بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
من أهمّ المواقع للعمل المدرّس، لعلّ المدرّس يكون نتاجه أكثر من رجل الدّين في كثير من الموارد، هذا المدرّس الذي يدرّس مرحلة ابتدائيّة أو مرحلة متوسطة أو مرحلة ثانويّة موقعه في العمل وموقعه مثلاً في التغيير في بعض الحالات أهمّ من موقع رجل الدّين، الآن أنا المدرّس أدرّس مادة رياضيات أو أدرّس مادة فيزياء مثلاً أنا أقدر ولو مرتين في الأسبوع خمس دقائق من تدريسي «خمس دقائق من الحصّة» أقتنص خمس دقائق من حصتي وأتكلم في بعض النصائح لهؤلاء الأولاد، لهذا الجيل، صح لو لا؟! صحيح أنا مدرّس رياضيات، صحيح أنا مدرّس فيزياء، ولكن أنا اقدر أقتنص خمس دقائق مرتين في الأسبوع أو ثلاث مرات في الأسبوع من آخر الحصّة أجيب قصّة من خلال القصّة أعبر لنصيحةٍ من النصائح أو أطرح موضوعًا على الأولاد خصوصًا إذا كانوا في المرحلة مرحلة المتوسطة أو مرحلة الثانويّة التي هي مرحلة بداية التفكير وبداية النضج، أطرح عليهم بعض الأسئلة: هذه المسألة ماذا تقولون فيها؟! هذا المرض ماذا تقولوا فيه؟! هذه المشكلة الاجتماعيّة ماذا تقولون فيها؟! أحرّك عقولهم، أحاول أن أوصل لهم النصائح والتوجيهات عبر القصّة، عبر السؤال، عبر الحوار، خمس دقائق يستغلها المدرّس ثلاث مرّات في الأسبوع ستبني جيلاً صالحًا، ستبني جيلاً متفهمًا متعلمًا، خمس دقائق يمارسها هذا المدرّس ثلاث مرّات في الأسبوع ستنقذ اثنين ثلاثة، ليس من اللازم أنت تنقذ الفصل كله لكن ستنقذ اثنين ثلاثة، المدرّس إذا التفت أنّ في الفصل تلميذًا ذكيًا، تلميذًا مفكّرًا لماذا لا يستغلّ هذا؟! هذا التلميذ يقوّي علاقته معه، يسأله عن شؤون المجتمع، يطرح عليه قضايا المجتمع إلى أن يهدي هذا التلميذ إلى ما هو الأفضل، ”لئن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خيرٌ لك ممّا طلعت عليه الشمس“، موقع المدرّس جدًا موقع مهم، أنت لن تدخل في أمور من هاهنا وهاهنا أنت ستوجّه نصائح اجتماعيّة، توجيهات اجتماعيّة ليست إلا، موقع المدرّس جدًا موقع مهم.
موقع الشباب،الآن الشاب الذي يأتي المسجد، أنا آتي المسجد وأصلي وأطلع وهكذا.. ويوجد شاب لا، يأتي المسجد وعنده حالة من الشهادة والرقابة على المسجد «من يأتي؟ من لا يأتي؟ هذا ما هي مفاهيمه؟ ذاك ما هي مفاهيمه؟».. الشاب الذي يدخل مغمضًا عينيه ويخرج مغمضًا عينيه «سلامٌ عليكم» و«في أمان الله» ليس له شغلٌ بالآخرين، الشاب الذي يدخل فاتحًا عينيه يراقب الوجوه الموجودة في هذا المسجد هذا الشاب الذي عنده فتح العينين يمكن أن يخدم المجتمع في بعض المواقع أكثر من رجل الدّين، هذا الشّاب الذي يدخل المسجد يتعرّف على فلان، يخالط فلان، يسأل فلان عن مفاهيمه، خمس دقائق أنت تقف على باب المسجد أو تجلس بين الفريضتين أو تلتقي مع إخوانك خارج المأتم، هذه الخمس دقائق قد تغيّر رجلاً من الانحراف إلى الصلاح، هذه الخمس دقائق قد تنقل رجلاً من الضلالة إلى الهداية، أنت إذا حاولت أن تفتح عينيك وأن تقرأ الوجوه وأن تقرأ الأفكار الموجودة عند شباب هذا المسجد من خلال هذا الفتح «فتح العينين» ستستطيع أن تهدي رجلاً، تغيّر رجلاً، تنقذ رجلاً.
علينا بحالة التمركز وعدم الشتات والبعثرة، رجل الدّين إذا أراد أن يبدع عليه أن ينظّر، عليه أن يفكّر، عليه أن يتمركز، نحن الآن نعيش عصر العولمة، المفاهيم تغزونا من كل مكان قهرًا علينا، بمجرّد تفتح الشاشة أنت جاءت المفاهيم تخترق عقلك شئت أو أبيت، بمجرّد تفتح شاشة التلفزيون أتت المفاهيم على عقلك قهرًا عليك، مفاهيم اقتصاديّة ومفاهيم تربويّة ومفاهيم اجتماعيّة وأنت أمام زخم من المعلومات ماذا تصنع؟! وماذا تفعل؟! إذا لم يكن هناك عقلٌ ينظّر هذه المفاهيم التي تسمعها، ينظرها، يحدّدها، يشذرها، يهذبها، إذا لم يكن هناك عقلٌ ينظّر، عقل يفكّر، عقلٌ يبني وقته على التنظير والتفكير المفاهيم الإسلاميّة سوف تبقى معمّاة، سوف تبقى من دون حدود، سوف تبقى من دون وضوح، إذن مسؤوليّة رجل الدّين تنظير المفاهيم الإسلاميّة، و مسؤوليّة الجميع هي الهداية - هداية الآخرين - كلٌ من موقعه وكلٌ من نقطة عمله وكلٌ من نقطة مركزه الاجتماعي.
إذن التمركز حول النقاط هو الذي يؤدّي إلى الإبداع وهو الذي يؤدّي إلى العطاء، ﴿أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾ لا ألقى السمع وانتهينا! ألقى السمع بتركيز، ألقى السمع بحضور القلوب، كما ورد عن أمير المؤمنين سلام الله عليه: ”القلوب أوعية وخيرها أوعاها“، القلوب الحاضرة ”وخيرها أوعاها“، جعلنا الله من القلوب الواعية، جعلنا الله ممّن يلقي السمع وهو شهيدٌ.
اللهم صل على محمد وآل محمد
من أهمّ المواقع للعمل المدرّس، لعلّ المدرّس يكون نتاجه أكثر من رجل الدّين في كثير من الموارد، هذا المدرّس الذي يدرّس مرحلة ابتدائيّة أو مرحلة متوسطة أو مرحلة ثانويّة موقعه في العمل وموقعه مثلاً في التغيير في بعض الحالات أهمّ من موقع رجل الدّين، الآن أنا المدرّس أدرّس مادة رياضيات أو أدرّس مادة فيزياء مثلاً أنا أقدر ولو مرتين في الأسبوع خمس دقائق من تدريسي «خمس دقائق من الحصّة» أقتنص خمس دقائق من حصتي وأتكلم في بعض النصائح لهؤلاء الأولاد، لهذا الجيل، صح لو لا؟! صحيح أنا مدرّس رياضيات، صحيح أنا مدرّس فيزياء، ولكن أنا اقدر أقتنص خمس دقائق مرتين في الأسبوع أو ثلاث مرات في الأسبوع من آخر الحصّة أجيب قصّة من خلال القصّة أعبر لنصيحةٍ من النصائح أو أطرح موضوعًا على الأولاد خصوصًا إذا كانوا في المرحلة مرحلة المتوسطة أو مرحلة الثانويّة التي هي مرحلة بداية التفكير وبداية النضج، أطرح عليهم بعض الأسئلة: هذه المسألة ماذا تقولون فيها؟! هذا المرض ماذا تقولوا فيه؟! هذه المشكلة الاجتماعيّة ماذا تقولون فيها؟! أحرّك عقولهم، أحاول أن أوصل لهم النصائح والتوجيهات عبر القصّة، عبر السؤال، عبر الحوار، خمس دقائق يستغلها المدرّس ثلاث مرّات في الأسبوع ستبني جيلاً صالحًا، ستبني جيلاً متفهمًا متعلمًا، خمس دقائق يمارسها هذا المدرّس ثلاث مرّات في الأسبوع ستنقذ اثنين ثلاثة، ليس من اللازم أنت تنقذ الفصل كله لكن ستنقذ اثنين ثلاثة، المدرّس إذا التفت أنّ في الفصل تلميذًا ذكيًا، تلميذًا مفكّرًا لماذا لا يستغلّ هذا؟! هذا التلميذ يقوّي علاقته معه، يسأله عن شؤون المجتمع، يطرح عليه قضايا المجتمع إلى أن يهدي هذا التلميذ إلى ما هو الأفضل، ”لئن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خيرٌ لك ممّا طلعت عليه الشمس“، موقع المدرّس جدًا موقع مهم، أنت لن تدخل في أمور من هاهنا وهاهنا أنت ستوجّه نصائح اجتماعيّة، توجيهات اجتماعيّة ليست إلا، موقع المدرّس جدًا موقع مهم.
موقع الشباب،الآن الشاب الذي يأتي المسجد، أنا آتي المسجد وأصلي وأطلع وهكذا.. ويوجد شاب لا، يأتي المسجد وعنده حالة من الشهادة والرقابة على المسجد «من يأتي؟ من لا يأتي؟ هذا ما هي مفاهيمه؟ ذاك ما هي مفاهيمه؟».. الشاب الذي يدخل مغمضًا عينيه ويخرج مغمضًا عينيه «سلامٌ عليكم» و«في أمان الله» ليس له شغلٌ بالآخرين، الشاب الذي يدخل فاتحًا عينيه يراقب الوجوه الموجودة في هذا المسجد هذا الشاب الذي عنده فتح العينين يمكن أن يخدم المجتمع في بعض المواقع أكثر من رجل الدّين، هذا الشّاب الذي يدخل المسجد يتعرّف على فلان، يخالط فلان، يسأل فلان عن مفاهيمه، خمس دقائق أنت تقف على باب المسجد أو تجلس بين الفريضتين أو تلتقي مع إخوانك خارج المأتم، هذه الخمس دقائق قد تغيّر رجلاً من الانحراف إلى الصلاح، هذه الخمس دقائق قد تنقل رجلاً من الضلالة إلى الهداية، أنت إذا حاولت أن تفتح عينيك وأن تقرأ الوجوه وأن تقرأ الأفكار الموجودة عند شباب هذا المسجد من خلال هذا الفتح «فتح العينين» ستستطيع أن تهدي رجلاً، تغيّر رجلاً، تنقذ رجلاً.
علينا بحالة التمركز وعدم الشتات والبعثرة، رجل الدّين إذا أراد أن يبدع عليه أن ينظّر، عليه أن يفكّر، عليه أن يتمركز، نحن الآن نعيش عصر العولمة، المفاهيم تغزونا من كل مكان قهرًا علينا، بمجرّد تفتح الشاشة أنت جاءت المفاهيم تخترق عقلك شئت أو أبيت، بمجرّد تفتح شاشة التلفزيون أتت المفاهيم على عقلك قهرًا عليك، مفاهيم اقتصاديّة ومفاهيم تربويّة ومفاهيم اجتماعيّة وأنت أمام زخم من المعلومات ماذا تصنع؟! وماذا تفعل؟! إذا لم يكن هناك عقلٌ ينظّر هذه المفاهيم التي تسمعها، ينظرها، يحدّدها، يشذرها، يهذبها، إذا لم يكن هناك عقلٌ ينظّر، عقل يفكّر، عقلٌ يبني وقته على التنظير والتفكير المفاهيم الإسلاميّة سوف تبقى معمّاة، سوف تبقى من دون حدود، سوف تبقى من دون وضوح، إذن مسؤوليّة رجل الدّين تنظير المفاهيم الإسلاميّة، و مسؤوليّة الجميع هي الهداية - هداية الآخرين - كلٌ من موقعه وكلٌ من نقطة عمله وكلٌ من نقطة مركزه الاجتماعي.
إذن التمركز حول النقاط هو الذي يؤدّي إلى الإبداع وهو الذي يؤدّي إلى العطاء، ﴿أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾ لا ألقى السمع وانتهينا! ألقى السمع بتركيز، ألقى السمع بحضور القلوب، كما ورد عن أمير المؤمنين سلام الله عليه: ”القلوب أوعية وخيرها أوعاها“، القلوب الحاضرة ”وخيرها أوعاها“، جعلنا الله من القلوب الواعية، جعلنا الله ممّن يلقي السمع وهو شهيدٌ.