إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كَيْفَ يَضِيعُ مَنِ اَللَّهُ كَافِلُهُ

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كَيْفَ يَضِيعُ مَنِ اَللَّهُ كَافِلُهُ

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد




    الانسان كائن ضعيف عندما يعيش في حالة الهم والتعب وسوداوية مشهد الحياة عندما يعيش في معتركها وهمومها ومشاكلها وتصبح هذه الحياة لديه عنوان للضغوطات الكثيرة مما يؤدي الى اليأس وتمني الموت في كثير من لحظات عمره بسبب التعب الذي أضناه ويفقد الامل ولا يتأمل الخلاص بل ينتظر وقوع الموت بل يصل الى حالة البحث عن الانتحار، خصوصا اذا كان إلحاديا لا يؤمن بوجود الله لقوله تعالى: ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ۚ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ[1]، ويعتبر أن الطبيعة هي المؤثر الحقيقي، وأن دوره قد انتهى في هذه الحياة ولا يؤمن بالبرزخ لقوله تعالى: ﴿.. كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ[2] ، والمعاد والحساب والجنة لقوله تعالى: ﴿ أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [3] ، والنار لقوله تعالى: ﴿ وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ[4]، بما معناه أنه لا يؤمن بالعود مجددا في صورة مثالية وظروف افضل لا عمل ولا شقاء فيها.
    اما نحن المسلمون فنؤمن بأننا في دار امتحان وبلاء وممر لحياة اخرى على خلاف من يعتبرها المقر ولهذا يقول الباري عز وجل في الكتاب العزيز: ﴿
    أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ[5] .
    ونؤمن بأن الإنسان عند بلوغه مكلف بقوانين وتشريعات إلهية تحفظ له مكانه في الحياة الأخرى الأبدية فيكون حسابه على ما قدمه في الحياة الدنيا لقوله تعالى: ﴿
    وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا[6].
    وقد حرّم الباري عز وجل الانتحار على الانسان، فعليه أن ينظر الى الله عز وجل بأنه رحيم بصير بالعباد رؤوف رحيم فما من عسر إلّا ويصاحبه يسر لقوله تعالى: ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا
    [7] ، فيكون الصبر هو العلاج.
    فليست الأمور المادية هي اهم الاهتمامات من قبيل المال والجاه والمنزلة والمنصب وقيادة الناس بالباطل خدمة لأغراضه الشخصية وهناك من يعتقد ان الخير كل الخير فيها ولكن في الحقيقة هذا ضياع ومتاهات في أمور زائلة منتهية.
    اما المؤمن فلا يشعر بالضياع كما ورد في هذا الحديث قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حُمْدُونٍ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى (عَلَيْهِ السَّلاَمُ): ((كَيْفَ يَضِيعُ مَنِ اَللَّهُ كَافِلُهُ؟ وَكَيْفَ يَنْجُو مَنِ اَللَّهُ طَالِبُهُ؟ وَمَنِ اِنْقَطَعَ إِلَى غَيْرِ اَللَّهِ وَكَلَهُ اَللَّهُ إِلَيْهِ، وَمَنْ عَمِلَ عَلَى غَيْرِ عِلْمٍ [مَا] أَفْسَدَ أَكْثَرُ مِمَّا يُصْلِحُ
    ))[8].
    فمن اعتقد باعتقاد راسخ أن الكون برعاية الله الحكيم القدير لا يفكر بالضياع بل هو يعيش في عين الله ورعايته وكفالته.

    [1] سورة النمل، الآية:14.
    [2] سورة المؤمنون، الآية:100.
    [3] سورة التوبة، الآية:89.
    [4] سورة آل عمران، الآية:131.
    [5] سورة المؤمنون، الآية: 115.
    [6] سورة الكهف، الآية: 49.
    [7] سورة الشرح، الآية: 5.
    [8] کشف الغمة في معرفة الأئمة، ج 2، ص 368.

    التعديل الأخير تم بواسطة الاشتر; الساعة 22-11-2023, 11:52 PM.

  • #2
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين
    ​​​​​​​​​​​​​​​​​​​

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X