بسم الله الرحمن الرحيم .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين ، اللهم صل على محمد وآل محمد .
نتقدم باحر التعازي والمواساة إلى حضرة الإمام الحجة بن الحسن المهدي (عليه السلام) وإلى مراجع الدين العظام والى كافة المؤمنين والمؤمنات بذكرى وفاة القاسم ابن الإمام الكاظم (عليه السلام) .
ومرض القاسم مرضاً شديداً حتّى دنا أجله وتصرّمت أيّامه ، جلس الشيخ عند رأسه يسأله عن نسبه وقال : ولدي لعلّك هاشمي ؟
قال له : نعم ، أنا ابن الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام) . جعل الشيخ يلطم على رأسه وهو يقول : وا حيائي من أبيك موسى بن جعفر .
قال له : لا بأس عليك يا عم ، إنّك أكرمتني وإنّك معنا في الجنّة ، يا عم ، فإذا أنا متّ فغسّلني وحنّطني وكفّني وادفنّي ، وإذا صار وقت الموسم حجّ أنت وابنتك وابنتي هذه ، فإذا فرغت من مناسك الحج اجعل طريقك على المدينة ، فإذا أتيت المدينة أنزل ابنتي على بابها ، فستدرج وتمشي ، فامش أنت وزوجتي خلفها حتّى تقف على باب دارٍ عالية ، فتلك الدار دارنا ، فتدخل البيت وليس فيها إلّا نساء ، وكلّهن أرامل .
ثمّ قضى نحبه ، فغسّله وحنّطه وكفّنه ودفنه ، فلمّا صار وقت الحج حجّ هو وابنته وابنة القاسم ، فلمّا قضوا مناسكهم جعلوا طريقهم على المدينة ، فلمّا وصلوا إلى المدينة أنزلوا البنت عند بابها على الأرض ، فجعلت تدرج والشيخ يمشي خلفها إلى أن وصلت إلى باب الدار ، فدخلت فبقي الشيخ وابنته واقفين خلف الباب ، وخرجن النساء إليها واجتمعن حولها ، وقلن مَن تكونين ؟ وابنة مَن ؟ فلمّا قلن لها النساء : ابنة مَن تكونين ؟ فلم تجبهم إلّا بالبكاء والنحيب ، فعند ذلك خرجت أُمّ القاسم ، فلمّا نظرت إلى شمائلها جعلت تبكي وتنادي : وا ولداه ، وا قاسماه ، والله هذه يتيمة ولدي القاسم ، فقلن لها : من أين تعرفينها أنّها ابنة القاسم ؟
قالت : نظرت إلى شمائلها لأنّها تشبه شمائل ولدي القاسم . ثمّ أخبرتهم البنت بوقوف جدّها وأُمّها على الباب ، وقيل : إنّها مرضت لمّا علمت بموت ولدها ، فلم تمكث إلّا ثلاثة أيّام حتّى ماتت ) .
شجرة طوبى ، الشيخ محمد مهدي الحائري ، ج 1 ، ص 172 .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين ، اللهم صل على محمد وآل محمد .
نتقدم باحر التعازي والمواساة إلى حضرة الإمام الحجة بن الحسن المهدي (عليه السلام) وإلى مراجع الدين العظام والى كافة المؤمنين والمؤمنات بذكرى وفاة القاسم ابن الإمام الكاظم (عليه السلام) .
ومرض القاسم مرضاً شديداً حتّى دنا أجله وتصرّمت أيّامه ، جلس الشيخ عند رأسه يسأله عن نسبه وقال : ولدي لعلّك هاشمي ؟
قال له : نعم ، أنا ابن الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام) . جعل الشيخ يلطم على رأسه وهو يقول : وا حيائي من أبيك موسى بن جعفر .
قال له : لا بأس عليك يا عم ، إنّك أكرمتني وإنّك معنا في الجنّة ، يا عم ، فإذا أنا متّ فغسّلني وحنّطني وكفّني وادفنّي ، وإذا صار وقت الموسم حجّ أنت وابنتك وابنتي هذه ، فإذا فرغت من مناسك الحج اجعل طريقك على المدينة ، فإذا أتيت المدينة أنزل ابنتي على بابها ، فستدرج وتمشي ، فامش أنت وزوجتي خلفها حتّى تقف على باب دارٍ عالية ، فتلك الدار دارنا ، فتدخل البيت وليس فيها إلّا نساء ، وكلّهن أرامل .
ثمّ قضى نحبه ، فغسّله وحنّطه وكفّنه ودفنه ، فلمّا صار وقت الحج حجّ هو وابنته وابنة القاسم ، فلمّا قضوا مناسكهم جعلوا طريقهم على المدينة ، فلمّا وصلوا إلى المدينة أنزلوا البنت عند بابها على الأرض ، فجعلت تدرج والشيخ يمشي خلفها إلى أن وصلت إلى باب الدار ، فدخلت فبقي الشيخ وابنته واقفين خلف الباب ، وخرجن النساء إليها واجتمعن حولها ، وقلن مَن تكونين ؟ وابنة مَن ؟ فلمّا قلن لها النساء : ابنة مَن تكونين ؟ فلم تجبهم إلّا بالبكاء والنحيب ، فعند ذلك خرجت أُمّ القاسم ، فلمّا نظرت إلى شمائلها جعلت تبكي وتنادي : وا ولداه ، وا قاسماه ، والله هذه يتيمة ولدي القاسم ، فقلن لها : من أين تعرفينها أنّها ابنة القاسم ؟
قالت : نظرت إلى شمائلها لأنّها تشبه شمائل ولدي القاسم . ثمّ أخبرتهم البنت بوقوف جدّها وأُمّها على الباب ، وقيل : إنّها مرضت لمّا علمت بموت ولدها ، فلم تمكث إلّا ثلاثة أيّام حتّى ماتت ) .
شجرة طوبى ، الشيخ محمد مهدي الحائري ، ج 1 ، ص 172 .