تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد
بحسب التكوين الإلهي قسم الباري عز وجل الوقت في الحياة الدنيا الى سنين وشهور واسابيع وايام وساعات فمثلا جعل أفضلية ليوم من ضمن الاسبوع على بقية أيامه، وهو يوم الجمعة وتحدث الأئمة عليهم السلام بهذا الأمر فعَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ: ((كَانَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ يَسْتَحِبُّ إِذَا دَخَلَ وَإِذَا خَرَجَ فِي اَلشِّتَاءِ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ فِي لَيْلَةِ اَلْجُمُعَةِ وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ: إِنَّ اَللَّهَ اِخْتَارَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ شَيْئاً فَاخْتَارَ مِنَ اَلْأَيَّامِ يَوْمَ اَلْجُمُعَةِ))[1] .
وعليه فهو يوم عبادي اراده الله لعباده كي يتعرفون عليه فيذكرونه ويشكرونه على نعمه الكثيرة ويحمدونه ويسبحون له لقوله تعالى في كتابه المجيد: ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَوٰةِ مِن يَوۡمِ ٱلۡجُمُعَةِ فَٱسۡعَوۡاْ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَذَرُواْ ٱلۡبَيۡعَۚ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ﴾[2].
فالإشتغال بالعبادة يؤدي الى غفران الذنوب ونزول الرحمة على المشتغل بها، وورد عن السيدة الزهراء عليها السلام تأكيد على الدعاء حينما يتدلى نصف قرص الشمس للغروب.
وروي عَنِ اَلْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ: ((مَا مِنْ شَيْءٍ يُعْبَدُ اَللَّهُ بِهِ يَوْمَ اَلْجُمُعَةِ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنَ اَلصَّلاَةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ))[3] .
وهناك جملة من الأعمال المستحبة في يوم الجمعة منها:-
الغسل فقَالَ الإمام اَلصَّادِقُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ : ((غُسْلُ يَوْمِ اَلْجُمُعَةِ طَهُورٌ وَكَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا مِنَ اَلذُّنُوبِ مِنَ اَلْجُمُعَةِ إِلَى اَلْجُمُعَةِ))[4].
والسبق الى المسجد، التعلّم، التصدّق وقد ورد بهذا الشأن عَنِ اَلْبَاقِرِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ: ((إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَتَصَدَّقَ بِشَيْءٍ قَبْلَ اَلْجُمُعَةِ ، فَأَخِّرْهُ إِلَى يَوْمِ اَلْجُمُعَةِ))[5] .
وقراءة دعاء الندبة قبل صلاة الجمعة، والأخذ من الشارب، وتقليم الأظافر وزيارة القبور، وزيارة الإمام الحسين عليه السلام، وقراءة سورة يس وسورة الصافات، وصلاة جعفر عليه السلام.
فهو يوم عبادي بأمتياز وإجتماعي يتجلى ذلك في حضور صلاة الجمعة في المسجد فعَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ : ((فَضَّلَ اَللَّهُ اَلْجُمُعَةَ عَلَى غَيْرِهَا مِنَ اَلْأَيَّامِ وَإِنَّ اَلْجِنَانَ لَتُزَخْرَفُ وَتُزَيَّنُ يَوْمَ اَلْجُمُعَةِ لِمَنْ أَتَاهَا وَإِنَّكُمْ تَتَسَابَقُونَ إِلَى اَلْجَنَّةِ عَلَى قَدْرِ سَبْقِكُمْ إِلَى اَلْجُمُعَةِ وَإِنَّ أَبْوَابَ اَلسَّمَاءِ لَتُفَتَّحُ لِصُعُودِ أَعْمَالِ اَلْعِبَادِ))[6] .
وهو لقاء في أجواء طيبة مع عامة الناس مع الحفاظ على اللياقة وحسن الأدب والإحترام والتواصل، ومن أهم الأولويات في هذا الجانب أعطاء الحيوية العاطفية والقرب النفسي لعائلته، فهي فرصة لضخ زخم جديد من الإرتياح العائلي داخل البيت، فيدخل عليهم السرور ومن خلال الحديث النبوي الشريف الذي ورد عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ: ((قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ : أَطْرِفُوا أَهَالِيَكُمْ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ بِشَيْءٍ مِنَ اَلْفَاكِهَةِ أَوِ اَللَّحْمِ حَتَّى يَفْرَحُوا بِالْجُمُعَةِ))[7] .
فالفرح بيوم الجمعة يبين المقصد والمناط ألا وهو ترفيه العائلة وإدخال السرور والفرح عليهم، وأما وسائل هذا الترفيه فيكون من خلال تنويع الطعام ووسائل أخرى كل بحسبه.
__________________________________________
[1] الكافي، ج 3، ص 413.
[2] سورة الجمعة، الآية: 9.
[3] الكافي، ج 3، ص 429.
[4] وسائل الشيعة، ج 3، ص 315.
[5] وسائل الشيعة، ج7، ص 381.
[6] الكافي، ج 3، ص 415.
[7] الكافي، ج 6، ص 299.
تعليق