ركضت إليه... ما الأمر يا جد؟ اهدأ قليلاً لأفهم ما القضية... اهدأ وأنا كفيل بتصليح الخطأ... وبعدما هدأ قليلاً، قلت: ما الأمر يا جد؟ قال: والدتك تقشـِّر البطاطا
قلت مستغرباً: لا...!! بهدوء... لكن ما الغريب في هذا وجميع البيوت العراقية تقشره؟
صاح غاضباً: هذا خطأ.. هذا خطأ يا ولدي..
قال: يا ولدي إن الطبقة التي تلي القشرة مليئة بالفيتامين (ج) والأملاح، وتقشيرها يفقدها هذه الطبقة قيمتها الغذائية..
قلت: لكن يا جد كان من الممكن أن تفهمها الأمر، فليست والدتي وحدها تجهل هذه المعلومة.
فسألني: ألا تعرفها أنت؟
قلت: لا فنحن نعرف معرفة عامة أن أي قشرة فيها خواصها وفوائدها.
فقال الجد: عليك أن تحذر الناس أيضاً من أجزاء البطاطا الخضراء اللون، والرشيمات التي تنبت جديداً على سطح البطاطا، لاحتوائها على مواد سامة...!
قلت: والله يا جد هذه معلومة مهمة..
ومثل هذه الإقرارات من قبلي - وهي حقيقة طبعاً - تجعل الجد مرتاحاً و(علكيفه).
فقال: البطاطا المسلوقة تنفع القروح في الأمعاء والمعدة..
صحت: جيد يا جد هذه معلومة رائعة.
فقال الجد في نشوة: البطاط يا ولد مدرة للبول، مفتتة للحصى، ملطفة للأمعاء الغليظة والقالون.
قلت: وبعد يا جد؟
قال: وتهدئ الأعصاب، وتعالج البثور الملتهبة في الوجه والجسم. وعصير البطاطا يعالج حروق الجلد، وضربة الشمس ويزيل المغص والنفخة.
قلت: وبعد يا جد؟
قال: لا شيء... التفت فلم أجده.