تويت
لم تكن صدفة أن يختار الله غزة وأبناءها
لصناعة التاريخ، فكيف لا يختارهم!
وهم الذينَ عاشوا بين يدي القرآن، ورتلوه، أتقنوه، وفتحوا المؤسسات والمساجد لتعليمه!
كيف لا وهم أولئك الذينَ يرسلون أبناءهم كل صباح إلى أحضان المساجد ليصنعوا منهم رجالاً، هم يعلمون بأن الرجولة تبدأ بالمشي من هناك لذلك تسابقوا إلى قلب الصلاة..
كيف لا يصنعون التاريخ وهم من يبتدئ حديثهم بآية وينتهي بأخرى!
كيف لا يؤيدهم بنصره وأفواههم ترمي الكفر بالآيات قبل أن يضعون أياديهم الطاهرة على السلاح؟
رجالٌ رتلوا الآيات أناء الليل وأطراف النهار، رجالٌ ختموا القرآن على جلسة واحدة،
كيف لا يصنعون التاريخ وقد غادروا المنازل وهم يحملون القرآن في صدورهم!
كيف لا يُكُنَّ نسائهم رمز العظمة وهنّ من يربين رجالاً أشداء على الكفار، رجال يرفضون الخضوع والذل، رجال اختاروا الجنة على الدنيا الفانية..
نساء يشاهدن الموت كل يوم يدفن أبناءهنّ وأزواجهنّ، وتذهب منازلهن وأحلامهن التي رسموها في السقوف والغرف ولكنهن ما وهنن صابرات مؤمنات قويات..
هؤلاء الذينَ تفرح بهم الجنة، هم الذينَ تبتهج برؤيتهم الملائكة، هم الذينَ واجهوا أشد مراحل القتل والقصف والألم ووقفوا يرددون لن نقف ولن نستسلم..
كيف لا يصنعون المجد والأطباء في غزة يعالجون نزيف المرضى وجراحهم تنزف لذهاب عائلاتهم في القصف!
كيف لا يصنعون التاريخ وهم يموتون على أبواب الإسعافات ويصرخون حتى آخر نفس فينا لن نتوقف..
كيف لا والأب يحتضن طفلته الميتة ويردد كله فدى القدس..
كيف لا والأمهات يكبرن على رؤوس شُهدائهم!..
هم الأحياء ونحن الجثمان نحنُ الباكون نحن المخذولون، كلما ألتهمتني قلة الحيلة أسمع أصواتهم ويقينهم بالله وتعود قوتي، كيف يزرعون القوة فينا وهم يحصدون الموت!
يجب أن يُدرس يقينهم وصدقهم وصبرهم في المدارس يجب أن نبلل قلوبنا في قصصهم العظيمة لعلنا نحضى بشرف أسمائهم الطاهرة..
وكل من ينفي حقيقة عظمتهم من العرب شربت عقولهم من وحل اليهود حتى تغير مسارها .
رزنه صالح
تعليق