بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
♦️فاسعوا رحمكم الله على أن يجري ذكر الله سبحانه والدار الآخرة من قلوبكم مجرى الدم في عروقكم، حتى تكون أبصار قلوبكم شاخصة إليه وأعناقكم ممدودة إلى لقائه، فإنكم معه وفي محضره في جميع أحوالكم، سائرون إلى لقائه بكل خطوة تخطونها ولحظة تمضونها.
♦️وليكن مثل أحدكم تجاهه سبحانه مثل من عاش مع غيره في مكان واحد، يلتفت إلى حضوره في جميع أحواله ويأنس به في مجموع أوقاته، ويتجنب أن يرتكب في محضره أي تصرف غير لائق.
♦️كما ينبغي أن يكون شعوركم تجاه الموت وعوالمه شعور من كان على موعد لأمر خطير، فهو يترقب حلوله ويتأهب لقدومه، ويشعر بدقائق الساعة حتى كأنها أجراس تدق في مسامعه تؤذنه بقرب الموعد ودخول المورد.
♦️ولعمري إن أمر هذه الحياة كذلك، فإن لحظاتها معدودة وثوانيها محسوبة، وإن انقضاء أوقاتها وتطور أحوالها لهو أجراس في مسامع النابهين وأذان لإيقاظ الغافلين، قال عزَّ من قائل: [وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا].
✍🏻: السيد محمد باقر السيستاني.