ منها فيما يرى بعرى وثيقات وأسباب محكمات فلا يزالون بجور ولن يزدادوا إلا خطأ لا ينالون تقربا ولن يزدادوا إلا بعدا من الله عزوجل، انس بعضهم ببعض وتصديق بعضهم لبعض، كل ذلك وحشة مما ورث النبي الأمي (صلى الله عليه وآله) ونفورا مما أدى إليهم من أخبار فاطر السماوات والأرض.
أهل حسرات وكهوف شبهات وأهل عشوات وضلالة وريبة، من وكله الله إلى نفسه ورأيه فهو مأمون عند من يجهله، غير المتهم عند من لا يعرفه، فما أشبه هؤلاء بأنعام قد غاب عنها رعاؤها ووا أسفا من فعلات شيعتي من بعد قرب مودتها اليوم، كيف يستذل بعدي بعضها بعضا وكيف يقتل بعضها بعضا، المتشتة غدا عن الأصل النازلة بالفرع، المؤملة الفتح من غير جهته، كل حزب منهم آخذ [منه] بغصن، أينما مال الغصن مال معه.
مع أن الله - وله الحمد - سيجمع هؤلاء لشر يوم لبني أمية كما يجمع قزع الخريف، يؤلف الله بينهم، ثم يجعلهم ركاما كركام السحاب.
ثم يفتح لهم أبوابا يسيلون من مستثارهم كسيل الجنتين سيل العرم حيث بعث عليه فأرة فلم يثبت عليه أكمة ولم يرد سننه رض طود يدغدعهم الله في بطون أودية ثم يسلكهم ينابيع في الأرض يأخذ بهم من قوم حقوق قوم ويمكن بهم قوما في ديار قوم تشريدا لبني أمية.
ولكيلا يغتصبوا ما غصبوا، يضعضع الله بهم ركنا وينقض بهم طي الجنادل من إرم ويملأ منهم بطنان الزيتون فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة ليكونن ذلك وكأني أسمع صهيل خيلهم وطمطمة رجالهم.
وأيم الله ليذوبن ما في أيديهم بعد العلو والتمكين في البلاد كما تذوب الألية على النار من مات منهم مات ضالا وإلى الله عزوجل يفضي منهم من درج ويتوب الله عزوجل على من تاب ولعل الله يجمع شيعتي بعد التشتت لشر يوم لهؤلاء وليس لأحد على الله عز ذكره الخيرة بل لله الخيرة والأمر جميعا.
أيها الناس إن المنتحلين للإمامة من غير أهلها كثير ولو لم تتخاذلوا عن مر الحق ولم تهنوا عن توهين الباطل لم يتشجع عليكم من ليس مثلكم ولم يقومن قوي عليكم وعلى هضم الطاعة وإزوائها عن أهلها لكن تهتم كما تاهت بنو إسرائيل على عهد موسى [بن عمران] (عليه السلام) ولعمري ليضاعفن عليكم التيه من بعدي أضعاف ما تاهت بنو إسرائيل ولعمري أن لو قد استكملتم من بعدي مدة سلطان بني أمية لقد اجتمعتم على سلطان الداعي إلى الضلالة وأحييتم الباطل وخلفتم الحق وراء ظهوركم وقطعتم الأدنى من أهل بدر ووصلتم الأبعد من أبناء الحرب لرسول الله (صلى الله عليه وآله).
ولعمري أن لو قد ذاب ما في أيديهم لدنا التمحيص للجزاء وقرب الوعد وانقضت المدة وبدا لكم النجم ذو الذنب من قبل المشرق ولاح لكم القمر المنير.
فإذا كان ذلك فراجعوا التوبة واعلموا أنكم إن اتبعتم طالع المشرق سلك بكم مناهج الرسول (صلى الله عليه وآله) فتداويتم من العمى والصمم والبكم وكفيتم مؤونة الطلب والتعسف ونبذتم الثقل الفادح عن الأعناق ولا يبعد الله إلا من أبى وظلم واعتسف وأخذ ما ليس له (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) . انتهى .
اقول : المقطع الاخير من هذه الخطبة وهو الخاص بعلامات الظهور لعله يربط تحقق الظهور بأمرين أساسيين لما يأتي يوم استحقاقهما بعد تحقق علامة كونية وهي ظهور النجم المذنب الذي ورد في روايات متعددة
الأول : التمحيص للجزاء ، وهذا هو الغربلة الكبرى ليوم الفصل الدنيوي بعد انقضاء المهلة .
وانقضاء المهلة قرينة على ان احد اسباب تأخر الظهور أو طول فترة الغيبة الكبرى هو ان الله تعالى أعطى البشرية مهلة للاختبار وبأنقضائها سيقترب يوم التمحيص للجزاء وعلامة ذلك هو النجم ذو الذنب ، فتأمل .
وهذا لعله يعني في فلسفة الغيبة الكبرى والقضية المهدوية عموما ان هذه [ المهلة ] قد تكون شرط من شرائط الظهور ، فإذا انتهت المهلة في علم الله بدأت علامات الظهور المذكورة في الروايات .
الثاني : اقتراب يوم الوعد اي يوم الظهور الموعود للامام الحجة ع . فالوعد الإلهي لا بد من تحققه لان الله تعالى لا يخلف وعده . وقد وعد الله بان يستخلف الذين آمنوا ، ومصداقه في امة النبي محمد ص في آخر الزمان هو الإمام الحجة ع ومن معه واتبعه .
هذه الحيثيات المهمة اعلاه لها أيضا اتصال وربط قرآني ورد في تأويل بعض آيات القرآن : يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا
والاية هنا كنا ورد هو طلوع الشمس من مغربها ، ونعتقد ان هذه العلامة تكون بسبب ذلك النجم المذنب ( نجم الآيات ) المذكور في الخطبة اعلاه وفي روايات الظهور أيضا.
وبحسب فهمي للروايات نعتقد ان تحقق هذه العلامة المهمة سيكون بعد الصيحة وفي يومها
اي - ستكون ليلة ٢٣ رمضان ليلة الجمعة هي ليلة الصيحة والنداء الجبرائيلي وبها تنكسر الغيبة الكبرى ويتحقق الظهور ،
وفي يوم ٢٣ من رمضان تبدأ علامة ركود الشمس تدريجيا حتى تتوقف كليا ومن ثم تبدأ بالرجوع ( الطلوع ) من المغرب .
ويصاحب هذا أيضا كرة أمير المؤمنين ع ( دابة الأرض ) واحداث وعلامات كثيرة تذهل البشرية وتشيب لها الولدان ويكون التمحيص والاختبار للفصل بين خطي الرحمن والشيطان في أعلى مستوى والمهلة الأخيرة تكون محصورة بين الصيحة في ليلة ٢٣ رمضان والى بدأ طلوع الشمس من مغربها
فمن آمن نجى ، ومن انكر وكفر فلا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا .
والله اعلم الباحث الطائي
أللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
في خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) ، أحمد بن محمد الكوفي، عن جعفر بن عبد الله المحمدي، عن أبي روح فرج بن قرة، عن جعفر بن عبد الله، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) بالمدينة فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي وآله ثم قال: أما بعد فإن الله تبارك وتعالى لم يقصم جباري دهر إلا من بعد تمهيل ورخاء ولم يجبر كسر عظم من الأمم إلا بعد أزل وبلاء، أيها الناس في دون ما استقبلتم من عطب واستدبرتم من خطب، معتبر وما كل ذي قلب بلبيب ولا كل ذي سمع بسميع ولا كل ذي ناظر عين ببصير.
عباد الله! أحسنوا فيما يعنيكم النظر فيه، ثم انظروا إلى عرصات من قد أقاده الله بعلمه كانوا على سنة من آل فرعون أهل جنات وعيون وزروع ومقام كريم، ثم انظروا بما ختم الله لهم بعد النضرة والسرور والأمر والنهي. ولمن صبر منكم العاقبة في الجنان والله مخلدون ولله عاقبة الامور.
فيا عجبا! وما لي لا أعجب من خطأ هذه الفرق على اختلاف حججها في دينها، لا يقتصون أثر نبي ولا يقتدون بعمل وصي ولا يؤمنون بغيب ولا يعفون عن عيب، المعروف فيهم ما عرفوا والمنكر عندهم ما أنكروا وكل امرئ منهم إمام نفسه، آخذ منها فيما يرى بعرى وثيقات وأسباب محكمات فلا يزالون بجور ولن يزدادوا إلا خطأ لا ينالون تقربا ولن يزدادوا إلا بعدا من الله عزوجل، انس بعضهم ببعض وتصديق بعضهم لبعض، كل ذلك وحشة مما ورث النبي الأمي (صلى الله عليه وآله) ونفورا مما أدى إليهم من أخبار فاطر السماوات والأرض.
أهل حسرات وكهوف شبهات وأهل عشوات وضلالة وريبة، من وكله الله إلى نفسه ورأيه فهو مأمون عند من يجهله، غير المتهم عند من لا يعرفه، فما أشبه هؤلاء بأنعام قد غاب عنها رعاؤها ووا أسفا من فعلات شيعتي من بعد قرب مودتها اليوم، كيف يستذل بعدي بعضها بعضا وكيف يقتل بعضها بعضا، المتشتة غدا عن الأصل النازلة بالفرع، المؤملة الفتح من غير جهته، كل حزب منهم آخذ [منه] بغصن، أينما مال الغصن مال معه.
مع أن الله - وله الحمد - سيجمع هؤلاء لشر يوم لبني أمية كما يجمع قزع الخريف، يؤلف الله بينهم، ثم يجعلهم ركاما كركام السحاب.
ثم يفتح لهم أبوابا يسيلون من مستثارهم كسيل الجنتين سيل العرم حيث بعث عليه فأرة فلم يثبت عليه أكمة ولم يرد سننه رض طود يدغدعهم الله في بطون أودية ثم يسلكهم ينابيع في الأرض يأخذ بهم من قوم حقوق قوم ويمكن بهم قوما في ديار قوم تشريدا لبني أمية.
ولكيلا يغتصبوا ما غصبوا، يضعضع الله بهم ركنا وينقض بهم طي الجنادل من إرم ويملأ منهم بطنان الزيتون فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة ليكونن ذلك وكأني أسمع صهيل خيلهم وطمطمة رجالهم.
وأيم الله ليذوبن ما في أيديهم بعد العلو والتمكين في البلاد كما تذوب الألية على النار من مات منهم مات ضالا وإلى الله عزوجل يفضي منهم من درج ويتوب الله عزوجل على من تاب ولعل الله يجمع شيعتي بعد التشتت لشر يوم لهؤلاء وليس لأحد على الله عز ذكره الخيرة بل لله الخيرة والأمر جميعا.
أيها الناس إن المنتحلين للإمامة من غير أهلها كثير ولو لم تتخاذلوا عن مر الحق ولم تهنوا عن توهين الباطل لم يتشجع عليكم من ليس مثلكم ولم يقومن قوي عليكم وعلى هضم الطاعة وإزوائها عن أهلها لكن تهتم كما تاهت بنو إسرائيل على عهد موسى [بن عمران] (عليه السلام) ولعمري ليضاعفن عليكم التيه من بعدي أضعاف ما تاهت بنو إسرائيل ولعمري أن لو قد استكملتم من بعدي مدة سلطان بني أمية لقد اجتمعتم على سلطان الداعي إلى الضلالة وأحييتم الباطل وخلفتم الحق وراء ظهوركم وقطعتم الأدنى من أهل بدر ووصلتم الأبعد من أبناء الحرب لرسول الله (صلى الله عليه وآله).
ولعمري أن لو قد ذاب ما في أيديهم لدنا التمحيص للجزاء وقرب الوعد وانقضت المدة وبدا لكم النجم ذو الذنب من قبل المشرق ولاح لكم القمر المنير.
فإذا كان ذلك فراجعوا التوبة واعلموا أنكم إن اتبعتم طالع المشرق سلك بكم مناهج الرسول (صلى الله عليه وآله) فتداويتم من العمى والصمم والبكم وكفيتم مؤونة الطلب والتعسف ونبذتم الثقل الفادح عن الأعناق ولا يبعد الله إلا من أبى وظلم واعتسف وأخذ ما ليس له (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) . انتهى .
اقول : المقطع الاخير من هذه الخطبة وهو الخاص بعلامات الظهور لعله يربط تحقق الظهور بأمرين أساسيين لما يأتي يوم استحقاقهما بعد تحقق علامة كونية وهي ظهور النجم المذنب الذي ورد في روايات متعددة
الأول : التمحيص للجزاء ، وهذا هو الغربلة الكبرى ليوم الفصل الدنيوي بعد انقضاء المهلة .
وانقضاء المهلة قرينة على ان احد اسباب تأخر الظهور أو طول فترة الغيبة الكبرى هو ان الله تعالى أعطى البشرية مهلة للاختبار وبأنقضائها سيقترب يوم التمحيص للجزاء وعلامة ذلك هو النجم ذو الذنب ، فتأمل .
وهذا لعله يعني في فلسفة الغيبة الكبرى والقضية المهدوية عموما ان هذه [ المهلة ] قد تكون شرط من شرائط الظهور ، فإذا انتهت المهلة في علم الله بدأت علامات الظهور المذكورة في الروايات .
الثاني : اقتراب يوم الوعد اي يوم الظهور الموعود للامام الحجة ع . فالوعد الإلهي لا بد من تحققه لان الله تعالى لا يخلف وعده . وقد وعد الله بان يستخلف الذين آمنوا ، ومصداقه في امة النبي محمد ص في آخر الزمان هو الإمام الحجة ع ومن معه واتبعه .
هذه الحيثيات المهمة اعلاه لها أيضا اتصال وربط قرآني ورد في تأويل بعض آيات القرآن : يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا
والاية هنا كنا ورد هو طلوع الشمس من مغربها ، ونعتقد ان هذه العلامة تكون بسبب ذلك النجم المذنب ( نجم الآيات ) المذكور في الخطبة اعلاه وفي روايات الظهور أيضا.
وبحسب فهمي للروايات نعتقد ان تحقق هذه العلامة المهمة سيكون بعد الصيحة وفي يومها
اي - ستكون ليلة ٢٣ رمضان ليلة الجمعة هي ليلة الصيحة والنداء الجبرائيلي وبها تنكسر الغيبة الكبرى ويتحقق الظهور ،
وفي يوم ٢٣ من رمضان تبدأ علامة ركود الشمس تدريجيا حتى تتوقف كليا ومن ثم تبدأ بالرجوع ( الطلوع ) من المغرب .
ويصاحب هذا أيضا كرة أمير المؤمنين ع ( دابة الأرض ) واحداث وعلامات كثيرة تذهل البشرية وتشيب لها الولدان ويكون التمحيص والاختبار للفصل بين خطي الرحمن والشيطان في أعلى مستوى والمهلة الأخيرة تكون محصورة بين الصيحة في ليلة ٢٣ رمضان والى بدأ طلوع الشمس من مغربها
فمن آمن نجى ، ومن انكر وكفر فلا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا .
والله اعلم الباحث الطائي
تعليق