بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد
عندما يكره إنسان إنسانا آخر يضمر له العداوة ويعيش في حالة هم وغم، ويدخل عليه الحسد لهذا الشخص الذي يبغضه ويكرهه، وعندما تأتي المناسبة التي ينتظرها كفرصة لكي يظهر هذه العداوة خصوصا في الامور الحاسمة.
ومن اوضح الواضحات في هذا الامر هو كره وبغض عمر بن الخطاب لأمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام وتبعا لذلك للسيدة الزهراء سلام الله عليها، فعندما وقف تلك الوقفة في حالة وداع رسول الله صلى الله عليه واله لهذه الدنيا وعندما قال ائتوني بقلم ودواة لأكتب لكم لن تضلوا بعدي ابدا، قام عمر وهو العارف بأنّ هذا الكتاب سيكون بوصية رسول الله صلى الله عليه واله لأمير المؤمنين عليه السلام من بعده فنادى بأعلى صوته عند رسول الله صلى الله عليه واله وكان عمر حاضرا في بيت رسول الله في تلك اللحظة وقال حسبنا كتاب الله إنّ النبي ليهجر.
هذا توضيح وبيان للعداوة التي يضمرها في قلبه لأمير المؤمنين عليه السلام وكذلك للنبي صلى الله عليه واله، وترجم ايضا هذه العداوة عندما هجم على بيت السيدة الزهراء سلام الله عليها لأنّه اراد من علي ان يخرج كي يبايع ابا بكر، فهنا قام عمر ومن جاء معه بالاعتداء على سيدة نساء العالمين وهي في بيتها عندما هاجمها وضربها وعصر الباب عليها واحرق دارها فسلام الله عليها خاصمت عمر بن الخطاب واخذت بتلابيبه اي جمعت عليه ثوبه عند صدره ونحره الذي هو لابسه وقبضت عليه تجره نتيجة لهذا الفعل الدنيء الذي صدر منه، فنجد في رواية عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلْحُسَيْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ عَبْدِ اَللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ اَلْجُعْفِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَأَبِي عَبْدِ اَللهِ عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ قَالاَ: ((إِنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا اَلسَّلاَمُ لَمَّا أَنْ كَانَ مِنْ أَمْرِهِمْ مَا كَانَ أَخَذَتْ بِتَلاَبِيبِ عُمَرَ فَجَذَبَتْهُ إِلَيْهَا ثُمَّ قَالَتْ أَمَا وَاَللهِ يَا اِبْنَ اَلْخَطَّابِ لَوْلاَ أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ يُصِيبَ اَلْبَلاَءُ مَنْ لاَ ذَنْبَ لَهُ لَعَلِمْتَ أَنِّي سَأُقْسِمُ عَلَى اَللهِ ثُمَّ أَجِدُهُ سَرِيعَ اَلْإِجَابَةِ))[1] .
وَعَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: ((..دَعَا عُمَرُ بِالنَّارِ فَأَضْرَمَهَا فِي اَلْبَابِ فَأَحْرَقَ اَلْبَابَ ثُمَّ دَفَعَهُ عُمَرُ فَاسْتَقْبَلَتْهُ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا اَلسَّلاَمُ وَصَاحَتْ يَا أَبَتَاهْ يَا رَسُولَ اَللهِ فَرَفَعَ اَلسَّيْفَ وَهُوَ فِي غِمْدِهِ فَوَجَأَ بِهِ جَنْبَهَا فَصَرَخَتْ فَرَفَعَ اَلسَّوْطَ فَضَرَبَ بِهِ ذِرَاعَهَا فَصَاحَتْ يَا أَبَتَاهْ فَوَثَبَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ فَأَخَذَ بَتَلاَبِيبِ عُمَرَ ثُمَّ هَزَّهُ فَصَرَعَهُ وَوَجَأَ أَنْفَهُ وَرَقَبَتَهُ وَهَمَّ بِقَتْلِهِ فَذَكَرَ قَوْلَ رَسُولِ اَللهِ صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَمَا أَوْصَى بِهِ مِنَ اَلصَّبْرِ وَاَلطَّاعَةِ فَقَالَ: وَاَلَّذِي كَرَّمَ مُحَمَّداً بِالنُّبُوَّةِ يَا اِبْنَ صُهَاكَ لَوْلا كِتابٌ مِنَ اَللّٰهِ سَبَقَ لَعَلِمْتَ أَنَّكَ لاَ تَدْخُلُ بَيْتِي فَأَرْسَلَ عُمَرُ يَسْتَغِيثُ فَأَقْبَلَ اَلنَّاسُ حَتَّى دَخَلُوا اَلدَّارَ وَسَلَّ خَالِدُ بْنُ اَلْوَلِيدِ اَلسَّيْفَ لِيَضْرِبَ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا اَلسَّلاَمُ فَحَمَلَ عَلَيْهِ بِسَيْفِهِ فَأَقْسَمَ عَلَى عَلِيٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ فَكَفَّ وَأَقْبَلَ اَلْمِقْدَادُ وَسَلْمَانُ وَأَبُو ذَرٍّ وعَمَّارٌ وَبُرَيْدَةُ اَلْأَسْلَمِيُّ حَتَّى دَخَلُوا اَلدَّارَ أَعْوَاناً لِعَلِيٍّ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ حَتَّى كَادَتْ تَقَعُ فِتْنَةٌ فَأُخْرِجَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ وَاِتَّبَعَهُ اَلنَّاسُ وَاِتَّبَعَهُ سَلْمَانُ وَأَبُو ذَرٍّ وَاَلْمِقْدَادُ وَعَمَّارٌ وَبُرَيْدَةُ [اَلْأَسْلَمِيُّ رَحِمَهُمُ اَللهُ] وَهُمْ يَقُولُونَ مَا أَسْرَعَ مَا خُنْتُمْ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ..))[2].
إذا هل تمعنتم ودققتم بالذي جرى وبالجرأة التي كان عليها عمر في تلك اللحظات فهذا فعل مرتبط ببعضه ببعض الآخر طلبا الدنيا ورفضا لدين رسول الله صلى الله عليه واله.
أعظم الله لنا ولكم الاجر بشهادة مولاتنا السيدة الزهراء سلام الله عليها.
______________________________________
[1] الكافي، الشيخ الكليني، ج 1، ص 460.
[2] كتاب سليم بن قيس، ص: 387.
تعليق