قال تعالى : ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (*) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ... ﴾ النور ٣٠ - ٣١ .
يأمرنا الباري العالم بما يصلحنا رجالاً ونساءً بغض البصر مع حفظ الفرج لما بينهما من أرتباط .
وقد أكَّدت الكثير من الرّوايات الشَّريفة على خطورة النَّظر المحرَّم على روح الإنسان المؤمن ، لدرجة أنَّها تفسد الإيمان وتنبت الفسق في نفسه ، فعن الإمام الصَّادق عليه السلام : يا بن جندب ! إنَّ عيسى بن مريم عليه السلام قال لأصحابه : إيَّاكم والنَّظرة ، فإنَّها تزرع في القلب الشَّهوة وكفى بها لصاحبها فتنة ، طوبى لمن جعل بصره في قلبه ولم يجعل بصره في عينه .
عواقب النَّظر المحرَّم
إنَّ جزاء النَّظر المحرَّم عند الله تعالى شديد جدّاً ، وقد عبّرت بعض الرّوايات عن عواقب من يملأ عينيه من النَّظر الحرام بصور عجيبة ، منها :
١ - يملأ عينيه نار : ففي الرِّواية عن الرَّسول (صلى الله عليه وآله) :
من ملأ عينه من حرام ملأ الله عينه يوم القيامة من النَّار، إلَّا أن يتوب ويرجع .
٢ - يؤدِّي إلى النَّدامة : قال الإمام عليّ عليه السلام : كم من نظرة جلبت حسرة .
٣ - الغضب الإلهيّ : فعن الرَّسول (صلى الله عليه وآله) : اشتدَّ غضب الله عزَّ وجلَّ على امرأة ذات بعل ملأت عينها من غير زوجها ، أو غير ذي محرم منها .
٤ - الغفلة عن الاخرة وذكر الله تعالى : قال الإمام عليّ عليه السلام : ليس في البدن شيء أقلُّ شكراً من العين ، فلا تعطوها سؤلها ، فتشغلكم عن ذكر الله عزَّ وجلّ .
آثار غضِّ البصر
١ - رضا الله تعالى ، والثَّواب العظيم : قال الإمام الصَّادق عليه السلام : من نظر إلى امرأة فرفع بصره إلى السَّماء أو أغمض بصره لم يرتدَّ إليه طرفه حتَّى يزوِّجَه الله من الحور العين .
٢ - حلاوة الإيمان : عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنَّه قال : النَّظرة سهم مسموم من سهام ، إبليس فمن تركها خوفاً من الله أعطاه الله إيماناً ، يجد حلاوته في قلبه .
٣- راحة القلب : قال أمير المؤمنين عليه السلام : من غضَّ طرفه ، أراح قلبه .
٤ - الأمن من وسوسة الشَّيطان : قال الإمام عليّ عليه السلام : العيون مصائد الشَّيطان .
س : كيف يغضُّ الإنسان بصره وأبتعد عن النظر الحرام ؟
ج : غضُّ الطَّرف يحتاج إلى معرفة ، وإلى عزيمة ، وقوَّة إرادة . فعلى المكلَّف أن يعرف الآثار ، والعواقب الوخيمة لهذه الآفة ، ثمَّ عليه أن يصمم على تركها ولا يستجيب لنفسه عندما ترغب بالنظر المحرم .
وتوجد بعض الأمور التي تساعد على غضّ البصر :
١ - ترك النظر بمجرد أن يرى أو يعلم بوجود أمرأة لا تحلّ له مهما ألحت عليه نفسه ووسوس له الشيطان وهكذا المرأة .
وقد يوسوس الشيطان أو النفس بأن ينظر ولو نظرت واحدة لأجل أن يعرفها مثلاً وقد يضل يلح عليه فعلى المؤمن أن يستعيذ بالله منهما ولا يستجيب لهما أبداً .
٢ - معرفة الله ومراقبته وتقواه والحياء منه فأن معرفة الله تعالى ، ومراقبته وتقواه ، هي أمور أساسية في حفظ الإنسان ، وابتعاده عن جميع المحرَّمات . فينبغي العلم بأنَّ الله بصير بالعباد ، وأنَّه يرى وأنَّه رقيب وأنَّه يعلم السِّرَّ وأخفى ، ﴿ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾ النور ٣٠
٣ - معرفة عواقب النَّظر المحرَّم :
وهو من الأمور المساعدة إلى حدٍّ كبير لمعالجة هذه الآفة المهلكة ، فإنَّ لمعرفة عواقب وآثار النَّظر المحرَّم ، قوَّة ردع تحظر على الإنسان أن يتساهل مع هذه المعصية ، أو أن يستخفَّ بها .
منقول👀
تعليق