إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أملات في كتاب المصابيح / سماحة السيد احمد الصافي) 28

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أملات في كتاب المصابيح / سماحة السيد احمد الصافي) 28



    أملات في كتاب المصابيح / سماحة السيد احمد الصافي) 28



    علي حسين الخباز






    أعتمد كتاب المصابيح لسماحة السيد أحمد الصافي على تفعيل مفردات الصحيفة السجادية لخلق التأثير المقوم لسلوك الفرد والمجتمع بما تمتلك الصحيفة من فكر قادر على تحقيق عملية بناء اجتماعي إسلامي متوازن، وهذا هو الجذر المكون لمرتكزات نشر الأدعية والسعي لتصديرها إلى الوعي المجتمعي بعد انهيار منظومة الأخلاق لمجتمع قَتَلَ سيد الشهداء الحسين عليه السلام

    ويصلح لبناء المجتمع الإنساني في كل جيل، يؤثر على دعم الانتماء الروحي للهوية الإسلامية الصحيحة

    فنجده قدم بعض المفردات الدقيقة التي رسمت ديمومة الدعاء رغم وجود المؤثرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مثل (نزغات) لتنفتح من خلالها على إمكانيات الشيطان مثل الكيد ـــ المكائد ـــ المصائد والشباك التي يرمي بها بشتى الوسائل، حضور التفسير والشرح والتبسيط يجعلنا نصل إلى فكرة أن كل جيل يأخذ ما يناسبه ويتواءم مع تفكيره، ويعرفنا بطاقة الأدعية المعنوية والنفسية، ومعرفة وسائل الشيطان

    الشيطان يمتلك سبل متنوعة لاختراق الإنسان والتأثير عليه عبر الوسوسة والإغراء والدخول إلى تفكير الإنسان وحياته اليومية، بدقائق أموره فكان السعي لإدخال هذه الأدعية من جوانب وظيفية، توعية وخلق جواذب معرفية وأخلاقية أمام هذه الإغراءات الشيطانية

    هناك حصون مكن الله البشر لامتلاكها مثل العقل والبصيرة، فنجد أن الأئمة عليهم السلام يطلبون رأي من يحمل لهم مسألة ويطالب باستجابات العقل

    يرى علماء النفس أن الشيطان حقيقة كامنة فاللاشعور الإنساني يحول ما يهبه الله للإنسان إلى أوهام وهواجس مريضة تسهل عليه افتراس الإنسان مثل الحسد الذي هو واجهة من واجهات الظلم، حتى يصل الأمر إلى أن يؤثث الشيطان الرغبات الإنسانية ليصدرها إلى الخارج للنيل ممن هو أجدر وأكثر استقامة ويستفحل الشر ليفسر الإنسان صبر الله على البشر بالرضى، وعدم الانتقام من أهل الشر بالقبول، يرى سماحة السيد الصافي ان التعامل بهذه القناعات النفسية التي ليس لها حظ من الواقع، إنما هي تسويلات إبليس، والاسقاطات النفسية التي تعرف بمفهوم القصور الإدراكي، والذي من طبيعته أن يرى كل غنى وثراء هو قبول إلهي بينما هناك عملية اختبار إلهي وعملية استدراج، وبهذا يصبح الإنسان بعيدا عن وعيه الوجداني، ويبعد عن يقظته فيسقط في شراك الغفلة

    القضية تحتاج إلى وعي وإلى استعداد دائم لتحصين كل المنافذ النفسية التي يدخل منها الشيطان بوساوسه المريرة، لهذا نحتاج الإيمان دائما والتقرب لله سبحانه وهي محاور التحصين الروحي

    وللشيطان مغريات تكسر حواجز هذا التحصين، تشخيص الإمام عليه السلام (اللهم إنا نعوذ بك ومن الثقة بأمانيه)، فتلك الأماني قادرة على تضليل الإنسان وتنمي قابلية الوسواس والهلع والتوتر والرعب والتشاؤم ويساهم في تفاقم هذه الأعراض ومنها ما شخصه الإمام عليه السلام، (أياك والاتكال على الأماني فأنها بضائع النوكي) أي الحمقى الذين يستجيبون بسهولة لتغيير معظم المفاهيم ليجعل لهم الكثير من المبررات على ارتكاب كل انحراف مثل الرشوة والسرقة

    ويحمل الأفعال السيئة تبريرات تجمل الفعل الشيطاني

    سماحة السيد الصافي يصف الشيطان بأنه قاطع طريق، والإنسان أما أن يكون معه أو عليه، حتى يصل بعض أنصار الشيطان من الناس درجة الشيطنة، ليكون أسوء من إبليس نفسه، لهذا يصفهم بأنهم شياطين الإنس، ويعد الإنسان الذي يتقمص لباس الشيطان بالويل يرتكب المحرمات ويكون مجلبة لكل سوء، ولكل عار ولكل مثلبة ولكل شر، الله سبحانه تعالى جعل للإنسان حماية

    في سورة النساء 76 يبين قوة الشيطان الحقيقية عندما يصل لساحة المؤمن ﴿إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا﴾ القوة التحصينية للإنسان هي الإيمان والحماية تحتاج إلى تسليح كامل من الورع والعلم والاتكال على الله.

    أشار البحث إلى بعض النقاط المهمة في جوهر التحريم الالهي

    أولا.. إن كل حرمة حرمها الله جعل مقابلها أبوابا من أبواب الحلال

    ثانيا.. إن الله سبحانه تعالى لم يحرم الأشياء تضيقا للعباد، وأن قضية التحريم هي تهذيب للنفوس

    ثالثا.. حرم الأشياء لمصلحة، وأن الله سبحانه لا يحرم شيئا إلا لحكمة.

    سعى سماحة السيد ببحثه في الصحيفة السجادية للتنقيب عن القضايا المهمة في تكونها الفكري والمعنوي، ولا بد من تسليط الضوء على فكرة

    يقول عنها الإمام السجاد عليه السلام (وَأَنْ يُطْمِعَ نَفْسَهُ فِي إضْلاَلِنَا عَنْ طَاعَتِكَ وَامْتِهَانِنَا بِمَعْصِيَتِكَ) يخلق ما يمكنه من الاغواء، والسبب الأهم هو أن يمكن الإنسان شيطانه منه، ومن أمثلته موظف لا يرتشي وهو مؤمن بما يفعل ومصمم على إطاعة الله يغلق الباب على جميع المحاولات، وآخر لا يرتشي لكنه يتراخى في المنع ويترك الأمر للمزايدة فيكون مكانا للطمع منه يستحكم عليه الشيطان ومن غير المعلوم أنه سيتوفق مثل هذا الإنسان ليكسر هذه القيود، لهذا يستعين الإمام عليه




    السلام بالله من أن يطمع الشيطان نفسه في إضلالنا عبر التسويف والمغريات وعدم الردع، وينمو التسويل في ضمائر الأشياء، وتسوف التوبة، ومن هذا التسويف أن تنظر بعض العوائل على أن الشباب لهم حق التمتع بشبابهم لكونهم لم يروا شيئا في حياتهم بعد، وهذا التسويف هو تحدي لله تعالى وهذه بعض الأمثلة التي تجعل الشيطان يطمع نفسه فينا وهو يبحث عن طريدته، ويقول الإمام عليه السلام نعوذ بالله سبحانه أن نكون نحن قد مهدنا الطريق وجعلناه يطمع في إضلالنا عن طاعة الله سبحانه.



    علي حسين الخباز

  • #2
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X