بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
اللهم صل على محمد وال محمد
وعجل فرجهم والعن أعددائهم
نحن غير المعصومين لنا تعلق خاص بالأمهات عادة، وإن كنا نحترم الأب ولكن العلاقة العاطفية بالأم هي علاقة مميزة. والرواية المعروفة عن النبي الأكرم (صلى الله عليه واله) أنه أوصى بالأم مراراً في مقابل الأب خير دليل على ذلك. إن أمير المؤمنين (عليه السلام) له ما له من المقام؛ فهو سيد الأوصياء ولا يقاس بفضله أحد من المخلوقين سوى النبي الأكرم (صلى الله عليه واله)، ولكن للزهراء (عليها السلام) موقع مميز في نفوس أئمة أهل البيت (عليهم السلام)؛ فإمامنا الجواد (عليه السلام) يُرى متأثراً؛ فيسأله أبوه الرضا (عليه السلام) عن سبب التأثر، فذكر أنه قد ذكر أمه الزهراء (عليها السلام) من دون مناسبة.
وهذه العلاقة وهذا التأثر لأمرين، أولا: لمقامها (عليها السلام). إننا في الواقع لا نعلم موقع الزهراء (عليها السلام) في الأمة ولا نعلم فضلها، وعندما انكشف شيء من علمها لأمير المؤمنين (عليه السلام) وعلم من هي فاطمة (عليها السلام)؛ أبدى إعجاباً واستغراباً كثيرا.
تقول الرواية التي يرويها عمار:(شَهِدْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَقَدْ وَلَجَ عَلَى فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ فَلَمَّا أَبْصَرَتْ بِهِ نَادَتْ اُدْنُ لِأُحَدِّثَكَ بِمَا كَانَ وَبِمَا هُوَ كَائِنٌ وَ بِمَا لَمْ يَكُنْ إِلَى يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ حِينَ تَقُومُ اَلسَّاعَةُ قَالَ عَمَّارٌ فَرَأَيْتُ أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَرْجِعُ اَلْقَهْقَرَى فَرَجَعْتُ بِرُجُوعِهِ إِذْ دَخَلَ عَلَى اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فَقَالَ لَهُ اُدْنُ يَا أَبَا اَلْحَسَنِ فَدَنَا فَلَمَّا اِطْمَأَنَّ بِهِ اَلْمَجْلِسُ قَالَ لَهُ تُحَدِّثُنِي أَمْ أُحَدِّثُكَ قَالَ اَلْحَدِيثُ مِنْكَ أَحْسَنُ يَا رَسُولَ اَلله… فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ نُورُ فَاطِمَةَ مِنْ نُورِنَا فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَ وَلاَ تَعْلَمُ فَسَجَدَ عَلِيٌّ شُكْراً لِلَّهِ تَعَالَى)[١]
فمن الأنوار المميزة نور النبوة، ونور الوصاية. والزهراء (عليها السلام) هي التي ربطت النبوة بالولاية؛ فهي بنت النبي (صلى الله عليه واله) وزوجة الوصي (عليه السلام) وقد خرج منهما اللؤلؤ والمرجان. وثانيا: لما جرى عليها من المصائب حتى لقد فرحت قبل وفاة أبيها عندما بشرها بقرب لحاقها به.
[١] بحار الأنوار ج٤٣ ص٨.
تعليق