ليلة الجُمعة ليلتها غرّاء

[الاشتر]

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد

ليلة ويوم الجمعة أربع وعشرين ساعة من اروع اللحظات التي ما إن عاشها المؤمن يكون في لقاء مع الله سبحانه وتعالى أوضح والطف وأجمل من بقية الايام لماذا؟ لأنّ كل الحجب ترفع وتمنع من قبل الله عز وجل لخصوص عباده الذين ينتظرون مثل هذه اللحظات وهذه الساعات كي تبدأ قلوبهم بالتواصل مع الله سبحانه وتعالى والذكر له وايضا لكي يشحنوا هممهم بتوطيد هذه العلاقة مع الله سبحانه وتعالى باعتبار أنّ هذه الخصوصية في هذه الأيام ملحوظة وموجودة وايضا معروفة، فلما يستغل العبد هذه اللحظات لتقوية هذه العلاقة واستغلال هذا الوقت بعد ان يفرغ نفسه من كل الانشغالات، ويحاول أن يستغل ما هو يعطى للعبد في مثل هذه اللحظات والساعات فكما هو معروف أنّ في ليلة الجمعة تنزل الملائكة الى الارض وتزور قبر الحسين عليه السلام مع الانبياء والمرسلين فالذي يستغل مثل هذه الفرصة يكون معهم اما من خلال القرب بوجوده في المقام الشريف أو من البعد عندما يزور الامام الحسين عليه السلام، سيكون الموضوع فرصة متهيئة للاستزادة من الاعمال الصالحة وتوطيد العلاقة مع الله سبحانه وتعالى من خلال اوليائه من خلال الحسين عليه السلام يعيش تلك الحالات بالتوجه التام والابتعاد عن الانشغال من هذه الدنيا فهذه حقيقة من الحقائق المهمة التي على الانسان أن يستغلها وسيجد فيها المنفعة كل المنفعة له في حياته وفي آخرته من خلال ما يلقاه في يوم الحساب وقد وردت الروايات كثيرة بهذا الخصوص نذكر منها:
فقد روي عَن النّبي صلّى الله عليه وآله قال: ((إنّ ليلة الجُمعة وَنهارها أربع وعشرون ساعة لله عزّ وَجلّ في كُلِّ ساعة ستمائة ألف عتيق من النّار))^[1].
ومن جملة أعمال ليلة الجمعة: -
الإكثار من قول: سُبْحانَ الله، وَالله أَكْبَرُ، ولا إِلهَ إِلّا الله ^[2].
وَالإكثار من الصلاة على مُحَمَّدٍ وآله.
فقد روي أنّ ليلة الجُمعة ليلتها غرّاء وَيومها يَوم زاهِر فأكثروا من قول: سُبْحانَ الله، وَالله أَكْبَرُ، ولا إِلهَ إِلّا الله. وَأكثروا من الصلاة على مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّدٍ عليهم السلام. وَفي رواية أخرى: أنّ أقّل الصلاة على مُحَمَّدٍ وآله في هذه اللّيلة مائة مَرَّة وَما زدت فهو أفضل ^[3].
وَيستحبّ في يَوم الخميس الصّلاة على النبي صلّى الله عليه وآله ألف مَرَّة، وَيستحبّ أنْ يقول فيه: اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَاهْلِكْ عَدُوَّهُمْ مِنَ الجِنِّ وَالاِنْسِ مِنَ الاَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ. وَإنْ قالَ ذلك مِنْ بَعد العصر يَوم الخميس إلى آخر نهار يَوم الجُمعة كانَ لَهُ فَضل كثير^[4].
وَيستحبّ أنْ تَستغفر آخر نهارك يَوم الخميس فتَقول:
أسْتَغْفِرُ الله الَّذِي لا إِلهَ إِلّا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ تَوْبَةَ عَبْدٍ خاضِعٍ مِسْكِينٍ مُسْتَكِينٍ، لا يَسْتَطِيعُ لِنَفْسِهِ صَرْفا وَلا عَدْلاً وَلا نَفْعاً وَلا ضُرّاً وَلا حَياةً وَلا مَوْتاً وَلا نُشُوراً. وَصَلّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَعِتْرَتِهِ الطَّيِّبِينَ الطّاهِرِينَ الاَخْيارِ الاَبْرارِ وَسَلّمَ تَسْلِيماً ^[5].
وَيستحبّ أنْ يقرأ ليلة الجُمعة سُورَة بني إسرائيل والكهف وَالسّور الثّلاث المبدوءة بطسَّ وسورة الم السّجدة ويس وص وَالأحقاف والواقعة وحم السّجدة وحم الدّخان وَالطُّور وَاقتربت وَالجُمعة ^[6].
ويكثر من الدّعاء لإخوانه المؤمنين.
ويدعو بدعاء كميل.
ويقول عشر مرّات: يا دائِمَ الْفَضْلِ عَلى الْبَريِّةِ يا باسِطَ الْيَدَيْنِ بِالْعَطِيَّةِ يا صاحِبَ الْمَواهِبِ السَّنِيَّةِ صَلِّ عَلى مُحَمِّد وَآلِهِ خَيْرِ الْوَرىْ سَجِيَّةً وَاغْفِرْ لَنا يا ذَا الْعُلى في هذِهِ الْعَشِيَّةِ.
وزيارة الحسين صلوات الله عليه، فإنّها تعدل ألف حجّة وألف عمرة وألف جهاد بل تفوقها.

________________________________________________


[1] بحار الأنوار، ج 86، ص 268.
[2] مصباح التهجّد، ص: 283.
[3] جامع الأخبار، ج 1، ص 63.
[4] جمال الأسبوع لابن طاووس في الفصل العاشر ص 183.
[5] أعمال الأسبوع، ص 265.
[6] مصباح المتهجّد، ص 257

[صدى المهدي]

احسنتم ويبارك الله بكم
شكرا لكم كثيرا
مأجورين