تويت
🌱 الزوجة الأنيسة
لقد تزايدت النعم على آدم فقد ألقى عليه السبات، فلما استيقظ نظر إلى خلق حسن يشبه صورته غير أنها أنثى، فكلمها وكلمته بلغته فقال لها: من أنت؟
فقالت: خلقني الله كما ترى.
فقال الله سبحانه وتعالى: هذه أمتي حواء تحب أن تكون معك فتؤنسك وتحدثك.
قال: نعم يا رب، ولك الشكر والحمد ما بقيت.
تمت خطبتها من قبل الباري عز وجل مقابل تعليمها معالم الدين، فتبارك الله أحسن الخالقين، وبذلك أصبح لآدم أنيس زوجه حواء وقد أسكنهما الله الجنة.
🌱 أباح لهما الباري عز وجل أن يأكلا من الجنة رغدًا حيث شاءا، وأطلق لهما العنان في اجتناء ما يريدان من ثمارها ونهاهما أن يقربا شجرة من بين أشجارها الكثيرة، {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا نَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ}.(١)
وقد ضمن لهما إن هما امتثلا لأمره أن لا يجوعا ولا يعريا ولا يظمأ، وحذرهما من إبليس وإغوائه. سكن آدم وحواء الجنة وصارا يتمتعان فيها بما لذ وطاب، عزّ على إبليس أن ينعم آدم وزوجته حواء فحسدهما ودلف إلى الجنة واستمالهما بزخرف قوله وأمانيه وقال: {مَا نَهَكُنما رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تكُونَا مِنَ الْخَلِدِينَ}(٢). فأكلا منها فتهافت اللباس عنهما فبادرا إلى ستر أنفسهما بورق الجنة، {وَنَادَاهُمَا رَبُهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُما إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُما عَدُوٌّ مُّبِينٌ}.(۳)
أنابا إلى الله عز وجل، وندما على فعلتهما {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنكُونَنَّ مِنَ الْخَسِرِينَ}(٤)، وكان عقابهما أن أُخرجوا من الجنة حيث الراحة والهدوء إلى الدنيا حيث النصب والتعب.
🌱 جنة آدم
روي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام أنه سئل عن جنة آدم فقال: «جنة من جنان الدنيا يطلع فيها الشمس والقمر، ولو كان من جنان الآخرة ما خرج أبدًا.»(٥)(٦)
📚 ١. سورة البقرة ٣٥
📚 ٢. سورة الأعراف ٢٠
📚 ٣. سورة الأعراف ٢٢
📚 ٤. سورة الأعراف ٢٣
📚 ٥. بحار الأنوار ٢٨٥:٦
📚 ٦. قصص الأنبياء في القرآن الكريم ١٥
تعليق