بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
ما يطرحه علماء السلوك، ما هو الهدف الذي من أجله خلق الإنسان؟ خلق الإنسان لكي يتعرّف على ربه، الله ليس محتاجًا لخلقنا، هو كامل لا يحتاج إلى خلقنا، خلقنا لأجلنا لا لأجله، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ﴾، هو غني عن خلقنا، إذن لماذا خلقنا؟ إذا كان غنيًا عن خلقنا، ولا تعود له منفعة من خلقنا أبدًا، إذن لماذا خلقنا؟ خلقنا لنتعرّف عليه، كما ورد في الحديث القدسي: ”كنت كنزًا مخفيًا، فأحببت أن أعرف، فخلقت الخلق لكي أعرف“، تفضّل وامتنان، خلق الإنسان لكي يتعرف عليه، ومعرفة الإنسان بالله كمال للإنسان ومصلحة للإنسان، وجودنا تفضّل منه، عبادتنا تفضل منه، وصولنا إلى معرفته تفضل منه، خلقنا لكي نتعرّف عليه، ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ﴾، ﴿وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾. خلقنا لكي نعرفه، لكن كيف نعرفه؟ صفات الله على قسمين: صفات جلالية وصفات جمالية. الجلال هي الصفة التي تكون مظهرًا لامتيازه عن خلقه، كيف يتميز عن خلقه؟ بأنه قاهر، بأنه جبّار، بأنه قوي عزيز، كل الصفات التي تكون مظهرًا لتميزه عن خلقه تسمى صفات جلال، وكل الصفات التي تكون مظهرًا لصلته بخلقه تسمّى جمالًا، رحيم، كريم، مفيض، خالق، رازق، فله صفات جلال، وله صفات جمال، أشار إليها بقوله تعالى: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾، الإجلال إشارة للصفات الجلالية، والإكرام إشارة إلى الصفات الجمالية، لكن كيف نتعرف عليه من خلال جلاله وجماله؟ لا بد من أن يوجد لنا مظاهر، مظاهر تعكس جلاله، ومظاهر تعكس جماله، لكي نتعرف عليه من خلال جلاله وجماله. هذه التي أنت تسميها شرورًا، البراكين والزلازل ونحوها كلها مظاهر لجلاله، أنت تعتبرها شرورًا لكنها في الواقع مظاهر لجلاله، مظاهر لجبروته، مظاهر لقاهريته، مظاهر لألوهيته، هذا يعبّرون عنه في الفلسفة بالفقر الوجودي، هناك فقر ماهوي وهناك فقر وجودي، الفقر الماهوي هو التساوي، أنت قبل أن توجد كنت متساوي النسبة بين العدم والوجود، 50% توجد و50% لا توجد، ماهيتك فقيرة إلى الوجود، لأنها متساوية النسبة. بعد وجودك أنت فقير أيضًا، أينما ذهبت ترى كوارث وزلازلًا، أراد الله أن يلقّنك أنك فقير، لا بد من أن تعترف بهذه الحقيقة، مظاهر لجلاله، هذه التي نسمّيها شرورًا خلقها الله لكي تعرف حجمك ومقدار حياتك، وأنها فقيرة محدودة، محدودة بالبلاء، محدودة بالكوارث، ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا * إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾، خلقت محاطًا بالكوارث لكي تلقَّن أنك فقير محتاج ذليل أمام الله عز وجل، حتى تذعن له بالعبودية، وتذعن له بالألوهية، فهذه الشرور هي مظاهر جلاله التي تعرّف الإنسان بالفقر الوجودي. وهناك مظاهر جماله، الربيع، الزهور، الورود، هذا الإنسان في عظمته وعبقريته، الشمس كما قلنا، الشمس هي مظهر لجلاله وهي مظهر لجماله، الشمس مصدر للحرارة القاتلة، فهي مظهر لجلاله، الشمس مصدر للحياة على الأرض، فهي مظهر لجماله، الشمس مظهر لجلاله ومظهر لجماله. إذن، لماذا خلقت الشرور؟ لأنها مظهر لجلاله، ومظهر لجبروته، ومعرِّف للإنسان بمقدار صغر حجمه وفقره، كما ورد عن الإمام أمير المؤمنين علي : ”ما لابن آدم والفخر؟! وإنما أوله نطفة، وآخره جيفة“، ”أوله نطفة قذرة، وآخره جيفة مذرة، وهو ما بينهما يحمل العذرة“، هذا الإنسان الذي تراه بدون الدين والأخلاق برميل، داخل هذا البرميل براز وبول وأوساخ! هذا الإنسان، فليعرف قيمة نفسه، فليعرف صغر حجمه، فليعرف موقعه من الوجود، ويتجرأ ويلحد ؟!!.
إذن، الشرور خُلِقَت مظاهر لجلاله، كما خُلِقَت مخلوقات أخرى مظاهر لجماله.
اللهم صل على محمد وآل محمد
ما يطرحه علماء السلوك، ما هو الهدف الذي من أجله خلق الإنسان؟ خلق الإنسان لكي يتعرّف على ربه، الله ليس محتاجًا لخلقنا، هو كامل لا يحتاج إلى خلقنا، خلقنا لأجلنا لا لأجله، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ﴾، هو غني عن خلقنا، إذن لماذا خلقنا؟ إذا كان غنيًا عن خلقنا، ولا تعود له منفعة من خلقنا أبدًا، إذن لماذا خلقنا؟ خلقنا لنتعرّف عليه، كما ورد في الحديث القدسي: ”كنت كنزًا مخفيًا، فأحببت أن أعرف، فخلقت الخلق لكي أعرف“، تفضّل وامتنان، خلق الإنسان لكي يتعرف عليه، ومعرفة الإنسان بالله كمال للإنسان ومصلحة للإنسان، وجودنا تفضّل منه، عبادتنا تفضل منه، وصولنا إلى معرفته تفضل منه، خلقنا لكي نتعرّف عليه، ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ﴾، ﴿وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾. خلقنا لكي نعرفه، لكن كيف نعرفه؟ صفات الله على قسمين: صفات جلالية وصفات جمالية. الجلال هي الصفة التي تكون مظهرًا لامتيازه عن خلقه، كيف يتميز عن خلقه؟ بأنه قاهر، بأنه جبّار، بأنه قوي عزيز، كل الصفات التي تكون مظهرًا لتميزه عن خلقه تسمى صفات جلال، وكل الصفات التي تكون مظهرًا لصلته بخلقه تسمّى جمالًا، رحيم، كريم، مفيض، خالق، رازق، فله صفات جلال، وله صفات جمال، أشار إليها بقوله تعالى: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾، الإجلال إشارة للصفات الجلالية، والإكرام إشارة إلى الصفات الجمالية، لكن كيف نتعرف عليه من خلال جلاله وجماله؟ لا بد من أن يوجد لنا مظاهر، مظاهر تعكس جلاله، ومظاهر تعكس جماله، لكي نتعرف عليه من خلال جلاله وجماله. هذه التي أنت تسميها شرورًا، البراكين والزلازل ونحوها كلها مظاهر لجلاله، أنت تعتبرها شرورًا لكنها في الواقع مظاهر لجلاله، مظاهر لجبروته، مظاهر لقاهريته، مظاهر لألوهيته، هذا يعبّرون عنه في الفلسفة بالفقر الوجودي، هناك فقر ماهوي وهناك فقر وجودي، الفقر الماهوي هو التساوي، أنت قبل أن توجد كنت متساوي النسبة بين العدم والوجود، 50% توجد و50% لا توجد، ماهيتك فقيرة إلى الوجود، لأنها متساوية النسبة. بعد وجودك أنت فقير أيضًا، أينما ذهبت ترى كوارث وزلازلًا، أراد الله أن يلقّنك أنك فقير، لا بد من أن تعترف بهذه الحقيقة، مظاهر لجلاله، هذه التي نسمّيها شرورًا خلقها الله لكي تعرف حجمك ومقدار حياتك، وأنها فقيرة محدودة، محدودة بالبلاء، محدودة بالكوارث، ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا * إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾، خلقت محاطًا بالكوارث لكي تلقَّن أنك فقير محتاج ذليل أمام الله عز وجل، حتى تذعن له بالعبودية، وتذعن له بالألوهية، فهذه الشرور هي مظاهر جلاله التي تعرّف الإنسان بالفقر الوجودي. وهناك مظاهر جماله، الربيع، الزهور، الورود، هذا الإنسان في عظمته وعبقريته، الشمس كما قلنا، الشمس هي مظهر لجلاله وهي مظهر لجماله، الشمس مصدر للحرارة القاتلة، فهي مظهر لجلاله، الشمس مصدر للحياة على الأرض، فهي مظهر لجماله، الشمس مظهر لجلاله ومظهر لجماله. إذن، لماذا خلقت الشرور؟ لأنها مظهر لجلاله، ومظهر لجبروته، ومعرِّف للإنسان بمقدار صغر حجمه وفقره، كما ورد عن الإمام أمير المؤمنين علي : ”ما لابن آدم والفخر؟! وإنما أوله نطفة، وآخره جيفة“، ”أوله نطفة قذرة، وآخره جيفة مذرة، وهو ما بينهما يحمل العذرة“، هذا الإنسان الذي تراه بدون الدين والأخلاق برميل، داخل هذا البرميل براز وبول وأوساخ! هذا الإنسان، فليعرف قيمة نفسه، فليعرف صغر حجمه، فليعرف موقعه من الوجود، ويتجرأ ويلحد ؟!!.
إذن، الشرور خُلِقَت مظاهر لجلاله، كما خُلِقَت مخلوقات أخرى مظاهر لجماله.