لما ولدت زينب (عليها السلام) جاءت بها أمها الزهراء (عليها السلام) الى أبيها أمير المؤمنين (عليه السلام) و قالت سم هذه المولودة فقال ما كنت لأ سبق
رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) -و كان في سفر له-و لما جاء النبي (صلى الله عليه وآله) و سأله علي «عليه السلام» عن اسمها فقال ما كنت لأ سبق ربي تعالى، فهبط جبرئيل يقرأ على النبي السّلام من اللّه الجليل و قال له سم هذه المولودة زينب فقد اختار اللّه تعالى لها هذا الإسم، و يقال لها زينب الكبرى للفرق بينها و بين من سميت باسمها من أخواتها، و كنيت بكنيتها كما أنها تلقب بالصديقة الصغرى للفرق بينها و بين أمها الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء «عليها السلام» و تلقب بالعقيلة و عقيلة بني هاشم و عقيلة الطالبيين-و العقيلة هي المرأة الكريمة على قومها العزيزة في بيتها و زينب فوق ذلك-و بالموثقة و العارفة، و العالمة غير المعلمة، و الفاضلة، و الكاملة، و عابدة آل علي و غير ذلك من الصفات الحميدة و النعوت الحسنة، و هي أول بنت ولدت لفاطمة صلوات اللّه عليها في أشهر الأقوال، و مما يدلنا على أنها أكبر بنات فاطمة عليها السلام أن الرواة في أيام الإضطهاد كانوا إذا أرادوا الرواية عن علي «عليه السلام» يقول الرجل منهم هذه الرواية عن أبي زينب كما نقل ذلك ابن ابي الحديد في شرح النهج، و انما كنوا أمير المؤمنين «عليها السلام» بهذه الكنية لان زينب «عليها السلام» كانت الأكبر من ولده بعد الحسنين «عليه السلام» و لم يكن يعرف بهذه الكنية عند أعدائه.
كانت ولادة هذه الميمونة الطاهرة (زينب عليهاالسّلام) في الخامس من شهر جمادى الأولى في السنة الخامسة او السادسة للهجرة على ما حققه بعض الا فاضل و قيل في شعبان في السنة السادسة للهجرة، و قيل في السنة الرابعة، و قيل في أواخر شهر رمضان في السنة التاسعة للهجرة و هذا القول باطل لا يمكن القول بصحته لان فاطمة «عليها السلام» توفيت بعد والدها في السنة العاشرة او الحادية عشرة للهجرة على اختلاف الروايات فاذا كانت ولادة زينب في السنة التاسعة و هي كبرى بناتها فمتى كانت ولادة ام كلثوم و متى حملت بالمحسن و أسقطته لستة أشهر، لأن المدة الباقية من ولادة زينب على هذا القول الى حين وفاة أمها غير كافية، و الذي يترجح عندنا هو أن ولادة زينب كانت في الخامسة من الهجرة و ذلك حسب الترتيب الوارد في اولاد الزهراء «ع» أضف الى ذلك ان الخبر المروى في البحار عن العلل في باب معاشرة فاطمة مع علي عليهما السّلام جاء فيه (حملت الحسن على عاتقها الايمن و الحسين على عاتقها الايسر و اخذت بيد ام كلثوم اليسرى بيدها اليمنى ثم تحولت الى حجرة أبيها (صلى الله عليه وآله) و أم كلثوم هذه ان كانت هي زينب «عليها السلام» فذلك دليل على انها كانت كبيرة، و ان كانت اختها فذاك دليل على ان امها (عليها السلام) تركت زينب لتنوب منابها في الشؤون المنزلية فهي كانت كبيرة اذن، و قد روى صاحب ناسخ التواريخ في كتابه (ان زينب اقبلت عند وفاة امها و هى تجر رداءها و تنادي يا أبتاه يا رسول اللّه الآن عرفنا الحرمان من النظر اليك (و روى) هذه الرواية صاحب البحار عن الروضة بهذا اللفظ (و خرجت ام كلثوم و عليها برقعة تجر ذيلها متجلببة برداء عليها تسحبهما و هى تقول يا أبتاه يا رسول اللّه الآن حقا فقد ناك فقدا لا لقاء بعده أبدا) و أم كلثوم هذه هي زينب (عليها السلام) من غير شك كما صرح باسمها في رواية صاحب الناسخ و لكونها اكبر بنات فاطمة عليهاالسّلام، و هذا دليل واضح على انها كانت عند وفاة امها في السادسة أو السابعة من عمرها، و لهذا الخبر نظائر و مؤيدات منها ما نقله في الطراز......
و حدّث يحيى المازني قال كنت في جوار أمير المؤمنين (عليه السلام) في المدينة مدة مديدة و بالقرب من البيت الذي تسكنه زينب ابنته فلا و اللّه ما رأيت لها شخصا و لا سمعت لها صوتا، و كانت اذا ارادت الخروج لزيارة جدها رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) تخرج ليلا و الحسن عن يمينها و الحسين عن شمالها و أمير المؤمنين أمامها فاذا قربت من القبر الشريف سبقها أمير المؤمنين (عليه السلام) فأخمد ضوء القناديل فسأله الحسن مرة عن ذلك فقال أخشى أن ينظر أحد الى شخص اختك زينب (و ورد)
(و جاء) في بعض الاخبار أن الإمام الحسين (عليها السلام) كان اذا زارته زينب يقوم اجلالا لها و كان يجلسها في مكانه، و لعمري ان هذه منزلة عظيمة لزينب لدى أخيها الحسين (عليه السلام) كما انها كانت أمينة أبيها على الهدايا الآلهية، ففي حديث مقتل امير المؤمنين (عليه السلام) الذي نقله المجلسي (ره) في تاسع البحار نادى الحسن اخته زينب أم كلثوم هلمي بحنوطجدي رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) فبادرت زينب (عليها السلام) مسرعة حتى أتته به فلما فتحته فاحت الدار و جميع الكوفة و شوارعها لشدة رائحة ذلك الطيب.
المصدر:
رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) -و كان في سفر له-و لما جاء النبي (صلى الله عليه وآله) و سأله علي «عليه السلام» عن اسمها فقال ما كنت لأ سبق ربي تعالى، فهبط جبرئيل يقرأ على النبي السّلام من اللّه الجليل و قال له سم هذه المولودة زينب فقد اختار اللّه تعالى لها هذا الإسم، و يقال لها زينب الكبرى للفرق بينها و بين من سميت باسمها من أخواتها، و كنيت بكنيتها كما أنها تلقب بالصديقة الصغرى للفرق بينها و بين أمها الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء «عليها السلام» و تلقب بالعقيلة و عقيلة بني هاشم و عقيلة الطالبيين-و العقيلة هي المرأة الكريمة على قومها العزيزة في بيتها و زينب فوق ذلك-و بالموثقة و العارفة، و العالمة غير المعلمة، و الفاضلة، و الكاملة، و عابدة آل علي و غير ذلك من الصفات الحميدة و النعوت الحسنة، و هي أول بنت ولدت لفاطمة صلوات اللّه عليها في أشهر الأقوال، و مما يدلنا على أنها أكبر بنات فاطمة عليها السلام أن الرواة في أيام الإضطهاد كانوا إذا أرادوا الرواية عن علي «عليه السلام» يقول الرجل منهم هذه الرواية عن أبي زينب كما نقل ذلك ابن ابي الحديد في شرح النهج، و انما كنوا أمير المؤمنين «عليها السلام» بهذه الكنية لان زينب «عليها السلام» كانت الأكبر من ولده بعد الحسنين «عليه السلام» و لم يكن يعرف بهذه الكنية عند أعدائه.
كانت ولادة هذه الميمونة الطاهرة (زينب عليهاالسّلام) في الخامس من شهر جمادى الأولى في السنة الخامسة او السادسة للهجرة على ما حققه بعض الا فاضل و قيل في شعبان في السنة السادسة للهجرة، و قيل في السنة الرابعة، و قيل في أواخر شهر رمضان في السنة التاسعة للهجرة و هذا القول باطل لا يمكن القول بصحته لان فاطمة «عليها السلام» توفيت بعد والدها في السنة العاشرة او الحادية عشرة للهجرة على اختلاف الروايات فاذا كانت ولادة زينب في السنة التاسعة و هي كبرى بناتها فمتى كانت ولادة ام كلثوم و متى حملت بالمحسن و أسقطته لستة أشهر، لأن المدة الباقية من ولادة زينب على هذا القول الى حين وفاة أمها غير كافية، و الذي يترجح عندنا هو أن ولادة زينب كانت في الخامسة من الهجرة و ذلك حسب الترتيب الوارد في اولاد الزهراء «ع» أضف الى ذلك ان الخبر المروى في البحار عن العلل في باب معاشرة فاطمة مع علي عليهما السّلام جاء فيه (حملت الحسن على عاتقها الايمن و الحسين على عاتقها الايسر و اخذت بيد ام كلثوم اليسرى بيدها اليمنى ثم تحولت الى حجرة أبيها (صلى الله عليه وآله) و أم كلثوم هذه ان كانت هي زينب «عليها السلام» فذلك دليل على انها كانت كبيرة، و ان كانت اختها فذاك دليل على ان امها (عليها السلام) تركت زينب لتنوب منابها في الشؤون المنزلية فهي كانت كبيرة اذن، و قد روى صاحب ناسخ التواريخ في كتابه (ان زينب اقبلت عند وفاة امها و هى تجر رداءها و تنادي يا أبتاه يا رسول اللّه الآن عرفنا الحرمان من النظر اليك (و روى) هذه الرواية صاحب البحار عن الروضة بهذا اللفظ (و خرجت ام كلثوم و عليها برقعة تجر ذيلها متجلببة برداء عليها تسحبهما و هى تقول يا أبتاه يا رسول اللّه الآن حقا فقد ناك فقدا لا لقاء بعده أبدا) و أم كلثوم هذه هي زينب (عليها السلام) من غير شك كما صرح باسمها في رواية صاحب الناسخ و لكونها اكبر بنات فاطمة عليهاالسّلام، و هذا دليل واضح على انها كانت عند وفاة امها في السادسة أو السابعة من عمرها، و لهذا الخبر نظائر و مؤيدات منها ما نقله في الطراز......
و حدّث يحيى المازني قال كنت في جوار أمير المؤمنين (عليه السلام) في المدينة مدة مديدة و بالقرب من البيت الذي تسكنه زينب ابنته فلا و اللّه ما رأيت لها شخصا و لا سمعت لها صوتا، و كانت اذا ارادت الخروج لزيارة جدها رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) تخرج ليلا و الحسن عن يمينها و الحسين عن شمالها و أمير المؤمنين أمامها فاذا قربت من القبر الشريف سبقها أمير المؤمنين (عليه السلام) فأخمد ضوء القناديل فسأله الحسن مرة عن ذلك فقال أخشى أن ينظر أحد الى شخص اختك زينب (و ورد)
(و جاء) في بعض الاخبار أن الإمام الحسين (عليها السلام) كان اذا زارته زينب يقوم اجلالا لها و كان يجلسها في مكانه، و لعمري ان هذه منزلة عظيمة لزينب لدى أخيها الحسين (عليه السلام) كما انها كانت أمينة أبيها على الهدايا الآلهية، ففي حديث مقتل امير المؤمنين (عليه السلام) الذي نقله المجلسي (ره) في تاسع البحار نادى الحسن اخته زينب أم كلثوم هلمي بحنوطجدي رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) فبادرت زينب (عليها السلام) مسرعة حتى أتته به فلما فتحته فاحت الدار و جميع الكوفة و شوارعها لشدة رائحة ذلك الطيب.
المصدر:
كتاب السيدة زينب الكبرى عليها السلام: للشيخ جعفرالنقدي، ج1
تعليق