تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد
مسالة الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف وخروجه مسالة عقائدية، ووقوعها حتمي بحسب الوعد الالهي والآية الشريفة في الكتاب العزيز تقول: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾[1].
ونتيجة للظلم الذي يسيطر على هذه الارض وضحيته العباد وحديث الملائكة عن ذلك، فالله سبحانه وتعالى لا يمكن ان يسكت عن مثل هذا لكن لمصلحة هو مقدرها يكون هذا الخروج في الوقت المناسب والآية الشريفة بخصوص ذلك تقول: ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾[2].
فإقامة العدل ودولة العدل الالهي على يد الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف من خلال الروايات الشريفة المستفيضة بهذا الخصوص والمتفق عليها عند الفريقين وايضا في كل الشرائع ظهر منها هذا الوعد، وحددت أنّ هناك مخلص للظلم بهذا الوجود فقال أمير المؤمنين عليه السَّلام: ((قَدْ لَبِسَ لِلْحِكْمَةِ جُنَّتَهَا وَأَخَذَهَا بِجَمِيعِ أَدَبِهَا مِنَ الْإِقْبَالِ عَلَيْهَا وَالْمَعْرِفَةِ بِهَا وَالتَّفَرُّغِ لَهَا فَهِيَ عِنْدَ نَفْسِهِ ضَالَّتُهُ الَّتِي يَطْلُبُهَا وَحَاجَتُهُ الَّتِي يَسْأَلُ عَنْهَا فَهُوَ مُغْتَرِبٌ إِذَا اغْتَرَبَ الْإِسْلَامُ وَضَرَبَ بِعَسِيبِ ذَنَبِهِ وَأَلْصَقَ الْأَرْضَ بِجِرَانِهِ بَقِيَّةٌ مِنْ بَقَايَا حُجَّتِهِ خَلِيفَةٌ مِنْ خَلَائِفِ أَنْبِيَائِهِ))[3]، فبخصوص رواياتنا أنّ الامام عندما يظهر بعد حربه للسفياني وانتصاره عليه من جملة ما يقوم به تأسيسا لدولة العدل الكبرى، أنّ الامام يثار للحسين عليه السلام من قتلته فيخرجهم من قبورهم ويقتلهم بعد أنّ يحاكمهم، وايضا يقتل ذراريهم هنا تحصل امور عديدة ومن خلال هذا يكون هناك اعتراضات من الذين هم اتباع الامام وغيرهم يعترضون على الامام، يقولون ما ذنب هؤلاء ويستشهدون بالآية الشريفة: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾[4].
فتأتي الرواية التي تتحدث عن هذا الامر وهي: فِي عُيُونِ اَلْأَخْبَارِ وَفِي اَلْعِلَلِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ زِيَادِ بْنِ جَعْفَرٍ اَلْهَمَذَانِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اَلسَّلاَمِ بْنِ صَالِحٍ اَلْهَرَوِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي اَلْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى اَلرِّضَا عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ، يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ مَا تَقُولُ فِي حَدِيثٍ رُوِيَ عَنِ اَلصَّادِقِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ، قَالَ: ((إِذَا خَرَجَ اَلْقَائِمُ، قَتَلَ ذَرَارِيَّ قَتَلَةِ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ بِفِعَالِ آبَائِهَا فَقَالَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ: هُوَ كَذَلِكَ فَقُلْتُ: قَوْلُ اَللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى مَا مَعْنَاهُ قَالَ: صَدَقَ اَللَّهُ فِي جَمِيعِ أَقْوَالِهِ وَلَكِنْ ذَرَارِيُّ قَتَلَةِ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ، يَرْضَوْنَ بِفِعَالِ آبَائِهِمْ وَيَفْتَخِرُونَ بِهَا وَمَنْ رَضِيَ شَيْئاً كَانَ كَمَنْ أَتَاهُ وَلَوْ أَنَّ رَجُلاً قُتِلَ بِالْمَشْرِقِ فَرَضِيَ بِقَتْلِهِ رَجُلٌ بِالْمَغْرِبِ لَكَانَ اَلرَّاضِي عِنْدَ اَللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ شَرِيكَ اَلْقَاتِلِ وَإِنَّمَا يَقْتُلُهُمُ اَلْقَائِمُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ إِذَا خَرَجَ لِرِضَاهُمْ بِفِعْلِ آبَائِهِمْ اَلْحَدِيثَ))[5].
فيكون السبب الذي يبيّنه الامام عليه السلام أنّ كل من رضيَ بفعل اجداده أو اسلافه خصوصا من الذي رضى وارتضى بقتل الحسين عليه السلام الى يوم خروج الامام المهدي فهذا يقتل والرواية واضحة وصريحة بهذا الخصوص إذ من العدل الالهي أنَّ الله يقتص بيد وليه ممن قتل الحسين عليه السلام وممن رضي بذلك والشاهد في زيارة عاشوراء كيف أنّهم نالوا سخط الله تعالى وهو قول المعصوم الذي لا غبار عليه، ناهيك عن الذين ظلموا اهل البيت واتباعهم من الذين استمروا على نهجهم فهذه من المسائل العقدية التي هي من اوضح الواضحات والمعترض عليها عليه أن يراجع دينه ويعرف الصحيح منه.
__________________________________________________ _____________
[1] سورة البقرة، الآية: 30.
[2] سورة القصص، الآية: 5.
[3] نهج البلاغة : خطبة 182.
[4] سورة فاطر، الآية: 18.
[5] وسائل الشيعة، ج 16، ص: 138.
تعليق