تويت
هل تعلمين يا أمي
اليوم شاهدت امرأة تصرخ بأن فستان زفاف ابنتها جاهز، عرسها بعد عدة أيام، ولكنها ذهبت العروس للجنة،
هل تعلمين أيضا هُناك امرأة تصرخ بأن أطفالها ماتوا جوعًا ثم قصفًا، تساءلت كيف تبدو قلة حيلتها فالتخيل شعر بالخجل من الخوض في هذا المجال..
اليوم يا أمي رأيت فتاة صغيرة جسدها مُعلق وعنقها عالق في سقف المبنى، أوه يا أمي آسفة على هذا الألم والمناظر التي تفطر القلب..
يا أمي هناك رجل ودع أبناءه الثلاثة ووعدهم بأن يكون اللقاء قريبا، باتت الحياة تخنقهم يا أمي بعد رحيل الأحبة..
نسيت بأن أخبركِ بأن هُنالك طفلًا صغيرًا كان يبكي لأن عمه رحل مع ابنه وبقى هو عالق في الدنيا.
يا أمي الأحداث كثيرة وتحتاج مُجلدات من الشرح، مُجلدات من الألم، دموعي يا أمي لم تعد كافية..
أحتاج أن أشارك أحدهم وجعي لكل ما يحدث، قد تقولين العالم يعلم بكل ما يحدث، ولكني يا أمي أحترق أرغب بأن أتقيأ كل هذه المناظر العالقة قي ذهني، أريد أن يسألني أحدهم ما بكِ ملامحك شاحبة وتتنفسين بشكل سريع!
أود أن يسمحوا لي بالبكاء يا أمي ويقولون لي انفجري فروحي باتت تحمل الكثير من الجنازات المجهولة..
يُعاتبوننا يا أمي على البكاء ويقولون كيف تبكوا إنهم شهداء؟
صدقيني أنا أعلم ذلك ولكنهُ القلب يا أمي فقد حزن النبي لفراق بعض أصاحبه، فمابالك بنا.!
عدت إلى وعيي ونظرت إلى أمي كانت تُناديني وأنا سارحة أبلل قهري في نهر من الدموع: كيف أخبرك يا أمي عن كُل هذا الدمار وأنت تحملين الضغط والسكر، لم أعد أحتمل خسارات صدقيني يا أمي لم أعد احتمل.
رزنه صالح