بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
هذا الحوار أجرته مجلة المنبر الكويتية
الدكتور أسعد القاسم
المنبر تسأل والدكتور يجيب
المنبر: كيف تعرفتم على مذهب أهل البيت (عليهم السلام)، أين ومتى وكيف وعبر من؟
الجواب
- بدأت بدراسة الخلاف المذهبي في عام 87 أيام دراستي الجامعية في الفلبين، بعدما بدأت ألاحظ تلك الحملة المسعورة بتكفير الشيعة وخصوصا أن الحرب العراقية الإيرانية كانت في أوجها ولغاية ذلك الحين لم يكن عندي أي اهتمام للاطلاع على مثل هذه المسائل الخلافية لعدم شعوري باي حاجة لمعرفتها
. وكل ما كنت أعرفه من الشيعة أنهم مسلمون، وإن كانوا يختلفون عن أهل السنة في بعض المسائل لا تستوجب تكفيرهم كتفضيلهم لعلي (عليه السلام) على باقي الصحابة واهتمامهم الكبير بزيارة أضرحة الأئمة. وأما ما كان يشاع عنهم بتفضيلهم لعلي على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وتخطئة جبريل بإنزال القرآن على النبي (صلى الله عليه وآله) بدلاً من علي (عليه السلام)، بل واعتقادهم بتحريف القرآن وغير ذلك مما كان يقال فيهم،
فلم أكن أعير له أي اهتمام، فإن صحت هذه التهم فإنما تصح عن متطرفين لا يجوز أن ينسبوا لدين الإسلام. وقد كنت دائما مؤيدا للمواقف التي تدعو إلىالوحدة ونبذ الخلافات المذهبية بل وعدم الخوض فيها تجنبا للفتنة والحزازات، ولم أكن أخفي حبي الكبير للثورة الإسلامية في إيران. إلا أنني فوجئت يوما من بعض زملائي وأصدقائي الطلبة في الجامعة ممن كانوا ينتسبون إلى جمعيات وهابية بقولهم لي أنه لا يجوز لي أن أكون سنيا وفي الوقت نفسه متعاطفاً مع الشيعة. وكان معنى كلامهم أنه يجب عليّ إما أن أكون سنياً مكفرا للشيعة، وإما أن أكون شيعيا معتقداً بكل ما يعتقدون، وهكذا كانوا يلحون عليّ دائما بأن أختار طريقا واضحا ليس فيه مزج أو وسطية على رأيهم
. وكانوا يوزعون دائما كتبا على الطلبة، تكفر الشيعة وتجعل منهم خطراً على الأمة أسوأ من خطر اليهود، وأن إيران أخطر من إسرائيل على المسلمين!
ولو لم يكن هؤلاء «الدعاة» أصدقاء لي، لما كنت اكترثت مطلقا بمثل هذه الادعاءات ولما أعطيتها أي وزن. وهكذا تولد في داخلي حافز للتقصي والبحث، لأجد جوابا للعديد من القضايا والمسائل التي أثيرت حول تاريخنا الإسلامي، ولم أكن أجد لها جوابا مقنعا وخصوصا في ما يتعلق بمسألة الخلافة ونظام الحكم في الإسلام.
وبعد ما قرأت الكتب العدة المضادة للشيعة، بدأت بقراءة بعض الكتب الشيعية لأرى جوابهم على تلك المسائل، وخصوصا كتاب المراجعات الذي ينقل حوار الكاتبه الشيعي مع عالما سنيا من الأزهر الشريف. وأشد ما لفت أنتباهي في هذا الكتاب وغيره من الكتب الشيعية هو استدلالها على ما تدعي بآيات قرآنية وأحاديث موثقة عند أهل السنة لا سيما في صحيحي البخاري ومسلم. ولشدة قوة وضوح بعض الروايات التي استدل عليها من صحيح البخاري، دفع ذلك بعض أصدقائي من دعاة الوهابية إلى القول بأنه لو وجدت بحق مثل هذه الروايات في صحيح البخاري لاستعدوا أن يكفروا بهذا الكتاب الجامع الصحيح كله كما يعتبره العلماء من أهل السنة، حيث أنه لم يكن متوفرا لدى أي أحد منا نسخة من هذا الكتاب، فبحثت حينها حتى وجدت نسخاً منه في معهد للدراسات الإسلامية في إحدى الجامعات الفلبينية، وعكفت على دراسته! للتحقق من مصادر الروايات ال
هامة التي استدل بها، حتى وجدتها جميعا كما أشير إليها. وحينئذ فقط تيقنت من صحة دعوى الشيعة القائلة بخلافة الأئمة الاثني عشر من أهل البيت (عليهم السلام) للنبي (صلى الله عليه وآله) ابتداء بعلي (عليه السلام) وانتهاء بالمهدي عجل الله فرجه الشريف.
وأما أصدقاني الدعاى، فلم يفوا بوعدهم، وكذبوا كل ما قلته لهم بشأن تحققي من وجود الروايات المشار إليها، بل وحاولوا باستماتة تنفيدها (على فرض صحتها) وتحميلها ما لا يمكن تحميله من تأويلات بعيدة بل ومضحكة، وكان نتيجة ذلك، إنهاء علاقتهم بي، وافتوا بتكفيري ثم أصبحوا من خلال جمعيتهم يدعون كل الطلبة إلى مقاطعتي ويحذرونهم من محاورتي أو مجرد الاستماع إليّ، وأشاعوا أني آخذ راتبا من سفارة إيران مقابل تشيعي وكان يجن جنونهم عندما لا حظوا أن العديد من الطلبة الآخرين، بدأوا يؤمنون أيضا بطريق أهل البيت (عليهم السلام).
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
هذا الحوار أجرته مجلة المنبر الكويتية
الدكتور أسعد القاسم
المنبر تسأل والدكتور يجيب
المنبر: كيف تعرفتم على مذهب أهل البيت (عليهم السلام)، أين ومتى وكيف وعبر من؟
الجواب
- بدأت بدراسة الخلاف المذهبي في عام 87 أيام دراستي الجامعية في الفلبين، بعدما بدأت ألاحظ تلك الحملة المسعورة بتكفير الشيعة وخصوصا أن الحرب العراقية الإيرانية كانت في أوجها ولغاية ذلك الحين لم يكن عندي أي اهتمام للاطلاع على مثل هذه المسائل الخلافية لعدم شعوري باي حاجة لمعرفتها
. وكل ما كنت أعرفه من الشيعة أنهم مسلمون، وإن كانوا يختلفون عن أهل السنة في بعض المسائل لا تستوجب تكفيرهم كتفضيلهم لعلي (عليه السلام) على باقي الصحابة واهتمامهم الكبير بزيارة أضرحة الأئمة. وأما ما كان يشاع عنهم بتفضيلهم لعلي على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وتخطئة جبريل بإنزال القرآن على النبي (صلى الله عليه وآله) بدلاً من علي (عليه السلام)، بل واعتقادهم بتحريف القرآن وغير ذلك مما كان يقال فيهم،
فلم أكن أعير له أي اهتمام، فإن صحت هذه التهم فإنما تصح عن متطرفين لا يجوز أن ينسبوا لدين الإسلام. وقد كنت دائما مؤيدا للمواقف التي تدعو إلىالوحدة ونبذ الخلافات المذهبية بل وعدم الخوض فيها تجنبا للفتنة والحزازات، ولم أكن أخفي حبي الكبير للثورة الإسلامية في إيران. إلا أنني فوجئت يوما من بعض زملائي وأصدقائي الطلبة في الجامعة ممن كانوا ينتسبون إلى جمعيات وهابية بقولهم لي أنه لا يجوز لي أن أكون سنيا وفي الوقت نفسه متعاطفاً مع الشيعة. وكان معنى كلامهم أنه يجب عليّ إما أن أكون سنياً مكفرا للشيعة، وإما أن أكون شيعيا معتقداً بكل ما يعتقدون، وهكذا كانوا يلحون عليّ دائما بأن أختار طريقا واضحا ليس فيه مزج أو وسطية على رأيهم
. وكانوا يوزعون دائما كتبا على الطلبة، تكفر الشيعة وتجعل منهم خطراً على الأمة أسوأ من خطر اليهود، وأن إيران أخطر من إسرائيل على المسلمين!
ولو لم يكن هؤلاء «الدعاة» أصدقاء لي، لما كنت اكترثت مطلقا بمثل هذه الادعاءات ولما أعطيتها أي وزن. وهكذا تولد في داخلي حافز للتقصي والبحث، لأجد جوابا للعديد من القضايا والمسائل التي أثيرت حول تاريخنا الإسلامي، ولم أكن أجد لها جوابا مقنعا وخصوصا في ما يتعلق بمسألة الخلافة ونظام الحكم في الإسلام.
وبعد ما قرأت الكتب العدة المضادة للشيعة، بدأت بقراءة بعض الكتب الشيعية لأرى جوابهم على تلك المسائل، وخصوصا كتاب المراجعات الذي ينقل حوار الكاتبه الشيعي مع عالما سنيا من الأزهر الشريف. وأشد ما لفت أنتباهي في هذا الكتاب وغيره من الكتب الشيعية هو استدلالها على ما تدعي بآيات قرآنية وأحاديث موثقة عند أهل السنة لا سيما في صحيحي البخاري ومسلم. ولشدة قوة وضوح بعض الروايات التي استدل عليها من صحيح البخاري، دفع ذلك بعض أصدقائي من دعاة الوهابية إلى القول بأنه لو وجدت بحق مثل هذه الروايات في صحيح البخاري لاستعدوا أن يكفروا بهذا الكتاب الجامع الصحيح كله كما يعتبره العلماء من أهل السنة، حيث أنه لم يكن متوفرا لدى أي أحد منا نسخة من هذا الكتاب، فبحثت حينها حتى وجدت نسخاً منه في معهد للدراسات الإسلامية في إحدى الجامعات الفلبينية، وعكفت على دراسته! للتحقق من مصادر الروايات ال
هامة التي استدل بها، حتى وجدتها جميعا كما أشير إليها. وحينئذ فقط تيقنت من صحة دعوى الشيعة القائلة بخلافة الأئمة الاثني عشر من أهل البيت (عليهم السلام) للنبي (صلى الله عليه وآله) ابتداء بعلي (عليه السلام) وانتهاء بالمهدي عجل الله فرجه الشريف.
وأما أصدقاني الدعاى، فلم يفوا بوعدهم، وكذبوا كل ما قلته لهم بشأن تحققي من وجود الروايات المشار إليها، بل وحاولوا باستماتة تنفيدها (على فرض صحتها) وتحميلها ما لا يمكن تحميله من تأويلات بعيدة بل ومضحكة، وكان نتيجة ذلك، إنهاء علاقتهم بي، وافتوا بتكفيري ثم أصبحوا من خلال جمعيتهم يدعون كل الطلبة إلى مقاطعتي ويحذرونهم من محاورتي أو مجرد الاستماع إليّ، وأشاعوا أني آخذ راتبا من سفارة إيران مقابل تشيعي وكان يجن جنونهم عندما لا حظوا أن العديد من الطلبة الآخرين، بدأوا يؤمنون أيضا بطريق أهل البيت (عليهم السلام).
تعليق