تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد
حسب طبيعة العقل البشري يحتاج الى المساعدة في امور عقيدته، ويحتاج الى من يرشده الى الطريق الصحيح الذي يجب ان يسلكه، يحتاج الى من يدله على الصراط المستقيم المنجي له من هلكات يوم القيامة.
فالإنسان بما انه هو محض احتياج؛ فيبحث عما يساعده وهذا لا يمكن ان يكون كيف ما كان إنما يجب ان يكون مساعدا قريبا من اللطف الالهي محمودا مقبولا عند الله عز وجل، وايضا يكون اسوة وقدوة حسنة لمن اراد ان يقتدي وهذه الشروط التي هي نتيجة لاصطفاء إلهي، يفرح الانسان ويلتزم بنهج مثل هؤلاء وطريقهم ويكونون له هداة ومعلمين لطريق الخير.
الاختيار الالهي ليس عبثيا ولا لهويا إنما هو اختيار مبني على محض الاستعداد لكي يكون هذا المختار قدوة لبقية الناس ومثالا للطاعة الحق لله عز وجل والاداء المثالي في توصيل ما اراد الله عز وجل الى العباد فوجدنا هذا في الانبياء وبالدرجة الأولى خاتمهم الرسول الاكرم وفي ابن عمه وفي بنته وفي ذريتهم صلوات الله عليهم أجمعين، فهؤلاء هم الهداة الى الله هم سبل الى الله هم سفينة النجاة هم طرق الوصول اليه سبحانه وتعالى، فيجب على كل من عرف ذلك واحبهم عليه ايضا أن يعرف سيرتهم ويقرا فيها ويعمل على اساس ما عملوا وما التزموا به وما ارادوا للخلق ان يكون عليه من نهجهم فقد روي عن رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : ((إنَّ شِيعَتَنا مَن شَيَّعَنا واتَّبَعَ آثارَنا واقتَدى بِأعمالِنا))[1].
فلما يلتزم العبد بهذا الطريق ويعرف سيرتهم عند ذاك سيبحث عن المناسبات المتعلقة بهذه السيرة مناسبات الولادات والشهادات والوفيات فلما تأتي مثل هذه المناسبات يكون من اهلها ففي حديث مروي عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): ((إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى اطَّلَعَ إِلَى الْأَرْضِ فَاخْتَارَنَا واخْتَارَ لَنَا شِيعَةً يَنْصُرُونَنَا، ويَفْرَحُونَ لِفَرَحِنَا، ويَحْزَنُونَ لِحُزْنِنَا، ويَبْذُلُونَ أَمْوَالَهُمْ وأَنْفُسَهُمْ فِينَا، أُولَئِكَ مِنَّا وإِلَيْنَا))[2].
فالسائر بهذا الخط والملتزم بهذا النهج ينتظر الايام التي تختص بهم ويحييها بالأحياء المناسب، وايضا باعتبار أن الرسول صلى الله عليه واله قال كما ذكر الله عز وجل في كتابه العزيز: ﴿.. قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى..﴾[3].
تستدعي أننا نهتم بهذه المناسبات ونحييها وفي هذه الايام نحن في ذكرى شهادة السيدة الزهراء سلام الله عليها حسب الرواية الوسطى لأن الروايات انقسمت الى ثلاثة ايام يوم بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه واله ب 40 يوما والرواية الثانية بعد 75 يوما بعد الوفاة والرواية الثالثة بعد 95 يوما، هذه أشهر الروايات وإلا هناك روايات أكثر من ذلك لكن أشهرها هذه الروايات واقربها الى الصحة هذه الرواية الوسطى الثانية.
السيدة الزهراء سلام الله عليها التي هي بضعة رسول الله وام ابيها، التي يفرح الله عز وجل لفرحها ويغضب لغضبها.
وذكرى شهادتها في مثل هذه الايام بعد تلك المظلومية العظيمة التي جرت عليها من قبل الثاني في ايام الاول وقد جاء بجماعة بغيضة هجمت على الزهراء سلام الله عليها في دارها وضرب الباب على صدرها وكسر ضلعها وأسقط جنينها واحرق باب الدار فهذه مظلمة عظيمة تحتاج الى اننا نحييها ونأتي الى ذكرها بقلوب حرى ونشارك بها صاحب هذه المصيبة ألا وهو الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف فنقدم له العزاء ونرفع شعار الحزن وشعار الثأر لمولاتنا الزهراء سلام الله عليها. فسلام الله عليها يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حية إن شاء الله.
__________________________________
[1] بحار الانوار، ج 8، ص 353.
[2] الخصال، ج 2، ص 636.
[3] سورة الشورى، الآية: 23.
تعليق