بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى اصحاب الحسين
استحباب زيارة مولانا الحسين (عليه السلام) بيوم الأربعين ، وما المقصود في القول بأن المقصود من زيارة الأربعين ( زيارة أربعين مؤمنا) ؟
إن زيارة الأربعين ثابت استحبابها ومارسها الشيعة وأخذوها خلفا عن سلف منذ واقعة الطف الى زماننا هذا .
وهناك روايتان عن الأئمة (عليهم السلام) في هذا الشأن أوردهما الشيخ الطوسي في مصباح المتهجد ( المتوفى سنة 460للهجرة) وهما:
الأولى : عن صفوان بن مهران قال : قال لي مولاي الصادق صلوات الله عليه في زيارة الأربعين تزور عند ارتفاع النهار وتقول : السلام على ولي الله وحبيبه .... الخ
الثانية :عن مولانا الإمام أبي محمد الحسن العسكري أنه قال : علامات المؤمن خمس : صلاة الإحدى والخمسين ، وزيارة الأربعبن ، والتختم في اليمين ، وتعفير الجبين ، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم .
أما تفسير عبارة ( زيارة الأربعين) بزيارة أربعين مؤمنا الذي ذهب اليه بعضهم ، فهو تفسير غريب بلا مستند ولا دليل ولا قرينة تدعمه بل القرينة قائمة على خلافه .
قال السيد المقرم رحمه الله في مقتله داحضا هذه الدعوى ( والتصرف في هذه الجملة "زيارة الأربعين" بالحمل على زيارة أربعين مؤمنا التواء في فهم الحديث وتمحل في الاستنتاج يأباهُ الذّوْقُ السَّليم، معَ خلُوِّهِ منَ القرينةِ الدَّالَّةِ عليه، ولو كانَ الغَرَضُ هوَ الإرشادُ إلى زيارةِ أربعينَ مؤمناً لقالَ الإمامُ(ع): وزيارةُ أربعينَ
فالإتيان بالألف واللام العهدية للتنبيه على أن زيارة الأربعين من سنخ الأمثلة التي نص عليها الحديث بأنها من علائم الإيمان)
أقول: لعله نظراً لكون هذه العبارة (زيارة الأربعين) معهودة عند الشيعة وتنصرف أذهانهم عند سماعها الى زيارة الحسين (عليه السلام) في العشرين من صفر فقد اكتفى الامام بها ولم يقل ( زيارة الحسين يوم الأربعين ) نظير عبارة (زيارة عاشوراء التي لاتنصرف إلا إلى زيارته (عليه السلام) يوم العاشر من المحرم .
وهذا المعنى لزيارة الأربعين هو الذي فهمه العلماء والمحققون على مر العصور وإليك أقوال بعضهم :
شيخ الطائفة الطوسي الذي ذكر استحباب زيارة الأربعين في مصباح المتهجد على ماتقدم آنفا .
قال العلاّمة الحلّي في المنتهى كتاب الزيارات بعد الحجّ: يستحب زيارة الإمام الحسين (عليه السَّلام) في العشرين من صفر..
وقال السيد ابن طاووس في الإقبال عند ذكر زيارة الإمام الحسين (عليه السَّلام) في العشرين من صفر .
ونقل العلاّمة المجلسي في مزار البحار هذا الحديث عن ذكر فضل زيارة الإمام الحسين (عليه السَّلام) يوم الأربعين.
ووافقهم صاحب الحدائق في باب الزّيارات بعد الحجّ فقال: وزيارة الإمام الحسين (عليه السَّلام) في العشرين من صفر من علامات المؤمن.
وحكى الشيخ القمي في المفاتيح هذه الرواية عن التهذيب ومصباح المتهجد في الدّليل على رجحان الزيارة في الأربعين من دون تعقيب باحتمال إرادة أربعين مؤمناً.
والشيخ المفيد قال باستحباب الزيارة في العشرين من صفر في كتابه مسار الشيعة، وقال بمثل ذلك العلامة الحلّي في التذكرة والتحرير،. وقال بمثله الملا محسن الفيض الكاشاني في تقويم المحسنين.
هذه أقوالهم وأما على الصعيد العملي فأكاد أجزم بأن كل علماء الطائفة على مر الأزمنة والقرون - مع الإمكان وعدم المانع - قد زاروا الحسين (عليه السلام) بهذه الزيارة وحثوا عليها .
أليس فهم هؤلاء الأعلام وأقوالهم وفعلهم كاف في كشف حقيقة الحال وثبوت استحباب زيارة الأربعين .. وإن الفهم الآخر ( زيارة أربعين مؤمنا) هو فهم شاذ وغريب ؟
وفيما أعلم لم ترد خصوصية لزيارة أربعين مؤمنا .. نعم وردت الخصوصية في الدعاء لأربعين مؤمنا في ركعة الوتر ، وفي شهادة أربعين مؤمنا للميت بالخير والصلاح .
وأخيرا لا أدري لماذا هذا التشكيك في زيارة الحسين (عليه السلام) في العشرين من صفر ؟ ولنفترض بأنه لم ترد نصوص في شأنها أليست زيارة الحسين (عليه السلام) مستحبة في كل زمان ، وينبغي أن يشجع الناس عليها ؟
وعلى أضعف التقادير فإنه يكفي في مراعاة الخصوصية الزمانية لهذه الزيارة الإتيان بها برجاء المطلوبية شأن الكثير من المستحبات الأخرى .
وأليس تكثير السواد لزيارته (عليه السلام) فيه تقوية للدين وتعظيم للشعائر وصرخة في وجوه الطغاة والظالمين . وإن التخذيل والتثبيط عن زيارته ع فيه توهين وإضعاف للشعائر أعاذنا الله من ذلك ؟
وبعد هذا البيان ولله الحمد يتضح الأمر جليا ولم يبق أي مجال للشك في رجحان واستحباب هذه الزيارة الشريفة .
و السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين .
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى اصحاب الحسين
استحباب زيارة مولانا الحسين (عليه السلام) بيوم الأربعين ، وما المقصود في القول بأن المقصود من زيارة الأربعين ( زيارة أربعين مؤمنا) ؟
إن زيارة الأربعين ثابت استحبابها ومارسها الشيعة وأخذوها خلفا عن سلف منذ واقعة الطف الى زماننا هذا .
وهناك روايتان عن الأئمة (عليهم السلام) في هذا الشأن أوردهما الشيخ الطوسي في مصباح المتهجد ( المتوفى سنة 460للهجرة) وهما:
الأولى : عن صفوان بن مهران قال : قال لي مولاي الصادق صلوات الله عليه في زيارة الأربعين تزور عند ارتفاع النهار وتقول : السلام على ولي الله وحبيبه .... الخ
الثانية :عن مولانا الإمام أبي محمد الحسن العسكري أنه قال : علامات المؤمن خمس : صلاة الإحدى والخمسين ، وزيارة الأربعبن ، والتختم في اليمين ، وتعفير الجبين ، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم .
أما تفسير عبارة ( زيارة الأربعين) بزيارة أربعين مؤمنا الذي ذهب اليه بعضهم ، فهو تفسير غريب بلا مستند ولا دليل ولا قرينة تدعمه بل القرينة قائمة على خلافه .
قال السيد المقرم رحمه الله في مقتله داحضا هذه الدعوى ( والتصرف في هذه الجملة "زيارة الأربعين" بالحمل على زيارة أربعين مؤمنا التواء في فهم الحديث وتمحل في الاستنتاج يأباهُ الذّوْقُ السَّليم، معَ خلُوِّهِ منَ القرينةِ الدَّالَّةِ عليه، ولو كانَ الغَرَضُ هوَ الإرشادُ إلى زيارةِ أربعينَ مؤمناً لقالَ الإمامُ(ع): وزيارةُ أربعينَ
فالإتيان بالألف واللام العهدية للتنبيه على أن زيارة الأربعين من سنخ الأمثلة التي نص عليها الحديث بأنها من علائم الإيمان)
أقول: لعله نظراً لكون هذه العبارة (زيارة الأربعين) معهودة عند الشيعة وتنصرف أذهانهم عند سماعها الى زيارة الحسين (عليه السلام) في العشرين من صفر فقد اكتفى الامام بها ولم يقل ( زيارة الحسين يوم الأربعين ) نظير عبارة (زيارة عاشوراء التي لاتنصرف إلا إلى زيارته (عليه السلام) يوم العاشر من المحرم .
وهذا المعنى لزيارة الأربعين هو الذي فهمه العلماء والمحققون على مر العصور وإليك أقوال بعضهم :
شيخ الطائفة الطوسي الذي ذكر استحباب زيارة الأربعين في مصباح المتهجد على ماتقدم آنفا .
قال العلاّمة الحلّي في المنتهى كتاب الزيارات بعد الحجّ: يستحب زيارة الإمام الحسين (عليه السَّلام) في العشرين من صفر..
وقال السيد ابن طاووس في الإقبال عند ذكر زيارة الإمام الحسين (عليه السَّلام) في العشرين من صفر .
ونقل العلاّمة المجلسي في مزار البحار هذا الحديث عن ذكر فضل زيارة الإمام الحسين (عليه السَّلام) يوم الأربعين.
ووافقهم صاحب الحدائق في باب الزّيارات بعد الحجّ فقال: وزيارة الإمام الحسين (عليه السَّلام) في العشرين من صفر من علامات المؤمن.
وحكى الشيخ القمي في المفاتيح هذه الرواية عن التهذيب ومصباح المتهجد في الدّليل على رجحان الزيارة في الأربعين من دون تعقيب باحتمال إرادة أربعين مؤمناً.
والشيخ المفيد قال باستحباب الزيارة في العشرين من صفر في كتابه مسار الشيعة، وقال بمثل ذلك العلامة الحلّي في التذكرة والتحرير،. وقال بمثله الملا محسن الفيض الكاشاني في تقويم المحسنين.
هذه أقوالهم وأما على الصعيد العملي فأكاد أجزم بأن كل علماء الطائفة على مر الأزمنة والقرون - مع الإمكان وعدم المانع - قد زاروا الحسين (عليه السلام) بهذه الزيارة وحثوا عليها .
أليس فهم هؤلاء الأعلام وأقوالهم وفعلهم كاف في كشف حقيقة الحال وثبوت استحباب زيارة الأربعين .. وإن الفهم الآخر ( زيارة أربعين مؤمنا) هو فهم شاذ وغريب ؟
وفيما أعلم لم ترد خصوصية لزيارة أربعين مؤمنا .. نعم وردت الخصوصية في الدعاء لأربعين مؤمنا في ركعة الوتر ، وفي شهادة أربعين مؤمنا للميت بالخير والصلاح .
وأخيرا لا أدري لماذا هذا التشكيك في زيارة الحسين (عليه السلام) في العشرين من صفر ؟ ولنفترض بأنه لم ترد نصوص في شأنها أليست زيارة الحسين (عليه السلام) مستحبة في كل زمان ، وينبغي أن يشجع الناس عليها ؟
وعلى أضعف التقادير فإنه يكفي في مراعاة الخصوصية الزمانية لهذه الزيارة الإتيان بها برجاء المطلوبية شأن الكثير من المستحبات الأخرى .
وأليس تكثير السواد لزيارته (عليه السلام) فيه تقوية للدين وتعظيم للشعائر وصرخة في وجوه الطغاة والظالمين . وإن التخذيل والتثبيط عن زيارته ع فيه توهين وإضعاف للشعائر أعاذنا الله من ذلك ؟
وبعد هذا البيان ولله الحمد يتضح الأمر جليا ولم يبق أي مجال للشك في رجحان واستحباب هذه الزيارة الشريفة .
و السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين .
تعليق