في سطوة تجمع لعدة نساء في أحد المناسبات، تصبح العبارات ككرة السلة التي ترميها إحداهن، وتبتلعها الأخرى عبر شباك قلبها.
اليوم جلست في زاوية الغرفة محاولة تجنب حديث زائد، وضجة متناثرة من عدة أركان، الضجة تبعثرني ككأس سقط على بلاط فتكسر، سمعت إحداهن تُنادي على فتى صغير يا "ابن المطلقة"
التهمني التعجب!! هل يصل المرء إلى أن يعيب أحد جنسه بشيء قد يحدث معه في أي لحظة!
هل يُقال لها مُطلقة من أول يوم تعود فيه إلى منزل عائلتها..!
التفت تِلْقَائِيًّا إلى أم ذلك الصغير رأيت عينيها قد لاحت بالدموع، أحسست بلهيب روحها المتصاعد،
ولكنها ابتسمت حتى لا تجعلهن يشعرن بأنها مثقوبة مهزومة.
واقع مبتذل يضع قدميه في مجتمعاتنا، يجعل من الأنثى المطلقة كخردة ممزقة لا فائدة منها..
يجعلها تعود إلى لظى ذلك القعر حتى وإن أهلكها يجب أن تعود إلى زوجها، حتى وإن ظلمها وكسرها وخذلها حتى لا تلتهمها الالسانة..
ترمي كرامتها وقلبها، في جب الجبروت حتى لا يرموها بحصى المعتقدات والعقول العقيمة في بئر كلماتهم الجارحة...!
سؤال يسقط على لساني فينبت زرعًا من التساؤلات بالجذور..
لماذا ينظرن النساء للمطلقة على أنّها وصمة عار؟
وسم جذري يسمم العائلات!
لماذا يضعون عيب الفشل على عاتقها؟ ويصبح الزوج هو المغلوب على أمره؟
وبالرغم من كل آفة تعيشها تتحمل ثقل الذنب بأنها المتهمة الوحيدة..!
يجب على المجتمع أن يتوقف عن وضع المرأة المطلقة في إطار التقصير، والتحايل، وبأنها ناقصة؛ لأنها انفصلت، وأن البكر هي المفضلة، والمقدمة في كل الجهات، وتصنيف العزباء بأنها عانس ومهجورة، والفريسة التي التهمها ذئب التحرش بأنها من وضعت له الطعم، والمعنفة بأنها فعلت ذنب لا يغفر إلا بالسواط...
المرأة ليست عالة أو ذنب أو حمل أو عورة فهي في جميع حالاتها يجب أن تكرم بالحفظ والاحترام مهما كان وضعها في المجتمع..
أعجبني
تعليق