إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اَلْكَلاَمُ ثَلاَثَةٌ فَرَابِحٌ وَسَالِمٌ وَشَاحِبٌ

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اَلْكَلاَمُ ثَلاَثَةٌ فَرَابِحٌ وَسَالِمٌ وَشَاحِبٌ

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد


    نعمة عظيمة منحها الله عز وجل الى الانسان وهذه النعمة العظيمة هي نعمة الكلام، وهو اسلوب للحديث بين الناس لغرض التفاهم وايصال المراد من الافعال بينهم، وبما أنّه نعمة من الله عز وجل فضيلة فيكون في جهتين جهة ايجابية لما يكون الكلام فيه نفع وفيه تواصل مع الاخرين وفيه ذكر لله عز وجل كقوله تعالى: ﴿..وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ..[1].
    وسلبية لما يكون الكلام
    السيء والقبيح وما فيه من شتم وسب ولعن للآخرين وبما فيه معصية لله عز وجل.
    فكل الاشياء لها هاتان الجهتان لكنّ الاستعمال الانساني هو الذي يحدد هذه الجهة المرادة.
    فنقول مرة اخرى أنّ الكلام نعمة عظيمة فلا يجوز لمن يتعاطى بهذه النعمة العظيمة أنْ يجعلها نقمة فيكون عند الله عز وجل ليس بمقبول ويجلب صخبه اليه، وعلى هذا الاساس الله سبحانه وتعالى يقول في الكتاب العزيز: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ
    [2].
    هذه العبارات الإلهية هي من جهة السلب في الكلام، فلما يكون الكلام في الجهة التي لا يرضى الله عنها هذا الانسان يعيش في تلك الحالات ويسلب الرضا الإلهي، فعليه أنْ ينتبه ويراعي كلامه بما يليق وبما يناسب كونه انسانا مكرما عند الله سبحانه وتعالى لأنه قال في الكتاب العزيز: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا
    [3].
    وبما أنّ الانسان مكرم بهذا الشكل من قبل الله عز وجل وهو أفضل خلقه، ما عليه إلا أنْ يبحث عن ترجمة هذا التكريم وهذا الفضل منه تعالى له بماذا أو بأي كلام يقول، فعندما نتابع أحاديث الرسول الاكرم صلى الله عليه واله فقد ورد عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ عَنِ اَلنَّبِيِّ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) قَالَ: ((اَلْكَلاَمُ ثَلاَثَةٌ فَرَابِحٌ وَسَالِمٌ وَشَاحِبٌ فَأَمَّا اَلرَّابِحُ فَالَّذِي يَذْكُرُ اَللَّهَ وَأَمَّا اَلسَّالِمُ فَالَّذِي يَقُولُ أُحِبُّ اَللَّهَ وَأَمَّا اَلشَّاحِبُ فَالَّذِي يَخُوضُ فِي اَلنَّاسِ))
    [4].
    فمن خلال هذا الحديث نجد أنّ الرابح وطبعا هي حالة كمال عند الانسان عندما يبحث عن الربح لكن مع من مع الله سبحانه وتعالى فهو الذي يعيش في ذكر الله عز وجل دائم الذكر لله عز وجل لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا
    [5].
    والسالم الذي لا يجرح أو يكسر أو يقع في حفر النيران فهو الذي يقول احب الله لكن ليس قولا فقط إنما مع الفعل فهذا كما قال عنه الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): ((ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله قبله، وبعده ومعه))
    [6]،
    وأما الشاحب وهو بجهة السلب فهذا الذي يخوض في الناس يغتاب الناس ينافق بالكلام مع الناس يوجه اللوم دائما للناس يكذب على الناس ينم بين الناس فكل هذه الافعال وايضا هناك أكثر عندما يخوض فيها يكون شاحب كما في قوله صلى الله عليه واله أعلاه، فطبعا على هذا الاساس نحن نعيش في ظل أنّ لكل منا آفات ويسلم الانسان من الآفات إذا كان كلامه بما يرضي الله عز وجل، فالكلام أفضل من السكوت لأنّ الله سبحانه وتعالى بعث الانبياء والاوصياء بالكلام لا بالسكوت، ولا يمكن ان تستحق الجنة من خلال السكوت؛ إنما تستحق من خلال الكلام فهناك فضل للكلام على السكوت عندما يكون في جهة الايجاب، لكن عندما يكون الكلام في جهة السلب فالسكوت يكون أفضل من الكلام.

    فعليكم باختيار الانسب والافضل لكم في حياتكم.

    _______________________________________________


    [1] سورة البقرة، الآية: 83​.​
    [2]سورة المائدة، الآية: 101​.
    [3] سورة الإسراء، الآية: 70​.
    [4] وسائل الشیعة ، ج 12، ص 199.
    [5] سورة الأحزاب، الآية: 41​.
    [6] بحار الأنوار، ج 70، ص 22.

  • #2
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X