إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فاعلية القرآن الكريم ومكانته في تاريخ الأديان السماوية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فاعلية القرآن الكريم ومكانته في تاريخ الأديان السماوية



    نتناول في حديثنا فاعلية القرآن الكريم، وما صنعه القرآن الكريم في تاريخ الأديان السماوية، ونرد على رأي جملة من المستشرقين بأن القرآن الكريم ما هو إلا استنساخ من الكتب السابقة، وأن القرآن الكريم لم يأتِ بشيء جديد في عالم اللاهوت والأديان السماوية.

    بسم الله الرحمن الرحيم

    ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾ [البقرة: 2]

    صدق الله العلي العظيم

    انطلاقاً من الآية المباركة نتناول في حديثنا فاعلية القرآن الكريم، وما صنعه القرآن الكريم في تاريخ الأديان السماوية.

    كتب جملة من المستشرقين أن القرآن الكريم ما هو إلا استنساخ من الكتب السابقة، وأن القرآن الكريم لم يأتِ بشيء جديد في عالم اللاهوت والأديان السماوية، بل هو يستند إلى رافدين ألا وهما كتب العهدين، والإرث العربي الجاهلي. فليس في القرآن فكرٌ أكثر من كونه استنساخاً لما ورد في كتب العهدين أو ما كان واقعاً مفترضاً في الإرث العربي في الجاهلية، واستشهد على ذلك بعدة شواهد.


    الشاهد الأول


    ما ذكرته الكاتبة الأمريكية كاتي من أن القرآن يزعم أن الذي بنى الكعبة والبيت الحرام هو إبراهيم الخليل وابنه إسماعيل وهذا ليس صحيحاً، أولاً لأن التوراة والإنجيل لم يذكرا ذلك أصلاً، وثانياً بأن هذا الخبر لم يذكره النبي حينما كان في مكة، أي عندما نستقرئ السور المكية لا نجد أي بيان عمن بنى الكعبة والبيت الحرام، وإنما حينما انتقل النبي إلى المدينة وصار في مقام الاحتكاك بأهل الكتاب اليهود والنصارى أراد أن يثبت أن لدينه جذوراً، وأن دينه امتداد لملة إبراهيم الخليل فزعم أن الذي بنى الكعبة والبيت الحرام بمكة المكرمة هو إبراهيم وابنه إسماعيل، لكي يقول للأديان الأخرى أنه على صلة بملة إبراهيم الخليل، كما هي الأديان الأخرى وإلا فلا شاهد على صحة هذا الزعم.
    الشاهد الثاني


    ما ذكر في كتاب دائرة المعارف الإسلامية أنه لم يكن للعرب كعبة واحدة بل كانت لهم بيوت وكعبات، فكان بنجران كعبة، وكان باليمن كعبة، وكان بالطائف كعبة، وكان لغطفان كعبة، فلم يكن البيت الوحيد لدى العرب هو البيت الذي بمكة والكعبة التي بمكة بل كانت هناك بيوت وكعبات تحج إليها العرب وتطوف بها وتقدسها، وإنما قريش لأنها كانت تريد أن تحتل موقعاً تجارياً بين العرب جعلت من الحج موسماً تجارياً بمكة فقامت قريش بوضع الآلهة، كل الآلهة التي يعبدها العرب قامت قريش بوضعها على الكعبة حتى يفد العرب إلى مكة تقديساً لآلهتهم في موسم معين وهو موسم شهر ذي الحجة، لكي يتحول هذا الموسم إلى موسم تجاري يدر على قريش بالأرباح والثروات والأموال، وإلا لم يكن شيئاً وراء ذلك.


    الشاهد الثالث


    ما ذكرته دائرة المعارف البريطانية نقلاً عن الشيخ خليل عبد الكريم في كتابه الجذور التاريخية للدين الإسلامي، ذكر صاحب هذا الكتاب أنه حتى العبادات والطقوس التي نادت بها الشريعة الإسلامية كانت موجودة قبل الشريعة، كان العرب يصلون وكانوا يصومون، وكانوا يحجون إلى البيت الحرام، وكان للأشهر الحرم ذي القعدة وذي الحجة ومحرم ورجب حرمة عند العرب لا يتعدونها، فكان للعرب في الجاهلية هذه العبادات ولم يأتِ الإسلام بجديد في عالم العبادات فهي كانت موجودة لدى العرب استفادها الإسلام وبنى عليها.

    الشاهد الرابع


    ما ذكره سام شمعون في كتابه «محمد والوثنية» وهو كاتب مسيحي، أن جذور هذه الديانة وهذه الرسالة ألا وهي الرسالة الإسلامية هي جذور وثنية وليس شيئاً جديداً لأن العرب قبل الإسلام كانوا يطوفون بالبيت الحرام سبعة أشواط ولكنهم كانوا يطوفون عراة رمزاً للتجرد من الذنوب ومن الدنيا، وكانوا يسعون بين الصفا والمروى فكان على الصفا إسفا وعلى المروى نائلة، تمثالان لإلهان، وكانوا يسعون بينهما.

    وكانت العرب تقف في عرفة، وقريش حتى تتميز على العرب كانت تقف بمزدلفة، فكان هناك موقفان ولما جاء الإسلام جمع بين هذين الموقفين وجعلهما من النسك، وكانت العرب ترجم قبر أبي رغال، وهو رجل كان مع أبرهة الحبشي عندما أراد غزو مكة لهدم الكعبة المشرفة وقد قتل فأصبح العرب يرجمون قبره بالحجارة في أوقات وفودهم وحجهم لمكة، والإسلام أخذ نفس العادة ونفس الطقس وأمر برمي العقبات الثلاث.

    فإذن حينما نستقرئ هذه الشواهد نرى أن القرآن الكريم نسخة من الكتب الأخرى، وقد اعتمد على رافدين، ما في الكتب السابقة عليه، والإرث العربي الجاهلي، ولم يأتِ بشيء جديد حتى يكون القرآن كتاباً سماوياً ووحياً يعتمد عليه.

    هذا ما كتبه جملة من المستشرقين حول القرآن الكريم، ونحن أمام هذه الفكرة وأمام هذه الإثارة نطرح عدة مناقشات.


    المناقشة الأولى: المناقشة التاريخية


    هل أن ما ذكر يعد ثبتاً تاريخياً يعتمد عليه أم لا؟ نقول لا، وذلك لعدة ملاحظات:

    الملاحظة الأولى: نقد المصادر.

    المصادر التي نقلت هذه الكلمات هي مصادر ثلاثة: المصدر الأول


    المصادر الغربية المستحدثة وهذه مصادر لا يمكن أن يعتمد عليها في قراءة التاريخ؛ لأنها مصادر لم تستند إلى مصادر قديمة قاربت الحدث أو عاصرته، مجرد أخبار مرسلة، مجرد أخبار لا سند لها من أجل التمويه وكسر النفسية الإسلامية التي تسمع مثل هذه الكلمات.

    المصدر الثاني


    سيرة أبي إسحاق أو سيرة ابن هشام وأمثال هذه المصادر التاريخية التي اعتمد عليها بعض المستشرقين، وهذه المصادر لم تنقل لنا عن أناس عاصروا الجاهلية حتى ينقلوا لنا مثل هذه الأخبار والقضايا، والحدث التاريخي يعتبر حدثاً يستند إليه إما لوجود سلسلة من السند إلى أن يصل لمن عاصر الحدث والتاريخ وهذا غير موجود في كل ما نقل، وإما أن هذه الرواية التاريخية رواية مشهورة في كتب التاريخ فنقول شهرتها تفيدنا الوثوق بحصولها ولو بنسبة 60%، وأيضاً ما روي ليس له أي شهرة تاريخية في الكتب المعروفة كي يعتمد عليه، فليس لهذه المنقولات سند ولا هي مشهورة في الكتب التاريخية حتى يُتكأ عليها ويتسند إليها.


    المصدر الثالث


    أمثال صحيح البخاري وصحيح مسلم، ومسند أحمد الذي نقل بأن العرب كانوا يحجون ويطوفون سبعة أشواط عراة، وكانوا يسعون بين الصفا والمروى وإلى غير ذلك، هذا النقل تفرد به مصدر واحد من المصادر أي لا يمكن أن يدانى الإسلام ولا يمكن أن يبرز حجة أمام الإسلام لأجل أن مذهب من مذاهب المسلمين أو اتجاه من الاتجاهات الإسلامية روى هذه الرواية أو نقل هذا الحدث، عندما نريد أن نخدش في الإسلام أو نطعن فيه نأتي برواية أجمع عليها المسلمون واتفقوا عليها فنطعن في الإسلام بما اتفق عليه المسلمون، أما رواية رواها البخاري أو رواها مسلم وهو يمثل اتجاه من الاتجاهات الإسلامية لا يشكل باباً للطعن في الإسلام ومصداقيته وأنه اعتمد على الإرث العربي الجاهلي كما يقال.

    الملاحظة الثانية


    عندما نأتي لما ذكرته الكاتبة كاتي عندما قالت لا التوراة ولا الإنجيل نقلا أن إبراهيم بنى الكعبة بمكة، وإن السور التي ذكرت هذا الخبر هي من المدينة وليست من مكة ولو كان هذا الخبر صحيح لذكره محمد وهو في مكة لماذا أجّله إلى المدينة، نقول:

    أولاً: الكتب التي وصلتنا ليست هي الكتب التي نزلت من السماء، لم يصلنا كتاب سماوي قبل القرآن كما نزل من السماء حتى نعتبره مصدراً يعول عليه ونقول بما أنه ما نقل لنا أن إبراهيم بنى الكعبة إذن لا دليل عندنا على أن إبراهيم بنى الكعبة.

    ثانياً: أن الخبر ذكرته السور المدنية ولم تذكره السور المكية هو أمر طبيعي لأن الدعوة الإسلامية مرت بمراحل، المرحلة الأولى وهي المرحلة المكية كانت تركز فقط على أصلين من أصول الدين وهما التوحيد والمعاد، السور المكية تناولت هذين الأصلين لأنهما الأساس للدعوة الإسلامية ولم تتناول شيئاً غير ذلك، حتى لائحة التشريع في العبادات المعاملات، وأحكام الإرث، وأحكام الربا، وأحكام القصاص كلها لم تأتِ إلا في السور المدنية؛ لأن الإسلام لم ينتقل من مرحلة عقيدة إلى مرحلة دولة ونظام إلا في المدينة المنورة، فمن الطبيعي أن يذكر الكثير من القضايا المهمة لمرحلة المدينة المنورة، هذا لا يدل على عدم صحة الخبر وإنما طبيعة التدرج في الدين والدعوة الإسلامية اقتضت ذلك.

    الملاحظة الثالثة


    القرآن ذكر صريحاً أن إبراهيم وإسماعيل بنيا الكعبة، وفي عدة آيات ﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [البقرة: 127]

    وقال تعالى: ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ «96» فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ «97»﴾ [آل عمران: 96 – 97]

    وقال تبارك وتعالى: ﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾ [البقرة: 125]

    القرآن تناول القضية في عدة سور ولم يرد أي اعتراض من اليهود والنصارى، ولا من أهل مكة في وقت صدور هذه الآيات إطلاقاً، لو كان الخبر غير صحيح وهو زعم من النبي أن إبراهيم بنى الكعبة، وأنه زعم لا أساس له لنقل لنا التاريخ عن اليهود في المدينة أو عن النصارى في نجران والطائف، أو عن أهل مكة أنهم كذبوا النبي في هذه المفردة وقالو لا صحة لها، بينما لم ينقل التاريخ شيئاً من ذلك، مع أن اليهود والنصارى في مكة كانوا يتصيدون على النبي أي خطأ ويتحينون الفرص في أي نقلٍ حتى يكذبوه ولم يرد عنهم أنهم كذبوا النبي في هذه المفردة وهي بناء إبراهيم وإسماعيل للكعبة بمكة المكرمة.

    الملاحظة الرابعة


    المؤرخ اليوناني سيكولس وهو في القرن الثاني قبل الميلاد ذكر في كتابه أن للعرب بيتاً يعظمونه يقرب من البحر كذا ميل. ثم جاء من بعده إدوارد ميغون وقال إن مقصوده من البيت هو الكعبة بمكة الواقعة بين كذا وبين كذا… وحدد المكان بالدقة.

    ثم نفس بعض طوائف اليهود وهم للآن موجودون يقرّون أن لإبراهيم وإسماعيل تمثالين داخل الكعبة وهما يحملان الأزلام.

    إذن القضية ليست من مبتدعات النبي أو مبتدعات القرآن، وإنما لها أصول في كتب التاريخ.


    الملاحظة الخامسة


    تشاهد الكثير من الديانات تقر وتعترف بقدسية البيت الحرام، الهندوس يعترفون بقدسية البيت الحرام حيث أن الديانة الهندوسية تؤمن بأن الأقنوم الثالث وهو روح الإله تمثل في الحجر الأسود.

    وقبل عدة شهور قام راهب هندوسي في الهند بالمطالبة بالاستيلاء على الكعبة، وذلك حسب اعتقاده أن الكعبة مبنية على معبد هندوسي وأن تحت الكعبة توجد العين المقدسة وهي نهر الإله مهاريب، وهو يشير إلى زمزم، عين زمزم لها عدة ينابيع ومن عدة أماكن ولكن أعظم الينابيع التي تمد زمزم بالماء وأصفاها وأغزرها هو ينبوع ينبع من تحت الكعبة عند الحجر الأسود.

    وهؤلاء أيضاً يعتقدون أن العين المقدسة نهر الإله مهاريب موجود تحت الكعبة.

    الصابئة من الفرس والكلدان يعتقدون أن البيوت التي وضعها الله على الأرض سبعة ومن هذه البيوت البيت الحرام الموجود بمكة المكرمة.

    أما كون نجران فيها كعبة وغطفان فيها كعبة، والطائف كان فيها كعبة، واليمن كان فيها كعبة فإن هذه الكعبات كانت نتيجة الحروب مع قريش، ولأن قريش هي المسيطرة على مكة فمتى ما اختلفت مع قبيلة ما منعتها من دخول مكة، فإذا منعتها قريش من دخول مكة اضطرت هذه القبيلة أن تبني كعبة في مكانها حتى تعوض عن الوصول إلى مكة كتمثال أو كرمز.

    لذلك بنت غطفان كعبة، وأهل نجران بنوا كعبة، وأهل الطائف بنوا كعبة، وأهل اليمن بنوا كعبة.

    إبراهيم وإسماعيل هما من بنيا الكعبة


    بناؤهم للكعبة كان بناءُ رمز لتلك الكعبة المشرفة الموجودة في البيت الحرام نتيجةً لخلافهم مع قريش ومنعهم من الدخول والورود إلى مكة المكرمة.

    نظير ما فعله القرامطة عندما لم يستطيعوا أن يقتحموا مكة سرقوا الحجر الأسود وبنوا كعبة في منطقة هجر ووضعوا فيها الحجر الأسود وهذا لا يعني أن هناك بيتاً مقدساً، لا ربط لذلك.

    لهذا عندما تلاحظ كل هذه الملاحظات التاريخية يحصل لك وضوح بأن ما ذكره القرآن وذكره أغلب المؤرخين هو أن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام هما اللذان بنيا الكعبة المشرفة في موطنها الحالي ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مبَارَكًا وَهدًى لِلْعَالَمِينَ﴾ [آل عمران: 96]

    أما التمسك بخبر شاذ ذكره مستشرق أو ذكره كتاب لا يعبأ به يقول مثلاً أن إبراهيم بنى الكعبة بأور – بابل – الإنسان يعتمد على القرآن وعلى كتب التاريخ، على ما أجمعت عليه الروايات الموثوقة من وجود البيت الحرام بمكة المكرمة كما هو الوضع الحالي.

    المناقشة الثانية: المناقشة الروحية


    صحيح أن العرب قبل الجاهلية كانت لهم صلاة ﴿وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كنْتُمْ تَكْفُرُونَ﴾ [الأنفال: 35]

    وكان لهم صيام لكنه لم يكن في شهر رمضان ولم يكن شهراً كاملاً، كانت أيام من السنة. وكانوا يحجون إلى البيت ويطوفون بالكعبة عراة، ولكن ما الذي أضافه الإسلام حينما جاءت الشريعة المحمدية؟

    العبادة ليست مجرد طقوس، الطقوس مظهر للعبادة، كل عبادة لها مظهر ولها جوهر، هذه الحركات من الطواف والسعي ومن الصلاة هو مظهر العبادة، طقس العبادة، أما حقيقة العبادة وجوهر العبادة فهي روح عروجية قربانية وراء ذلك كله، هذه الروح هي التي ضخها الإسلام في هذه الطقوس وفي هذه الحركات، عندما جاء الإسلام جاء بمفردتين:


    المفردة الأولى


    مفردة التوحيد وهي التي كانت غائبة قبل مجيء الإسلام، العبادة لا تستقيم إلا بالتوحيد ﴿قلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ «1» لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ «2» وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ «3»﴾ [الكافرون: 1 – 3]

    ﴿قلْ هوَ اللَّهُ أَحَدٌ «1» اللَّهُ الصَّمَدُ «2»﴾ [الإخلاص: 1 – 2]، ﴿قلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْملْكِ تؤْتِي الْملْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْملْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [آل عمران: 26]

    ومفردة التوحيد استدعت مفردة الأسماء الحسنى، هذا المصطلح – الأسماء الحسنى – ليس موجود في الديانات السابقة، مفردة الأسماء الحسنى متفرعة على التوحيد، بما أن الإسلام ينادي بالتوحيد، كما أن الله واحد في ذاته هو واحد في صفاته وفي أفعاله، فهو المحيي وهو المميت، وهو الخالق، وهو الرازق، وهو القابض، وهو الباسط، وهو السميع، وهو البصير ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحسْنَى فَادْعوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأعراف: 180]

    وقال: ﴿قلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾ [الإسراء: 110]

    أي كل الأمور بيده تبارك وتعالى لا بيد عبد من عباده ولا بيد مخلوق من مخلوقاته.

    المفردة الثانية


    الخشوع، وهو جوهر العبادة، الإسلام أمر بالصلاة خمس مرات في اليوم وما كانت في الديانات السابقة، أمر بالصلاة بهذه الكيفية وهذه الأذكار وبهذه السور، أمر الإسلام بالطهارة قبل الصلاة، كل ذلك لتأكيد روح العبادة وترسيخها ألا وهي الخشوع، ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ «1» الَّذِينَ همْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ «2»﴾ [المؤمنون: 1 – 2]

    ويقول القرآن الكريم: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾ [طه: 14] ويقول: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾ [العنكبوت: 45]

    إذن لنفترض أن بعض العبادات كانت موجودة قبل الإسلام، ولكن الإسلام ضخ مفردتين مهمتين لا تقوم العبادة إلا بهما وهما: مفردة التوحيد، ومفردة الخشوع دون طقس العبادة ومظهرها.


    المناقشة الثالثة: المناقشة التحليلية


    يقول دليل حساب الاحتمالات: كلما كانت النتيجة أكبر من المقدمات كشفت لنا أن هناك يداً أخرى هي التي صاغت النتيجة وأن المقدمات لا تكفي في صياغتها.

    ويضرب العلماء عندما يستدلون بهذا الدليل – دليل حساب الاحتمالات – هذا المثال: لو كان عندنا صبي في أول سنة من الدراسة الابتدائية، هذا الطفل لم يتعلم الشعر، ولم يتقن اللغة، ولم يحمل ثقافة معينة، فجأة وقف الطفل أمامنا وقرأ لنا قصيدة بديعة على وزان مستوى قصائد الجواهري أو قصائد مصطفى جمال الدين أو غيرهم، يأتي هنا دليل حساب الاحتمالات ويقول النتيجة شيء والمقدمات شيء آخر.

    فالمقدمات لا تتحمل هذه النتيجة، طفل لم يتقن اللغة، ولم يحترف الشعر، ولم يحمل ثقافة أدبية متينة، هذه المقدمات ومستوى المقدمات لا ينسجم مع مستوى النتيجة التي بنى عليها وأتى بها وهي قصيدة رائعة في مستوى طلائع الشعر للجواهري وغيره.

    هنا دليل حساب الاحتمالات يقول بما أن النتيجة أكبر من المقدمات إذن هناك يد أخرى هي التي صاغت هذه النتيجة وهذه القصيدة وأبدعتها.

    نفس هذا الدليل ينطبق على القرآن الكريم، النبي محمد لم يتعلم عند أي معلم، ولم يحضر عند علماء الأديان أصلاً، ولم يطّلع على كتاب من كتب الأديان السابقة، ولم يشترك في محفل شعري أو أدبي أو مهرجان قبل البعثة إطلاقاً، ولم يدخل جامعة، ولم يدخل كلية، ولم يحضر منتدى، ولم يصدر منه أي خطاب أدبي علمي قبل البعثة، ولم يحمل ثقافة فلكية أو ثقافة قانونية أو ثقافة تربوية قبل البعثة. هذه هي المقدمات، ولكن النتيجة ما هي؟

    النتيجة أن هذا الشخص الذي لم يتعلم ولم يأخذ كتب الأديان، ولم يحضر عند مدرس أو أديب أو شاعر، ولم يحمل ثقافة عن الفلك وعن السماء وعن الأرض وعن دقاق الكون، جاء هذا الشخص بهذا الكتاب ألا وهو القرآن الكريم، كتاب يحمل بين طياته ويتضمن بين دفتيه هذه الأبعاد الخمسة التي لم توجد في كتاب سماوي إلى يومنا هذا، وهذه الأبعاد هي:

    البعد الأول: البعد التاريخي


    نقل هذا الكتاب القصة الإنسانية من يوم آدم بتفاصيلها إلى يوم النبي محمد ، بل وأخبر بمغيبات ستقع بعده ووقعت ﴿الم «1» غلِبَتِ الرُّومُ «2» فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ «3» فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمؤْمِنُونَ «4»﴾ [الروم: 1 – 4]

    البعد الثاني: البعد القانوني


    القرآن الكريم فيه أكثر من سبعمائة آية أو أكثر تتضمن قانوناً من القوانين التشريعية، هذه المادة القانونية تحتاج إلى عقلية قانونية خبيرة بالقانون، خبيرة بتفاصيل القانون، في جميع ما هو مرتبط بمسيرة الإنسان.

    البعد الثالث: البعد التربوي


    تضمن هذا الكتاب تعاليم خلقية تعالج أمراض نفسية متأصلة وتأخذ بنفس الإنسان إلى حالة من الهدوء والاطمئنان عبر الأخلاق الجميلة، أو عبر الذكر الروحي الذي إذا استمر عليه الإنسان وصل إلى التخلص من الأمراض النفسية والقلاقل الروحية.

    البعد الرابع: البعد الغيبي


    تحدث هذا الكتاب عن الموت وما بعد الموت، والآخرة وتفاصيلها، ولم يتحدث كتاب سماوي كما تحدث القرآن الكريم.

    البعد الخامس: البعد العلمي


    القرآن الكريم تضمن إشارات لحقائق كونية علمية اكتشفها الإنسان بعد مئات السنين، عندما يقول القرآن الكريم: ﴿وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا﴾ [الأنبياء: 32] يأتي العلم بعد سنين ليقرر أن بين الأرض وبين الفضاء غلافاً جوياً يحمي الأرض من خطر النيازك والشهب، وهذا هو السقف المحفوظ.

    عنصر الحديد


    يقول القرآن الكريم: ﴿وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ﴾ [الحديد: 25] ثم يأتي العلم بعد مئات السنين ويقول العناصر الأولية للحديد لم تتكون في الأرض وإنما تكونت في السماء، العناصر الأولية للحديد جاءت عبر انفجارات لهذه النجوم العملاقة، ووصل هذا الفتات إلى الأرض واختلط بترابها فتكون منها الحديد.

    من بين كل المعادن ذكر الحديد وقال فيه بأس شديد ليس فقط لأنه يقطع، العناصر مثل الهيدروجين والهيليوم إذا زدت عليه طاقة ازداد توقداً إلا الحديد فإنه يمتص الطاقة ولذلك العنصر الذي يقتل الشموس العملاقة وينهيها هو عنصر الحديد دون غيره من العناصر.

    الماء


    قوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كلَّ شَيْءٍ حَيٍّ﴾ [الأنبياء: 30] الآن يقرر العلم أنه لا دليل على الحياة في أي كوكب إلى وجود الماء، الماء هو دليل الحياة في أي كوكب كان.

    حركة الأرض


    ويقول القرآن الكريم: ﴿وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ﴾ [النمل: 88] بعدها اكتشف الإنسان أن الأرض تتحرك وليست جسماً ثابتاً.

    العقل الباطن


    وعندما تأتي إلى ما يذكره علماء النفس يقول القرآن الكريم: ﴿فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى﴾ [طه: 7] ما هو الذي أخفى من السر؟! هناك العقل الواعي وهناك العقل الباطن، العقل الباطن من نظريات علم النفس الذي هو خزانة لميول الإنسان وذكرياته التي ينساها العقل الواعي وهو مما هو أخفى من السر.

  • #2
    حياة الأمم وموتها


    وإلى مستوى علم الاجتماع يذكر الآن أن لكل أمة موتاً وحياة، لكل مجتمع موت وحياة، والقرآن الكريم قبل ذلك يقول: ﴿وَلِكُلِّ أمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ﴾ [الأعراف: 34]

    والقرآن يقرر هذه النظرية، متى ما كان التوزيع والتلاعب بالثروة فإن نتيجة الفساد سقوط الاقتصاد، يقول القرآن الكريم: ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ﴾ [النحل: 112]

    مواد علمية عدة في القرآن


    إذن بالنتيجة هذه المواد المادة التاريخية، والمادة الغيبية، والمادة القانونية، والمادة التربوية، والمادة العلمية، وهذا الكتاب نتيجة أكبر من المقدمات، عندما تقارن بين المقدمات التي كانت عند النبي وبين هذه النتيجة المبهرة الإعجازية يأتي هنا دليل حساب الاحتمالات ويقول: بما أن النتيجة أضخم من المقدمات إذن هذا الكتاب ليس من محمد وليس من نقشه ولا إبداعه وإنما هناك يد غيبية هي التي صاغت هذا الكتاب ﴿الم «1» ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هدًى لِلْمُتَّقِينَ «2»﴾ [البقرة: 1 – 2]

    ﴿حم «1» وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ «2» إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا منْذِرِينَ «3»﴾ [الدخان: 1 – 3]

    وهكذا ما تذكره الآيات القرآنية حول هذا الكتاب العظيم ألا وهو القرآن الكريم.

    صفتان في رسول الله


    الفيلسوف الفرنسي هنري كاربون بينه وبين السيد الطباطبائي صاحب الميزان مراسلات، وكان يدرس الفلسفة الشيعية وكان يدرس آراء ملا صدره الشيرازي، وابن سينا ومن بعدهما، وكتب كتابات عدة في هذا المجال، وله مقال الوجود المقدس وكأنه شبيه بقاعدة اللطف في كتب علم الكلام عند الإمامية، يقول: المقدس هو الله تعالى، الله تبارك وتعالى يقول في كتابه: ﴿الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾ [الجمعة: 1] هو المقدس، هو القدوس. وأن الإنسان إنما خلق لكي يكتسب القداسة من الله ويكون وجهاً لله على الأرض، يعيش قداسة الله ويكون وجهاً لله على الأرض، هذا هو الهدف من وجود الإنسان، كأنه كما ذكر القرآن الكريم: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ﴾ [الملك: 2] لكن اكتساب الإنسان للقداسة يحتاج إلى شخصية قدسية يقتدي بها الإنسان، كي يصل إلى مرتبة القداسة.

    ثم يقول الفيلسوف: ولم يشهد التاريخ شخصية قدسية في تاريخ الإنسان يقتدى بها بحيث يصبح الإنسان وجهاً لقداسة الله كما شهدها في شخصية النبي محمد. قال: إن النبي محمداً جمع بين صفتين عظيمتين: صفة روحية وصفة قيادية.


    الصفة الروحية


    أما الصفة الروحية فكما ذكر القرآن عنه ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [التوبة: 128] وقال عنه القرآن: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم: 4]

    كان يرقع ثوبه ويخصف نعله ويحلب شاته ويهيئ زاده، ويركب الحمار ويردف معه من يشاء، وكان يجلس على الأرض إذا جاءه أحد، وكان يجلس مع أصحابه كجلسة أحدهم حتى إذا جاء الغريب لا يتعرف من هو النبي منهم، وكان مع أصحابه كأحدهم في تواضعه وطيب نفسه، وأخلاقه العظيمة، صلوات الله وسلامه عليه.


    الصفة القيادية


    والصفة الثانية التي جذبت الأمم المنصفة لشخصيته الصفة القيادية، لم يتمتع بهذه الصفة القيادية نبي قبله، النبي استطاع خلال عشر سنوات عاشها في المدينة أن يحول المجتمع من مجتمع جاهلي متحارب إلى مجتمع متعلم متخلق متوحد.

    خلال عشر سنوات استطاع أن يقيم دولة، وأن يقيم تاريخ وتراث باقياً إلى يوم القيامة، خلال عشر سنوات يقول هؤلاء المحللون للشخصية القيادية للنبي أنه كيف استطاع أن يحول العرب من قبائل متحاربة تتقاتل على الرغيف وعلى البئر وعلى العنز، كيف استطاع أن يحولهم إلى مجتمع متعلم متوحد يتفانى في سبيل مبادئه وعقيدته.

    استطاع ذلك بعدة نقاط تكشف عن عبقريته القيادية:
    • النقطة الأولى: أنه أعطى المؤلفة قلوبهم سهماً من الزكاة حتى يدرأ خطرهم عن الإسلام.
    • النقطة الثانية: آخى بين المهاجرين والأنصار، وآخى بين الأنصار أنفسهم بين الأوس والخزرج حتى يجعل المجتمع الإسلامي مجتمعا أخوياً مترابطاً لا ينفصل بعضه عن بعض.
    • النقطة الثالثة: أنه استطاع أن يسيطر على المركز مكة بشكل تدريجي دون أن يدخل في حروب مباشرة إلى مكة وإلى المجتمع المكي إلى فتح مكة منتصراً.
    عبقرية قيادية


    هذه النقاط تكشف عن عبقرية قيادية كان يمتلكها هذا الإنسان، وهذه العبقرية الروحية والقيادية هي التي جعلته مؤهلاً أن يكون خاتم الأنبياء، ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين، وهكذا استطاع هذا الإنسان العظيم أن يبقي هذا التراث خالداً، حتى أن الخليفة الأموي يقول: وهذا ابن أبي كبشة يذاع اسمه على المآذن ألا والله دفناً دفناً. لكنه لم يستطع أن يدفن ذكر رسول الله، ولم يستطع محو وطمس آثار رسول الله ، هذا الإنسان الذي بذل كل جهوده وكل حياته، وكل مصاعب الحياة في سبيل نشر الدين، في سبيل إصلاح أمر الأمة، كما ذكرت السيدة الزهراء: كنْتُمْ عَلى شَفا حفْرَةٍ مِنَ النّارِ، مذْقَةَ الشّارِبِ، وَنهْزَةَ الطّامِعِ، وَقبْسَةَ الْعَجْلانِ، وَمَوْطِئَ الأقْدامِ، تَشْرَبُونَ الطّرْقَ، وَتَقْتاتُونَ الْوَرَقَ، أذِلَّةً خاسِئِينَ، ﴿تَخافُونَ أنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِكُمْ﴾ فَأنْقَذَكُمُ اللهُ تَبارَكَ وَتَعالى بِمحَمَّدٍ صَلى الله عليه وآله

    فما جزاء هذا الإنسان في عترته؟ ما جزاء هذا الإنسان في ذريته التي هي امتداد لوجوده المبارك الشريف؟ ما جزاء هذا الإنسان في أهل بيته؟

    السيد منير الخباز/موقع المنير

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X