اللهم صل على محمد وآل محمد
قوله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾(النساء:59) .
وتدور محاور الطاعة في هذه الآية حول :
《الله عزوجل》و طاعته حکم عقلي و وجداني. فالعقل يؤيّد وجوب الإستجابة لله عزوجل دون قيد أو شرط؛ لإنّه خالق الوجود و مالك الموجودات، وکلّّ شيء في قبضته، و أوامره نافذة.
ولأن أحکامه -سبحانه - من أوامر ونواهٍ لا تصل البشر مباشرة بل بواسطة يبلغون الشريعة کما أنزلها الله عزوجل، فالنبي لا يبدع بل يبلّغ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ﴾(النجم:4،3).
《الرسول 》وطاعته واجبة لأنّ الله قرن طاعته بطاعة النبي الذي بعثه. و من هنا يستشف أنّ رسول الله (صلی الله عليه و آله و سلم) له قراراته و أحکامه الخاصة به. فإن له إضافة الي مهمته في تبليغ الرسالة مهمة اخري تتعلّق في تطبيق شرع الله في أرضه و بين عباده، و هو مسؤول عن إقرار النظام و إرساء قواعد العدل و قيادة المجتمع في طريق الخير و الحقّ و إعلاء کلمة الإسلام .
ومن هنا فإن الرسول (صلی الله عليه و آله و سلم) يتحرّك في هذا الإطار بعنوان حاکم و قائد و رئيس؛ حيث يتمتع بناءً علی ذلك بأحکام خاصة تدعي أحکام الرئاسة، فهو يتّخذ القرارات المناسبة التي تنسجم و مصالح المسلمين ومنافع المجتمع الإسلامي؛ ولهذا کانت طاعته واجبه قال تعالى :
﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾(آل عمران:132) .
﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴾(التغابن:12) .
﴿ ... وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ... ﴾(المجادلة:13) .
﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ... ﴾(النساء:80) .
﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ ... ﴾(النساء:64) .
﴿ النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ... ﴾(الأحزاب:6) .
-----------------------
منقول
تعليق