كان الحاج عدنان احد الاغنياء المعروفين في العراق في السبعينيات من القرن المنصرم، قد خصص إحدى مخازن شركته الكبيرة، ليجعلها خزينة، يجمع فيها امواله، ومقتنياته من ذهب وفضة. وقد اختار هذه الغرفة، لكونها منزوية بعيدة عن الانظار، ولا يصل لها العمال الا بأمره..
يروي لنا احد العمال الحكاية، وهو احد شهودها المقربين، فيقول: كان الحاج عدنان، تاجرا طماعا جشعا، لا يتورع عن الحرام، وكان ظالما، قاسي القلب، تعرّض ذات يوم احد عمال الشركة الى حادث، أودى بحياته.. لم يسأل حينها الحاج، الا عن الاضرار التي سببها الحادث، ولم يعد حياة العامل من الاضرار.. ولم يذكر عائلة المرحوم بشيء، رغم وجود استحقاقات مالية له بذمة الشركة. وحين تقدمت زوجته (أم اليتامى) تطلب مساعدته، طردها امام العمال، واخذ يسخر منها، فقد اعتبرها جاءت تطلب راتبا تقاعديا، كتعويض عن حياته، واعترض على من قدم لها المساعدة من العمال قائلا: تلك امور تحريضية ضد الشركة!!
شعرت حينها المسكينة بالخيبة والظلم، رفعت يدها لله تعالى باكية شاكية جشع عدنان: (يا الله انت ولي المظلومين فانصفني).. بعد تلك الحادثة اختفى الحاج عدنان كليا عن الانظار، ولم نعد نراه حتى انكشف الامر، حيث تبين ان الحاج دخل الى غرفة الخزينة ليعد امواله، ويتمتع برؤية الذهب والفضة، وحين اراد الخروج، فتح الباب فلم تنفتح، حاول معها حتى يئس، فالباب مقفلة من الداخل، ولا تفتح الا من خارج الغرفة...
صرخ مستنجدا العمال، يطرق الباب والجدران.. يصرخ.. يستغيث.. ولا من مجيب. بقى على هذه الحال لعدة ايام، حتى احس بالموت، حينها جرح يده، وخط بدمه عبارة على الحائط: (من يأخذ مني كل ما املك، ليعطيني كسرة خبز، وشربة ماء... أكيد انها حوبة الفقراء).